واشنطن: عاود نائب الرئيس الأميركي السابق، ديك تشيني، هجومه على الرئيس، باراك أوباما، وانتقد نبرة سياسته الخارجية التي قد تؤثر على مكانة أميركا كأعظم قوة بالعالم، بعد انتقاد سياسته الداخلية التي قال إنها تزيد إمكانية تعريض البلاد للخطر. وقال تشيني في مقابلة مع شبكة quot;فوكسquot; الإخبارية: quot;أنا قلق من الطريقة التي نُمثل بها في الخارج.quot;
وأبدى quot;انزعاجهquot; من جولات أوباما الخارجية واعتذاره عن السياسات الأميركية السابقة، ونوه: quot;عليك الحذر للغاية.. العالم الخارجي، الأصدقاء والأعداء، على حد سواء، قد يسارعون لانتهاز وضع يعتقدون فيه بأنهم يتعاملون مع رئيس ضعيف، أو شخص قد لا يهب واقفاً للدفاع عن مصالح أميركا بشراسة.quot; وتابع: quot;للولايات المتحدة دور ريادي في العالم توليناه منذ وقت طويل.. ولا أعتقد أن هناك الكثير لنعتذر عنه.quot;
وتعهد الرئيس الأميركي، الذي رفعت حملته الانتخابية شعار التغيير، بتبني سياسات مغايرة عن تلك التي انتهجتها إدارة سلفه، جورج بوش. وأعلن خلال جولة أوروبية في مطلع الشهر عزمه تقليص ترسانة بلاده النووية خلال أربعة أعوام، قائلاً إن الولايات المتحدة ستقود مشروعاً للحد من انتشار الأسلحة النووية، إلا أنه حذر، وفي ذات الوقت، من أن بلاده ستمتلك قدرات نووية آمنة quot;تمكنها من ردع الأعداء وطمأنة الحلفاء.quot;
وقال إن إدارته ستتبنى الدبلوماسية لحل الأزمة النووية مع إيران وكوريا الشمالية. أشار إلى إن الولايات المتحدة تسعى إلى quot;بداية جديدةquot; في علاقاتها مع كوبا الشيوعية، كما قام بمصافحة نظيره الفنزويلي، هوغو شافيز، الذي عرف بعداوته اللدودة لبوش وذهب إلى وصفه بالشيطان. ووصف نائب الرئيس الأميركي السابق مشاهد المصافحة بين أوباما وشافيز، وتلقي الأول كتاباً كهدية من الثاني بأنه quot;أمر لا يساعد.. أعتقد أنها تضع معايير خاطئة.quot;
وواصل انتقاده: quot;يجب القيام بذلك في ظل ظروف صحيحة.. وعليك أن توضح قدرتك على التمييز بين الأشخاص الطيبين والسيئين، بين أولئك الذين يؤمنون بالديمقراطية، وبين الأصدقاء وحلفاء الولايات المتحدة، ومن هم غير ذلك.quot; وحول قرار أوباما الكشف عن مذكرات وكالة الاستخبارات الأميركية عن أوضاع اعتقال كبار المشتبهين بالإرهاب وكيفية استجوابهم، رد تشيني بالكشف بأنه طالب الجهاز التجسيي نشر المزيد من المعلومات بشأن برنامج الاستجواب، الذي استحدثته إدارة بوش.
وأضاف: quot;لم يكشفوا عن المذكرات التي تظهر نجاح جهودنا.. هناك تقارير تبين تحديداً المكاسب المحققة نتيجة هذا النشاط، لم يزاح عنها طابع السرية، وأنا أطلب رسمياً القيام بذلك الآن. وكان المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية، مايكل هايدن، قد هاجم الاثنين قرار أوباما، بنشر مذكرات للإدارة السابقة حول التعذيب.
وقال هايدن، آخر مدراء الجهاز التجسسي في عهد الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، تولى رئاسته من عام 2006 إلى 2009، إن كشف إدارة أوباما عن أربع مذكرات تحدد أطر تقنيات الاستجواب المستخدمة، تشجع التنظيمات الإرهابية كالقاعدة.
وسبق وأن حذر تشيني الشهر الفائت، وفي معرض دفاعه عن قرارات الإدارة السابقة بشأن حرب العراق، ومعاملة المشتبهين بالإرهاب والحملة على الإرهاب، من أن سياسات أوباما، quot;تزيد مخاطرquot; تعريض الولايات المتحدة لهجمات إرهابية. ودافع تشيني عن تقنيات استجواب قاسية استحدثتها إدارة بوش، لاستخلاص اعترافات المشتبهين بالإرهاب، وبرنامج التصنت الإلكتروني، قائلاً إنها quot;ضرورة مطلقةquot; للحيلولة دون وقوع هجمات إرهابية على غرار عمليات 11/9 عام 2001.
التعليقات