لندن: احتلت التحضيرات لقمة مجموعة العشرين في لندن، من وصول رؤساء الدول على رأسهم الرئيس الأميركي باراك اوباما، الى التظاهرات المناوئة للقمة والعولمة والسياسات الاقتصادية والمناخية التي اتسمت في بعض الاحيان بالعنف على الجانب الاكبر من الاهمية في الصحف البريطانية ليوم الخميس. ولكن شؤون الشرق الاوسط بقيت حاضرة على الصفحات الدولية، ففي صحيفة الفاينانشيال تايمز، كتب المراسل انطوني شديد من بغداد تقريرا بعنوان quot;العراق يعود الى سكته الطبيعيةquot;. تقرير شديد عبارة عن وصف عودة الامور الى طبيعتها من خلال روايته لرحلة قام بها بالقطار من بغداد الى البصرة.

وفي مقاله، يصف الصحافي محطة قطارات بغداد، التي تذكر الى حد بعيد بفترة ما قبل الاجتياح. ويتفاجأ زائر المحطة حسب الصحافي بمكاتب بيع التذاكر التي لا تزال عليها عبارات مثل quot;الى الموصل - الى سوريا - الى تركيا، او تذاكر عادية - تذاكر فئة اولىquot;. كل هذه العبارات هي فقط تذكير بماضي سكة الحديد هذه التي بناها العثمانيون وحلفائهم الالمان عشية الحرب العالمية الاولى، حسب قول شديد. لكن مراسل الفاينانشيال تايمز يصف القطار الذي استقله حتى البصرة والذي اعيد تشغيله في ديسمبر/ كانون الاول الماضي. ويروي شديد رحلته وآراء الناس الذين التقاهم خلال الرحلة والذين ذكروا بغالبيتهم الاحداث الطائفية في العراق لعامي 2006 و 2007، والذين يبدون اليوم حسب المراسل نوعا من الارتياح والطمأنينة لعودة الامن.

من جهتها، تطرقت صحيفة الجارديان الى تفكيك السلطات العراقية لمجالس الصحوة وفتح المجال امامهم بالانضمام الى وزارة الداخلية. ولكن مراسل الصحيفة في بغداد مارتن تشولوف قال ان البعض يتخوف من هذه الخطوة اذ يعتقد ان من شأنها ان تخلق بلبلة واستياء في صفوف الذين لن يحصلون على مراكز مسؤولية امنية. وتشير الصحيفة الى ان علاقة الحكومة العراقية بمجالس الصحوة كانت قد ساءت مؤخرا حتى تطورت الى اشتباكات وقعت بين مسلحي المجالس وبين القوات الحكومية في بغداد.

ويتحدث المراسل في تقريره الى بعض المواطنين الذين يتساءلون كيف سيتمكن الكثيرون من العيش بعد وقف دفع الرواتب التي كانت تصرف لهم لانتمائهم الى المجالس، ليضيفون ان ذلك قد يعيد الشأن الطائفي الى الواجهة.

وفي مجال آخر، نشرت الفاينانشيال تايمز تقريرا لسميون كير ورلى خلف من دبي حول تأثر الامارة بالازمه الاقتصادية والمالية العالمية ما دعا الى اعادة هيكلة جذرية للمؤسسات والشركات الحكومية. وتشير الصحيفة الى ان اعادة الهيكلة هذه هدفها خفض النفقات في الوقت الذي تشح فيه واردات الخزينة من القطاعات الاساسية منها السياحة والتجارة والقطاع المالي.

الا ان الصحيفة نقلت عن مسؤولين ومحللين اقتصاديين قولهم انه quot;بشكل عام، وبالطريقة التي تتعامل بها دبي عادة في مجال الاقتصاد، من المفترض ان تتأقلم مع الازمة الاقتصاديةquot;. كما تنقل الصحيفة عن قول احد رجال الاعمال ان quot;دبي ستعمل اقتصاديا بطريقة مختلفة جدا خلال الاعوام المقبلةquot;. في النهاية تشير الفاينانشيال تايمز الى ان عددا من المسؤولين في الامارة quot;لا يتوقعون تسريح كبار مدراء الشركاتquot;، متسائلين عن quot;جدوى قيام السلطات في دبي بخطوة كهذه تشعل مجددا المنافسة بين طبقة المقربين من الحكام التي ساهمت الى حد بعيد بتحفيز النمو في الامارةquot;.

المحرقة والموسيقى

على صعيد آخر، كتب بن لينفيلد في صحيفة الاندبندنت عن ترحيل مايسترو اوركسترا الناشئين الفلسطينية وفاء يونس وهي من عرب اسرائيل من الضفة الغربية. وتتابع الصحيفة بأن سبب منع يونس من الدخول الى الضفة حاليا يعود لتهديدات علمت بها قوى الامن الفلسطينية وسببها عزف quot;اوركسترا السلام الفلسطينيةquot; في حفل اقيم على شرف الناجين من محرقة اليهود.

وتعرض الاندبندنت نوعا من السيرة المهنية للمايسترو ولفكرة quot;اوركسترا السلامquot; التي اسستها وفاء منذ نحو ثلاثة اعوام. وجاءت هذه التطورات بعد ان غضب اهالي بعض تلاميذ وفاء واتهموها باستعمال ابنائهم وبناتهم للعزف امام الناجين من المحرقة. ويقول لينفلد ان وفاء كانت تعبر بشكل شبه يومي ولمدة 6 اعوام الى الضفة لاعطاء دروس في الموسيقى للاجئين في مخيم جنين.

كما تنقل الصحيفة عن وفاء قولها انها quot;ستتابع تعليم الموسيقى في الضفة بعد ان تهدأ الامور بعض الشيءquot;. وتطرقت الدايلي تلجراف كذلك الى الموضوع الفلسطيني الاسرائيلي ولكن من باب تصريحات وزير الخارجية اليميني المتطرف افيغدور ليبرمان الذي صرح يوم الاربعاء بالقول ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة غير مجبرة بالاعتراف بمقررات مؤتمر انابوليس بين الاسرائيليين والفلسطينيين، ما يعني تراجعا اسرائيليا عن مبدأ قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.

طالبان والبرقع

ومن كابول، كتب كيم سينغوبتا مراسل الاندبندنت ان افغانستان تخفف شروطها حيال ارتداء النساء للبرقع وتزيين اللحى للرجال. ويقول سينغوبتا ان تخفيف هذه القيود يعود الى المفاوضات الجارية مع الحكومة في كابول، مضيفا بأن المحادثات الجارية شاقة، وان طالبان تطالب بالحاح برحيل الجيش الأميركي من افغانسان باسرع وقت ممكن.

الا ان السلطات الافغانية تقول، حسب الصحيفة، انها ترفض أي اتفاق مع طالبان في هذا الشأن.

اسرائيل وضربة ايران

وفي مجال آخر، لكن في صحيفة التايمز، كتب محرر شؤون الشرق الاوسط جيمس هيدر عن الخوف quot;العالمي من تسلح ايران فيما يزور نتنياهو اوباما قريبا في واشنطنquot;. ويطرح التقرير سؤالا جوهريا هو quot;هل تستطيع اسرائيل توجيه ضربة للمنشآت النووية الايرانية، وفي حال كانت تستطيع ذلك، فهل تريد ان تفعل ذلك؟quot; ويجيب هيدر في نهاية مقاله عن هذه النقطة اذ يقول ان لاسرائيل عدة طرق يمكن ان تواجه بها ايران. ولكن المحلل يضيف بأنه من غير المعروف حتى الآن كيف سترد طهران على ضربة اسرائيلية كبيرة والموقف الأميركي من ذلك.

كما يضيف هيدر ان من شأن ضربة اسرائيلية ضد ايران ان تكون مشكلة اضافية للمهمة التي يقوم بها الجيش الأميركي في افغانستان والعراق وقد تعرضه لعمليات مكثفة بخاصة في العراق حيث علم أن طهران زودت ميليشيا جيش المهدي في العراق باسلحة ومتفجرات متطورة قادرة على الحاق الاذى بالجيش الأميركي.