الدوحة أبلغت عمان أنها بريئة من التحرش السياسي بها
الأردن يرد اليوم على هيكل عبر quot;الجزيرةquot;

عبدالله الثاني إلى الدوحة والجزيرة خارج الحسابات

هل يخفض الخلاف الإعلامي مستوى تمثيل الأردن في قمة الدوحة؟

عامر الحنتولي ndash; إيلاف: طبقا لما انفردت فيه quot;إيلافquot; الأسبوع الماضي حول تنسيق أردني ndash; قطري خلفي للإسهام في اطفاء حريق دبلوماسي كاد يحرق العلاقات بين عمان والدوحة على خلفية ما بثته فضائية الجزيرة القطرية قبل نحو أسبوعين عبر برنامج quot;مع هيكلquot; الذي يعده الصحافي المصري محمد حسنين هيكل، فقد تأكد لـ إيلافquot; من مصادر خاصة داخل الفضائية القطرية أن البرنامج الذي ستبثه الجزيرة مساء اليوم مع السياسي الأردني المخضرم زيد الرفاعي رئيس مجلس الأعيان، وأحد ضباط إيقاع السياسة الرسمية للدولة الأردنية طيلة العقود الخمس الماضية، قد أفسح المجال على نحو واسع لرد أردني غير رسمي على ما اعتبرته عمان تجاوزات وافتراءات تضمنها برنامج هيكل، واساءته لرموز سياسية أردنية في مقدمتها الملك الأردني الراحل حسين بن طلال الذي توفي في فبراير شباط من العام 1999 بعد صراع مرير مع مرض السرطان.

وتقول مصادر القناة القطرية أن quot;اللقاء سيمتد قرابة الساعة وتحدث خلاله الرفاعي بلغة سهلة وواضحة ومباشرة مدعمة بالأدلة والوثائقquot;، إذ كان الرفاعي أحد أفراد الحلقة السياسية الضيقة حول الملك حسين، كما تحدث الرفاعي خلال البرنامج الذي جرى تسجيله في قصر السياسي الأردني في أحد ضواحي العاصمة عمان عن مستوى وشكل الإتصالات السياسية بين الأردن وإسرائيل quot;وأنها لم تكن مكرسة لأكثر من التنسيق لفتح قنوات الإتصال لتمكين أطلاق عملية سلام، وأن الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت مطلة على هذا النوع من التنسيق الأردني الإسرائيليquot;.

وبحسب معلومات quot;إيلافquot; لم تشأ عمان أن يأتي ردها غير المباشر على هيكل عبر الحكومة الأردنية كي لا يبدو الأمر وكأن عمان تعاقب الدوحة على سلوكيات فضائية الجزيرة، على اعتبار أن الدبلوماسية السورية قد نقلت لساسة أردنيين رسالة قطرية شفوية على هامش الزيارة التي قام بها الرئيس السوري بشار الأسد الى عمان الأسبوع الماضي، إذ طلبت الدوحة من دمشق ابلاغ عمان أنها هذه المرة بريئة تماما من التحرش السياسي بالأردن خلافا لمحطات سابقة، وأنها على أتم الإستعداد لفتح الفضاء أمام أي من المسؤولين الأردنيين للرد بما يشاء من الوثائق والمداخلات، وأنها ستضغط بقوة على الجزيرة لتمرير أي أشكال الرد الأردني على هيكل.

وإزاء العرض القطري وجدت مرجعيات أردنية نفسها في موقف سياسي لا تحسد عليه بعد أن أثارت الصحافة الأردنية من كل التلاوين السياسية حربا شعواء ضد هيكل، وتوجيه الإتهامات بقوة الى الفضائية القطرية تخريبها المتعمد للعلاقات العربية، وافسادها جو المصالحات، إذ وجدت عمان أن تجاهل العرض القطري من شأنه أن يراكم حال الجفاء بين الدوحة وعمان، وأن التورط برد رسمي من شأنه أن يعطي quot;الجزيرةquot; حجما أكبر بكثير من حجم الدول، وهو ما لا تريده عمان لأن صانع القرار الأردني قد طلب من مسؤولين كبار في ديوانه عدم أخذ قطر بجرائر الجزيرة لأن الأخيرة باتت خارج الحسابات السياسية للأردن، إلا أنه بعد شد وجذب وجدت عمان المخرج السياسي من الورطة عبر الإيعاز للرفاعي الذي يعتبر أبرز اللاعبين السياسيين في المشهد الأردني كي يقدم دحضا لروايات سياسية غير صحيحة يبدو السكوت عنها اقرارا أردنيا بصحتها، إلا أن الرفاعي لن يبدو خلال البرنامج كما لو أنه يرد على هيكل، انما كمن يقدم شهادته على وقائع ومشاهد عاشها كشاهد عيان وكمنفذ لجزء منها بحكم مواقعه السياسية اللصيقة بالعاهل الأردني الراحل الملك حسين بن طلال.