ما بين المبالاة وعدمها
كيف بدت حكومة إسرائيل الجديدة في نظر الفلسطينيين
نجلاء عبد ربه من غزة: على الرغم من الإرتباط الواضح بين أية حكومة إسرائيلية ومدى الحياة عند الفلسطينيين، إلا أن الشارع الفلسطيني، بدا بعكس قيادته السياسيين، غير مبالي بما يحدث من تطورات سياسية إسرائيلية.
وما أن صادق الكنيست الإسرائيلي على الحكومة الجديدة بزعامة بنيامين نتنياهو زعيم حزب الليكود، وأفيغدور ليبرمان، من حزب quot;إسرائيل بيتناquot; اليميني المتطرف، حتى بدأ الساسة الفلسطينيون بالتحذير من مغبة إنهيار مفاوضات السلام، التي بقي منها أسمها فقط، لكن الشارع الفلسطيني غير مبالي، بمعظمه، من وصول صقور الساسة الإسرائيليين، وإنهاء كافة الإستحقاقات الفلسطينية التي يتوجب على إسرائيل تنفيذها بموجب تفاهمات عدة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
quot;ما الذي ستفعله الحكومة الإسرائيلية الجديدة بنا أكثر!!؟quot;. جواب خليل عبد الواحد، شاب فلسطيني عابر في شارع عمر المختار، الشارع الرئيسي بمدينة غزة، على سؤال لإيلاف عن شعوره وتقديره لما سيحصل في عهد حكومة إسرائيلية جديدة أكثر شدة من سابقتها على الفلسطينيين.
وأعتبر عبد الواحد quot; ليس مهماً وصول نتنياهو وليبرمان، أكثر من أهمية إنجاح الحوار الفلسطيني الداخليquot;. وأضاف لإيلاف quot;لقد وصل حالنا إلى هذه درجة كبيرة من البؤس والإنحطاط في كل شيء(..) لقد بات قطاع غزة بسكانه المليون ونصف المليون فلسطيني، كأنه مستشفى، يعاني جميعهم عقد نفسية واضطرابات نتيجة لما يحدث بحقنا من حصار وحرب اسرائيلية ضدناquot;.
وأعتبر الكاتب والباحث الفلسطيني محمد داود أن quot;حياة الفلسطينيين باتت بلا أفق ولا مستقبل، في حال بقيت الأمور على هذا النحو، ولم يدرك المتحاورون خطورة المرحلة التي يمر بها الشعب الفلسطيني بشكل عام في القدس أو قطاع غزة أو حتى في الضفة الغربيةquot;.
وكان بنيامين نتنياهو قد أدى اليمين كرئيس لوزراء اسرائيل، أول أمس، بعد أن حاز بموافقة الكنيست على حكومته التي يغلب عليها اليمينيون. وأكد نتنياهو في خطاب تقديم حكومته للكنيست quot;أن السلام مع اسرائيل ممكن، دون تفصيل سبل السلام، بكن برنامجه السياسي الذي ركز على أن الحل الاقتصادي مع الفلسطينيين، سيبقى قيد التنفيذ. في وقت أعلن وزير خارجيته ليبرمان أن اسرائيل quot;غير ملزمة بإتفاق أنابوليس ورؤية الدولتينquot;.
ومع هذا، فإن الولايات المتحدة الأميركية ومعها الاتحاد الأوروبي وبأن كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وغيرهم، دعوا الحكومة الإسرائيلية الجديدة بضرورة العمل من اجل حل الدولتين.
وقال داود لإيلاف quot;لا بد من مجابهة الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي يغلب اليمين المتطرف عليها، من خلال تعزيز وحدنا الفلسطينية، وإنهاء الإنقسام الذي أدى إلى تراجع القضية الفلسطينيةquot;.
ويرى الكاتب والباحث الفلسطيني أن حكم نتنياهو في الفترة القادمة، سيتركز على فتح جبهة تفاوضية مع سوريا، وسيتعامل مع الفلسطينيين من بوابة الإقتصاد فقط، كونه quot;يرى عدم وجود شريك حقيقي في الجانب الفلسطيني للتفاوض معه، فضلاً عن انه يعتبر قطاع غزة، في ظل حكم حماس، بؤرة إرهابيةquot;.
ويتساءل محمود أبو صالح (43 عاماً): من المسئول عن تدمير حياة الفلسطينيين بهذا النحو، هل هو نتنياهو وليبرمان أم قادتنا السياسيين الذين فضلوا مصالحهم الخاصة والضيقة عن مصلحة الشعب الفلسطيني!!؟.
وقال أبو صالح لإيلاف quot;في تقديري، قياداتنا اليوم أذا بقوا على هذا النهج والسلوك، سيكونون أخطر علينا من نتنياهو وليبرمان(..) وهذه فرصتهم كي ينجوا وننجوا معهمquot;.
وتوقعت الطالبة هديل (21 عاماً) أن يشن نتنياهو حباً جديدة على لفلسطينيين. وقالت لإيلاف quot;يبدو أن سنوات حكمه ستكون سيئة جداً علينا، خاصة وأن نتنياهو وليبرمان متحمسان إلى إرجاع هيبة إسرائيل وجيشها، ويعتقدان أن الحكومة المنصرفة لم تحقق نجاحاً عسكرياً في حربها الأخيرة على الفلسطينيينquot;.