واشنطن: في بادرة هي الأولى من نوعها يقوم بها رئيس أميركي، عقد الرئيس باراك أوباما مؤتمرا صحفيا عبر شبكة الإنترنت أجاب فيه على الأسئلة التي وجهت له إلكترونيا حول الأزمة الاقتصادية. وقدم أوباما خلال المؤتمر الصحفي، الذي بث مباشرة على موقع البيت الأبيض، إجابات إلى نحو 32 ألف أميركي قاموا بإرسال أسئلتهم قبل أربع وعشرين ساعة من موعد المؤتمر الصحفي.

ودارت معظم الأسئلة حول المشاكل المتعلقة بالأزمة المالية وتبعاتها داخل الولايات المتحدة، فمن مشاكل السكن، إلى فقدان الوظائف، إلى التعليم، وصناعة السيارات، والاستقرار المادي. وقد تنوعت الأسئلة التي وجهت إلى أوباما ما بين أسئلة إلكترونية، وأخرى قام أصحابها بتصويرها ومن ثم إرسالها.

ويبدو أن أوباما اختار الإنترنت لعقد هذا المؤتمر الصحفي ليتمكن من الوصول إلى الشعب الأميركي بأكمله، وللخروج من فقاعة البيت الأبيض، لأنه، ووفق قوله، يحكم الولايات المتحدة وليس واشنطن فقط. من جهتهم، يقول محللون إن أوباما، المعروف بولعه بالتكنولوجيا، سيكون الرئيس الأميركي الأول الذي يستخدم شبكة الإنترنت للتواصل مرئيا مع الناس.

فعن طريق تحفيز الأميركيين لإرسال الأسئلة لأوباما، والإجابة عليها على الهواء مباشرة، تأمل الإدارة الأميركية في خلق أسلوب شفاف ينجح في كسب الرأي العام الأميركي. يقول دون تابسكوت، مؤلف كتاب Growing Up Digital: quot;يبدو أن الوضع يتجه لتصبح الإنترنت الوسيلة الجديدة للاتصال البشري، والتي لا تساعد الرؤساء فقط على الترشح، وإنما أيضا تغير الطريقة التي يديرون فيها البلاد.quot;


وهذه ليست المرة الأولى التي يثني فيها الأميركيون على استخدام أوباما للتكنولوجيا، حيث استخدم الرئيس الأميركي مواقع اجتماعية مثل quot;تويترquot; وquot;فيسبوكquot; للإعلان عن نشاطات معينة، أو جمع الأموال لقضايا تهم الشعب الأميركي. وكان الرئيسان السابقان جورج بوش وبيل كلينتون قد استعملا مواقع للدردشة للتواصل مع الشعب الأميركي، إلا أن الإنترنت لم تكن قط الوسيلة الأساسية للاتصال.