لندن: أعلنت البارونة جيني تونج عضو مجلس اللوردات في البرلمان البريطاني عن مساع لإقناع المشرعين البريطانيين بالضغط على حكومة بلادهم لكي تجري حوارا مع حركة حماس.
جاء ذلك بعد أيام من الاجتماع الذي عقد في العاصمة السورية دمشق بين وفد بريطاني يضم ستة مشرعين بينهم البارونة تونج، مع خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس.
وقالت البارونة تونج في مكالمة هاتفية مع شبكة تلفزيون CNN من دمشق إن quot;هناك كثيرا من السياسيين في بريطانيا الذين يشعرون بشكل متزايد بالإحباط لعدم إشراك حركة حماس في مفاوضات السلام.quot;
وأضافت النائبة عن الحزب الديموقراطي الليبرالي quot;إذا استطعنا إقناع ما يكفي من المشرعين البريطانيينبالتحدث إلى حماس، فقد نتمكن من إجبار الحكومة على فتح حوار مع الحركة، إننا نريد من البريطانيين والاتحاد الأوروبي أن يضغطوا على الولايات المتحدة، لكي تلتقي بدورها مع حماس.
وكان توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق ومبعوث اللجنة الرباعية الحالي إلى الشرق الأوسط قد رفض لقاء مسؤولين في حماس خلال الزيارة التي قام بها إلى قطاع غزة في بداية الشهر الجاري.
الجيش الجمهوري
غير أن تونج شددت أن على المجتمع الدولي إشراك حماس في الحوار، وقالت إن الطريقة التي مكنت بريطانيا من الالتفاف حول الوضع في ايرلندا الشمالية تمثلت في التحدث إلى انفصاليي الجيش الجمهوري الأيرلندي الذين خاضوا حملة شرسة استمرت عشرات السنين لإنهاء الوجود البريطاني في أيرلندا الشمالية قبل توقيع اتفاق سلام.

وأردفت تونج قائلة إن السلام لا يتحقق بفتح حوار مع الأصدقاء بل مع الأعداء.
عاقبة اللقاء بمشعل
من جهة أخرى، قالت المشرعة البريطانية إنها تدرك أن لقاءها مع مشعل قد يعتبر انتهاكا للقانون في بلادها وأنها قد تتعرض للاعتقال لدى عودتها إلى المملكة، إلا أنها اعتبرت أن ذلك أحد المخاطر التي على المرء أن يسلكها.
وتعتبر تونج منتقدة شرسة لإسرائيل وقد طردت من منصبها كمتحدثة باسم الديموقراطيين الليبراليين لقضايا الطفولة بعد إعرابها عن تفهمها للانتحاريين الفلسطينيين في عام 2004.
هذا وكان النائب عن حزب العمل البريطاني كلار شورت وهو أحد أعضاء الوفد قد صرح للصحافيين في سوريا السبت الماضي بأن هدف الزيارة هو دعوة الحكومة إلى التحدث إلى حماس لصالح السلام.
وكانت CNN قد أفادت في وقت سابق من الشهر الجاري بأن وفدا آخر من المشرعين البريطانيين عقد اجتماعات سرية خلال العامين الماضيين مع كل من حركة حماس وحزب الله.
وقالت، نقلا عن مصادر على اطلاع بالمحادثات، إن بلير كان على علم باللقاءات عندما كان رئيسا للوزراء دون إبداء موافقته أو معارضته لها بوضوح. وذكرت CNN أن مكتب بلير لم يرد على طلبها للتعليق على ما ورد ذكره.