مدريد: أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارة الدولة التي يجريها في مدريد أن العلاقات الفرنسية الإسبانية quot;لم تكن يوما بالقوةquot; التي هي عليه الآن وتمنى تكثيف التعاون بين البلدين في مكافحة الارهاب. ويواصل ساركوزي الذي ترافقه زوجته كارلا زيارته الثلاثاء بعقد قمة ثنائية.

وارتدت زيارة الدولة طابعا بروتوكوليا بشكل اساسي مع حفلات استقبال اقامها الملك خوان كارلوس والملكة صوفيا لا سيما مأدبة غداء خاصة برفقة امير واميرة استورياس فيليبي (ولي العهد) وليتيثيا. وزار الملك والملكة برفقة ضيفيهما ايضا متحف برادو الذي يضم اعمال الرسام الفرنسي جورج دو لا تور او الاسبانيين فيلاسكيز وغويا وقد استمتع الملك والرئيس الفرنسي على ما يبدو بالتعليق معا على اللوحات.

لكن هذه الزيارة اتخذت ابعادا سياسية اكثر عندما توجه ساركوزي الى الجالية الفرنسية في اسبانيا (نحو 120 الف شخص في الاجمال) للتأكيد على ان العلاقات الفرنسية الاسبانية quot;لم تكن يوما بهذه القوةquot;. وتحدث الرئيس الفرنسي باسهاب عن التعاون بين البلدين في مواجهة الارهاب الذي استهدف خصوصا اسبانيا في السنوات الاخيرة، اكان الارهاب الباسكي او ارهاب الاسلاميين. وتمنى ان quot;يتكثفquot; هذا التعاون quot;الوثيق اصلاquot;.

وقال ان منظمة quot;ايتا (الباسكية) تعتبر آفة، والارهابيون هم قتلة، أكان الامر يتعلق بايتا او بالقاعدةquot;،. ولمواجهتهما quot;ستكون الجمهورية الفرنسية دائما الى جانب الديمقراطية الاسبانية، بدون شروط وبشكل تام. سنبقى يقظين، وعلينا معا انصاف الضحايا والتأكيد مجددا على ان الديمقراطيات لا تخافquot;.

من جهته شكر العاهل الاسباني فرنسا لquot;تعاونها النموذجيquot; مع بلاده في مجال quot;مكافحة الارهاب والجريمة المنظمةquot;. وتحمل منظمة ايتا مسؤولية مقتل 825 شخصا في اسبانيا خلال اربعين سنة من الاعتداءات من اجل استقلال بلاد الباسك. كما ادمت اسبانيا اعتداءات 11 اذار/مارس 2004 في مدريد التي اسفرت عن سقوط 191 قتيلا واكثر من 1800 جدريح.

وبحسب الاليزيه يسجن حاليا في فرنسا 162 عنصرا من ايتا بينهم 151 يحملون الجنسية الاسبانية. ويشهد الثلاثاء القمة الثنائية الحادية والعشرين بين فرنسا واسبانيا التي ستتمحور ايضا على مكافحة الارهاب ومواضيع اخرى مشتركة متعلقة بالامن الداخلي. وقبل ذلك سيلقي نيكولا ساركوزي كلمة امام البرلمان الاسباني في حضور رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس رودريغس ثاباتيرو.

كما ستوقع باريس ومدريد اعلانين، الاول حول الامن الداخلي ينص على تعزيز تعاونهما الاستراتيجي والعملاني لمكافحة الجريمة المنظمة وتهريب المخدرات خصوصا، والاخر حول الرئاسة الاسبانية للاتحاد الاوروبي (النصف الاول من العام 2010) والمساعدة التي تعتزم فرنسا تقديمها في هذا الاطار خصوصا وانها ترأست الاتحاد الاوروبي في النصف الثاني من العام 2008. كذلك ستوقع اتفاقات اخرى على المستوى الوزاري خصوصا في مجالات الامن المدني والنقل والثقافة والتربية والطاقة.

من جهتها ستتبع كارلا بروني ساركوزي التي لاحقها كثيرا المصورون الاثنين، برنامجها الخاص. فستزور مع الملكة صوفيا ومتحف رينا صوفيا ثم ستتوجه الى المعهد الفرنسي في مدريد في اطار انشطة مؤسستها.