قدّم ورقة عن أهداف مناوراتها الواسعة بين آخر مايو و4 يونيو
quot;حزب اللهquot; يحض على الإستعداد لاحتمال الحرب مع إسرائيل
quot;إيلافquot; من بيروت :
قدم ممثل quot;حزب اللهquot; إلى جلسة الحوار الوطني اللبناني النائب محمد رعد إلى المتحاورين في القصر الجمهوري أمس الثلاثاء ورقة مكتوبة تحذر من مناورات واسعة تحضر لها اسرائيل بين ٣١ أيار/ مايو و ٤ حزيران/ يونيو المقبلين ، أي قبل الإنتخابات النيابية في لبنان بأيام قليلة ، وذلك تحت عنوانquot; المناورة الكيانية نقطة تحول- ٣quot;. وتناولت ورقة quot;حزب اللهquot; طبيعة هذه المناورات استنادا الى ما أعلنه قادة إسرائيل العسكريون في شأنها . وفنّد رعد خلفياتها وأهدافها وما يحتاج إليه لبنان منquot; بلورة آليات لمواجهة التحدي بما يكفل ردع المعتدي والجهوز للأسوأquot;، مقترحا تقسيم الاستعدادات الواجب اتخاذها الى ثلاثة سيناريوهات مدنية وعسكرية وسياسية، وطالبا quot;انتاج صيغة لتنسيق الجهوزية القتالية الدفاعية بين المقاومة والجيش بحيث يتكامل الجانبان في بث رسالة ردع للعدوquot;.

وكانت ورقة quot;حزب اللهquot; التي حملت عنوانquot;قراءة موجزة في الخلفيات والأبعادquot;، مدخلا لبعض الأقطاب ليتحدث في الاستراتيجية الدفاعية، فسأل رئيس حزب quot;القوات اللبنانيةquot; سمير جعجع سأل لماذا لا يقدم quot;حزب اللهquot; استراتيجيته الى طاولة الحوار ما دام كل الأقطاب المشاركين قدموا مقترحاتهم، وأضاف : quot; نريد ان نعرف لمن قرار الحرب والسلمquot;. بدوره سأل الرئيس السابق أمين الجميل quot;هل أن هذه الورقة هي استراتيجية الحزب؟ وأين دور الدولة طالما السلاح ليس بيدها؟quot;.
وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري علق على الموضوع لاحقاً، فقال : quot;علينا التنبه للمناورات العسكرية التي ستقوم بها اسرائيل. ونلخص هذه المناورات بكلمة واحدة هي ان كيانا عدوا بأمه وابيه يقوم بهذه العملية الموجهة الى ثلاثة بلدان هي لبنان وسورية وايران وبلدنا في مقدمها لان هذه المناورات ستكون عند الحدود الشمالية وعلى مقربة من بلدات الجنوب.quot;

وفي المقابل نقل عن مشاركين في جلسة الحوار انهم يرون quot; تلميحات الى اجراء قد يقدم عليه حزب الله متفاديا محاذير الجدل الذي ثار بعد حرب تموز/ يوليو ٢٠٠٦ من ان الحزب ذهب الى الحرب من دون استئذان أحد، لكنه هذه المرة أبلغ الى الجميع سلفا ما قد يطرأ لاحقا من تطوراتquot;.

أما قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي فأشار إلى الموضوع في حديث صحافي إلى صحيفة quot;النهارquot; بالقول: quot; إن الجيش ينظر بحذر شديد إلى المناورات التي تجريها اسرائيل، وأنه يتابع مجرياتهاquot;، مؤكداً أن quot;الجيش على جهوزية تامة للتصدي لأي عدوان، وهو يتواصل مع السلطة السياسية لإطلاعها على التطوراتquot;.

ورقة quot;حزب اللهquot;
وهنا نص ورقة quot;حزب اللهquot;: quot;بين 31 أيار و4 حزيران 2009، من المقرر ان تقام في كيان العدو المناورة الاكبر في تاريخه تحت عنوان quot;نقطة تحول 3quot;. المناورة المذكورة التي بوشر التحضير لها في نهاية العام الماضي، هي الحلقة الثالثة في سلسلة بدأت عام 2007 الذي شهد تنفيذ quot;نقطة تحول 1quot;، تواصلت عام 2008 مع quot;نقطة تحول 2quot;. الغاية المعلنة لهذه المناورات التي توصف بالعملاقة هي رفع حالة الجهوزية القومية الاسرائيلية وتعزيزها استعدادا لحصول مواجهة عسكرية تكون فيها الجبهة الداخلية جزءا من ساحة القتال.

في معرض شرحه لأهمية المناورة، اوضح نائب وزير الحرب الاسرائيلية ورئيس هيئة الطوارىء القومية الجنرال ماتان فلنائي، ان quot;الهدف منها هو ادخال الناس في ثقافة طوارىء وكأن الحرب توشك ان تندلع صباح الغدquot;. هذا الكلام اذا اضفنا اليه ما قاله رئيس هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكينازي في مؤتمر الجيش السنوي الذي انعقد منتصف شهر شباط الماضي، وشدد فيه على انه خلال العام 2009 ستنضج تحديات امنية معقدة ستلزمنا ان نكون على اهبة الاستعداد، يوضح حيز الاهمية الذي تحتله هذه المناورة في خطط الجهوزية العسكرية الاسرائيلية.

*الجهات المشاركة في المناورة:
تختصر عبارة quot;دولة كاملة سوف تتدرب لمدة خمسة ايامquot;، وهي عبارة تفوه بها فلنائي، الحجم الفعلي للمناورة الذي سوف يشمل الكيان الاسرائيلي بأكمله. وستكون الركيزة الاساسية للمناورة تدريب جميع سكان quot;اسرائيلquot; على ما يتوجب القيام به حال تعرض الجبهة الداخلية لهجمات صاروخية مكثفة ومفاجئة وقد تم تحديد الجهات المشاركة في المناورة على الشكل التالي:
- سلطة حالات الطوارىء الواقعة تحت إمرة نائب وزير الحرب الاسرائيلي والتي تقع على عاتقها ادارة المناورة بعناصرها كافة.

- الحكومة الاسرائيلية والمجلس الوزاري المصغر اللذان سيعقدان اجتماعات متكررة لاتخاذ القرارات الحاسمة والمصيرية في سياق المناورة.
- الجيش الاسرائيلي بمعظم تشكيلاته واسلحته وقواعده وعلى رأسها سلاح الجو. يذكر ان هذا السلاح نفذ خلال مناورة quot;نقطة تحول 2quot; العام الماضي مناورات جوية واسعة النطاق بمشاركة مئات الطائرات المقاتلة.
- الوزارات الادارات العامة، المجالس المحلية (252 مجلسا) والمؤسسات التعليمية.

- وحدات الجبهة الداخلية التي وضعت خطة انذار جديدة قسمت فيها كيان العدو الى 27 منطقة مقارنة ب 10 مناطق سابقا.
قوات الشرطة، الدفاع المدني، نجمة داوود الحمراء والاطفاء.

*سيناريوهات المناورة:
- مواجهة هجوم صاروخي واسع النطاق من ايران، سوريا ولبنان وقطاع غزة بالتزامن مع تصعيد في الضفة الغربية.
- التعرض لهجمات بصواريخ غير تقليدية.
- انفجار مواد خطرة في خليج حيفا.
- حدث quot;ارهابيquot; كبير وغير تقليدي في مدينة ايلات.
- سلسلة من الحوادث المتنقلة وسقوط الصواريخ في العديد من المدن والمستوطنات على امتداد الكيان.

*اهداف المناورة:
- تحقيق الجهوزية الحربية الكاملة لسلطة حالات الطوارىء والاجهزة المنضوية تحت اطارها في ظل سيناريو quot;الحرب الفجائيةquot;.
- اختبار منظومات الانذار الجديدة المرتبطة بشبكة الانذار والدفاع ضد الصواريخ التي يعكف العدو على تطويرها.
- اختبار اداء الجهات القيادية في الحكومة وقيادة الاركان في وضعية مواجهة حرب شاملة على جبهات عدة.

- الوقوف على مستوى التعاون والتنسيق بين الاجهزة المختلفة، بدءا من القيادة السياسية وصولا الى القوات الميدانية، في ما يتعلق بكيفية معالجة الجبهة الداخلية خلال الحرب الشاملة.
- تدريب السكان على كيفية مواجهة التهديد الصاروخي والوصول الى الملاجئ والغرف المحصنة في فترات زمنية قياسية تتراوح بين 15 ثانية للمدى القصير و3 دقائق للصواريخ البالستية بعيدة المدى.
- فحص قدرة المستشفيات على استيعاب اعداد كبيرة من المصابين ومعالجتهم.

*قراءة موجزة في الخلفيات والأبعاد:

تستوقف المراقب للمناورة جملة من الامور التي تفيد في فهم خلفياتها وابعادها. في ما يلي اهم الملاحظات في هذا الاطار:
اولا، تؤشر المناورة الى فرضية ينطلق منها الاسرائيلي في استشرافه لمآل الاحداث في البيئة الاستراتيجية التي يعيش فيها. وتتلخص هذه الفرضية بحتمية - او بالحد الادنى ارجحية - انتهاء مسار التطورات الاقليمية الى صدام مسلح يعيد انتاج خريطة التوازنات على مستوى الفرص والتهديدات.

ثانيا: تشي طبيعة المناورة، لجهة احاطة رقعتها بأرجاء الكيان كافة بالشمولية الجغرافية للمواجهة المفترضة التي تحاكيها. فهي تتعامل مع فرضيات عملانية تتحول فيها كل quot;اسرائيلquot; الى جبهة قتال تتلقى الصليات الصاروخية المعادية وتتفاعل مع تبعاتها المادية والمعنوية. وقد صرح فلنائي، في هذا المعنى، حين قال: quot;ان كل دولة اسرائيل في مرمى صواريخ العدو، ويجب ان يعرف الجمهور الاسرائيلي هذا وان تستعد السلطات بناء عليهquot;.
ثالثا: تفترض المناورة ان المقاومة في لبنان هي احد الاطراف الاساسيين الذين يعدون خطط الحرب لمواجهتهم، فصواريخ المقاومة، بحسب تصريحات سابقة لوزير حرب العدو ايهود باراك، quot;قادرة على اصابة كل نقطة في اسرائيلquot;. وتبعا لذلك، تحاكي سيناريوهات المناورة هجمات صاروخية تنفذها المقاومة ضد العمق الاسرائيلي، في اطار حرب قد تشمل اشتعال جبهات اخرى.

رابعا: لا يمكن المرور بشكل عرضي امام التركيز الاسرائيلي على عنصر المباغتة في سيناريوهات المناورة. فهي تتركز على quot;اقناع السكان بأن الحرب المقبلة يمكن ان تقع من دون سابق انذارquot;، متجاوزة المحاذير المترتبة على هذا الامر لجهة تداعياته السلبية المرتبطة ببث جو من تراجع الشعور بالأمن الشخصي لدى السكان. ومن شأن هذا الامر ان يرجح فرضية سعي الاسرائيلي الى تحقيق جهوزية معينة تستوجبها اعمال quot;قد يبادرquot; اليها، وهي اعمال من النوع الذي يتوقع ان تستجلب ردا فوريا وسريعا وقويا من الجهات المستهدفة. ان ادراك العدو ان المقاومة في لبنان، فضلا عن سوريا وايران، ليست في وارد شن هجمات صاروخية quot;ابتدائيةquot; مفاجئة على اسرائيل يجعل من تشديده على عنصر المفاجأة في سيناريوهات اندلاع الحرب التي يناور عليها امرا باعثا على الريبة لجهة كونه الجهة التي تبيت نية البدء في الحرب.

- ان اقتران المناورة بسلسلة مكثفة من التدريبات العسكرية ذات الطابع الهجومي يؤكد انها تأتي في سياق استكمال الجهوزية القتالية المستندة الى عبر حرب تموز وما ترتب عليها من تعاظم القدرات القتالية لدى المقاومة في لبنان على وجه التحديد.
ما الذي يتوجب فعله في المقابل؟

في ظل الحراك الحثيث الذي يظهره العدو الاسرائيلي على صعيد استعداده للحرب، ويلحظ حجم هذا الحراك وطبيعته وما ينطوي عليه من مؤشرات، لا يمكن لبنان ان يقف مكتوفا متفرجا على ما يعد له، فاذا كان العدو لا يخفي وضعه لبنان في دائرة استهدافاته العدوانية على مستوى الخطط الحربية التي يعدها ويناور عليها جهارا، فان الواجب الوطني يقتضي ان يتم العمل على بلورة آليات لمواجهة التحدي الاسرائيلي الداهم بما يكفل ردع العدو، من جهة، وتحقيق الجهوزية للاسوأ، من جهة أخرى, ومن الطبيعي ان تكون الاستعدادات اللبنانية متناسبة مع طبيعة التحدي، وان تكون شاملة لكل النواحي المطلوبة لمواجهة النيات والاستعدادات الاسرائيلية، خصوصا ان اصل الاستعداد اللبناني وتظهيره الى العلن هو احد الاجوبة المفترض بلبنان ان يوفرها ردا على الحراك الاسرائيلي.

ويمكن تقسيم الاستعدادات الواجب اتخاذها الى ثلاثة مستويات: مدني وعسكري وسياسي. مدنيا، ينبغي رفع مستوى الوعي لدى المؤسسات الاهلية كي يشكل ذلك حافزا لها للمبادرة الى سد الثغر القائمة وتعزيز امكاناتها لمواجهة اي عدوان مفاجىء يبادر اليه العدو، خصوصا ان دورها المفترض خلال أي عدوان كبير وحيوي. ويشمل هذا الامر القطاعات الصحية والانقاذية على وجه التحديد، كالمستشفيات وبنوك الدم والدفاع المدني، فضلا عن المؤسسات المعنية بتقديم خدمات البنى التحتية، كالمياه والكهرباء والهاتف. كما يفترض ببقية الاجهزة الرسمية اللبنانية ان ترتفع الى مستوى التحدي وتضع خططا عملانية انطلاقا من وعي هذا الخطر وحجمه، مع ما يترتب على ذلك من خطوات عملية من الواجب اتخاذها.
عسكريا، ينبغي العمل على انتاج صيغة لتنسيق الجهوزية القتالية الدفاعية بين المقاومة والجيش بحيث يتكامل الجانبان في بث رسالة ردع للعدو قوامها الاستعداد الكامل لتدفيعه ثمنا باهظا لأي مغامرة قد يقدم عليها.
سياسيا، يتوجب اطلاقا حملة سياسية اعلامية وديبلوماسية في المحافل الدولية تقدم فيها اسرائيل كجهة متوثبة للحرب وباعثة لاجواء التوتر في المنطقة وتحمل فيه مسؤولية عدم الاستقرار ودفع الاوضاع نحو التأزم والمزيد من السخونةquot;.