أنقرة: كشف مسؤولون بالحكومة التركية الأحد، جانباً من تفاصيل quot;الصفقةquot; التي سحبت بمقتضاها أنقرة معارضتها لتعيين رئيس الوزراء الدنمارك، أندرس فوغ راسموسن، بمنصب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي quot;الناتوquot;، خلال اجتماع قمة الحلف في مدينة quot;ستراسبورغquot; الفرنسية السبت.

وقال مسوؤل تركي رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الصفقة تتضمن تعيين مدنياً تركياً كنائب لقائد قوات الحلف في أفغانستان.

وأضاف قائلاً: quot;أعتقد أن هذا يمثل خيارا أفضل لقوات الناتو في أفغانستان،quot; مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن تركيا أكثر دراية بالثقافة الأفغانية، مما يمكنها القيام بدور أكثر فاعلية بين قيادة الحلف وحكومة كابول.

ويتولى فرناندو جنتيليني، حالياً منصب المبعوث الخاص لحلف الأطلسي في أفغانستان، إلا أن أنقرة لم تعلن، حتى اللحظة، عن المرشح التركي لخلافة الدبلوماسي الإيطالي.

وبعد لقاء دام قرابة الساعة بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيره التركي عبد الله غول، على هامش قمة ستراسبورغ، أعلن رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان، سحب معارضة بلاده لراسموسن، ليحصل الأخير على إجماع قادة الحلف، لتعيينه بمنصب الأمين العام للناتو.

وقال المسؤول التركي، الأحد، إن الدور الذي قام به الرئيس الأميركي كان حيوياً لتسوية الخلاف حول راسموسن، الذي من المقرر أن يخلف الأمين العام الحالي، ياب دي هوب شيفر، وزير الخارجية الهولندي الأسبق، اعتباراً من بداية أغسطس/ آب القادم.

وتابع قائلاً: quot;لا أحد سواه (أوباما) كان بإمكانه إقناع الرئيس غول، أو رئيس الوزراء أردوغانquot;، خاصة أن الاجتماع جاء قبل يوم من زيارة الرئيس الأميركي المقررة إلى أنقرة، التي من المتوقع أن يصل إليها مساء الأحد، في أول زيارة لدولة إسلامية.

وكانت معارضة أنقرة تتركز حول عدة نقاط، بحسب تقارير إعلامية، أولها طريقة تعامل راسموسن مع قضية الرسوم المسيئة للنبي محمد، التي اعتبر أنها تأتي في إطار حرية التعبير، بالإضافة إلى استضافة الدنمارك قناة تلفزيونية موالية لحزب العمال الكردستاني، فضلاً عن معارضتها انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق، أشارت تقارير إعلامية إلى أن تركيا تلقت اعتذاراً رسمياً من جانب الحكومة الدنماركية، بشأن قضية الرسوم المسيئة للنبي، إضافة إلى تلقيها لوعود بمنع محطة quot;روج تي فيquot;، التي تقول أنقرة إنها موالية للمتمردين الأكراد، من بث quot;دعايات معاديةquot; لها.

وخلال زيارته المرتقبة إلى تركيا، من المتوقع أن يلقي أوباما خطاباً أمام البرلمان التركي في أنقرة، كما سيعقد اجتماعاً على مائدة مستديرة مع عدد من الطلاب بمدينة إسطنبول، بالإضافة إلى زيارة عدد من المعالم السياحية والتاريخية، كالمسجد الأزرق ومتحف quot;أيا صوفياquot;، الذي يعود إلى العصر البيزنطي.