واشنطن: قالت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية اليوم الإثنين ان الخسائر التي ألحقها حزب الله بالجيش الإسرائيلي خلال حربه على لبنان في تموز/يوليو 2006 ما زالت تثير سجالاً حامياً ومتزايداً في المؤسسة العسكرية في الولايات المتحدة، يرخي بظلاله على الاستراتيجية الحربية الأميركية، ومن شأنه أن يغير الطريقة التي تحارب بها القوات الأميركية في المستقبل.
وأوضح تقرير في الصحيفة أنه بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحزب الله في صيف عام 2006، اعتبرت المؤسسة العسكرية الأميركية على نطاق واسع النتيجة بأنها كارثة على الجيش الإسرائيلي. وبعد فترة قصيرة من انتهاء القتال بدأ بعض الضباط الأميركيين التحذير من أن تلك المعركة القصيرة والدموية والتقليدية إلى حد ما، سترخي بظلالها على أسلوب القتال الذي سيتبعه quot;الأعداءquot; المقبلون للولايات المتحدة.
وتابعت انه منذ ذلك الحين، أرسلت وزارة الدفاع الأميركية حوالي عشرة فرق لإجراء مقابلات مع الضباط الاسرائيليين الذين قاتلوا ضد حزب الله. وقامت القوات البرية ومشاة البحرية بمناورات بملايين الدولارات لاختبار كيف يمكن أن تقاتل القوات الأميركية عدواً مماثلاً.
وقالت الصحيفة ان السبب الرئيسي الذي يجعل هذه الحرب، التي دامت 34 يوماً، تحوز على هذا الاهتمام الكبير هو أنها تسلط الضوء على وجود انشقاق في صفوف القادة العسكريين الأميركيين. وأوضحت ان بعض القادة العسكريين يريدون تغيير الجيش الاميركي بحيث يكون مستعداً بشكل أفضل لحروب مثل التي يخوضها في العراق وأفغانستان، في حين يشعر آخرون بالقلق من ان هذا التغيير سيجعل الولايات المتحدة أكثر ضعفاً أمام العدو التقليدي.
وأشارت الصحيفة إلى ان الخبراء العسكريين الأميركيين صدموا بالتدمير الذي استطاع حزب الله إلحاقه بالمدرعات الإسرائيلية باستخدام صواريخ موجهة. وخلافاً للميليشيات التي تقاتل في العراق وأفغانستان والتي غالباً ما تستخدم أسلوب الكر والفر، صمد مقاتلو حزب الله أمام القوات الإسرائيلية البرية في معارك دامت حتى 12 ساعة. كما تمكنوا من التنصت على الاتصالات الاسرائيلية حتى أنهم أصابوا سفينة إسرائيلية بصاروخ موّجه.
وتوقعت الصحيفة أن يتخذ وزير الدفاع روبرت غيتس اليوم الإثنين موقفاً حازماً في هذا النقاش حيث من المقرر أن يعلن عن ميزانية الدفاع لعام 2010 التي من المتوقع أن تخفض الأموال المخصصة لأنظمة التسلّح المصممة للحروب التقليدية وأن تعزز أنظمة المراقبة والاستخبارات والبرامج المخصصة للمساعدة فى تعقب المسلحين.
واعتبرت ان هذه التغييرات تعكس تنامي نفوذ المعسكر المؤيد للتركيز على محاربة التمرد في وزارة الدفاع ومن بين أبرز أعضائه الجنرال ديفيد بيترايوس، لافتة إلى ان استراتيجية الرئيس باراك أوباما تجاه أفغانستان التي تركز على حماية السكان المحليين والقضاء على الملاذات الآمنة للإسلاميين المتطرفين، تدعم إلى حد كبير هذا المعسكر. وقالت ان السؤال، الذي يواجه المسؤولين الدفاعيين الأميركيين هو ما إذا كانوا قادرين على بناء قوة يمكن أن تنتصر في معركة لمحاربة التمرد حيث يتم التركيز على حماية السكان المدنيين وبناء قوات الجيش والشرطة فضلاً عن خوض المعارك الأكثر تقليدية.
ولكن يبقى المطلوب بحسب الصحيفة ما دعا إليه الجنرال جورج كايسي من أن يكون الجيش قادراً على محاربة حركات التمرد وقتال الجيوش التقليدية وإعادة بناء الأمم في الوقت نفسه، ولكن الخبراء يشككون في إمكانية حصول ذلك. وأضافت ان السؤال الآخر هو ما إذا كان الجيش الاميركي يأخذ الدروس الصحيحة من الحرب بين اسرائيل وحزب الله فقد ركز دراساته بشكل حصري تقريباً على المعركة في جنوب لبنان وتجاهل الدور المتنامي لحزب الله في المجتمع اللبناني بصفته حزباً سياسياً فضلاً عن المساعدات الإنسانية التي قدمها بعد المعركة والمساعدة في إعادة الإعمار.
التعليقات