طهران: قللت ايران من اهمية الرسالة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ايران بمناسبة اعياد نوروز، والتي عرض فيها على القيادة الايرانية فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين. فقد انتقد المرشد الاعلى للثورة علي خامنئي الرئيس اوباما وقال انه سيسير على نهج سلفه جورج دبليو بوش بينما طالبها الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد واشنطن باتخاذ خطوات ملموسة واصلاح ما وصفها باخطاء الولايات المتحدة نحو ايران.

وكان أوباما قد دعا في رسالته القيادة الإيرانية إلى quot;فتح صفحة جديدةquot; في العلاقات مع الولايات المتحدة وأكد على أن إدارته quot;ملتزمة بانتهاج السبل الدبلوماسيةquot; في تعاملها مع خلافات البلدين والتي quot;تسببت بتوتر العلاقات بين البلدين على مدار العقود الثلاثة الماضيةquot;، على حد تعبيره. وأضاف قائلا: quot;إن إدارتي ملتزمة الآن بالدبلوماسية التي تتعامل مع طيف كامل من القضايا الماثلة أمامنا.quot;

وقال أوباما في رسالته quot;إن إيران أمة ذات حضارة عظيمة، ويجب أن تتبوأ مكانها الصحيح في العالم، ولكن بالسلام وليس بالقوة والإرهابquot;.

وقد رحب احد كبار مستشاري الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد برسالة الرئيس اوباما مطالبا اياه بافعال محددة لاصلاح الاخطاء الامريكية السابقة.

وقال علي اكبر جوانفكر لوكالة فرانس برس في رد فعل على رسالة اوباما quot;نرحب برغبة رئيس الولايات المتحدة وضع خلافات الماضي جانباquot;. واضاف quot;لكن تنفيذ ذلك لا يتم بنسيان ايران التوجهات الامريكية العدائية السابقةquot;, مؤكدا انه quot;على الادارة الامريكية ان تدرك اخطاءها الماضية وتصلحها وذلك كوسيلة لوضع الخلافات جانباquot;.

واكد ان على اوباما quot;تجاوز الكلام والقيام بتحرك واذا اظهر اوباما استعدادا القيام بعمل, فان الحكومة الايرانية لن تدير ظهرها لهquot;.

ويقول المراسلون إن أوباما كسر بذلك تقليدا اتبعه الرؤساء السابقون قبله، ومنذ نشوب الخلاف بين الولايات المتحدة وطهران في أعقاب الثورة الإسلامية، حيث كانت رسائلهم تتوجه إلى الشعب الإيراني وتتجاوز القيادة.

يُذكر أن الرغبة التي أبداها الرئيس الأميركي بالتحاور مع أعداء بلاده، ومن بينها ايران، كانت محل ترحيب من أطراف دولية عديدة، باعتبارها تشكل خروجا على السياسات الأحادية الجانب التي اعتمدتها الإدارة الأمريكية السابقة.

وأصر أوباما على أن توقف إيران دعمها للجماعات التي تصفها واشنطن بالإرهابية، وأن تمتنع عن إطلاق quot;التصريحات الناريةquot; المعادية لإسرائيل.

وقال أوباما: quot;إن الولايات المتحدة مستعدة لمد يد السلام إلى إيران إذا ما قامت الأخيرة بإرخاء قبضتهاquot;.

وكانت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين قد قُطعت في عام 1979 إبان أزمة السفارة الأمريكية بطهران التي احتجز فيها الطلاب الإيرانيون 52 دبلوماسيا أميركيا رهائن لمدة 444 يوما.

ورحب القادة الاوروبيون بالمبادرة الاميركية تجاه ايران، فقد اعرب مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الجمعة عن امله في ان تكون الرسالة التي وجهها الرئيس الاميركي باراك اوباما الى ايران بداية quot;فصل جديدquot; في العلاقات الدولية مع طهران.

وصرح سولانا للصحافيين على هامش القمة الوروبية في بروكسل quot;اعتقد ان الرسالة بناءة للغاية وآمل ان تتصرف طهران بذكاءquot;.

كما وصف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبادرة اوباما بانها اخبار تبعث على السرور وان فرنسا وكثير من الدول كانت تنتظر من واشنطن فتح باب الحوار مع طهران منذ مدة طويلة.

من جانبها قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان رسالة اوباما الى ايران هي نفس الرسالة التي كانت الدول الاوروبية تحاول ايصالها الى ايران.