لندن: شملت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة انسحاب القوات البريطانية من البصرة واندلاع أنفلونزا إتش وان إيه وان وخط سكك الحديد في السعودية وشعبية حزب العمال الحاكم في بريطانيا. نطالع في صحيفة الإندبندنت مقالا لكاتبه روبرت فيسك بعنوان quot;يوم تاريخي في العراق لكن ليس بالطريقة التي يرغب البريطانيون في تصديقهاquot;.

يستهل فيسك مقاله بالتساؤل عن الجدوى من مقتل 179 جنديا بريطانيا في العراق؟ ثم يردف متسائلا عن الثمن من وراء مقتل هؤلاء الجنود، مضيفا أن عدد الضحايا العراقيين قد يكون وصل إلى 179 ألف أي عدد القتلى من الجنود البريطانيين مضروبا في مائة ثم يمضي قائلا إن الرقم الحقيقي قد يكون قريبا من المليون ضحية.

ويواصل قائلا إن الحكومة البريطانية لا تحفل بموت العراقيين ولهذا السبب فالرقم الحقيقي لعدد الضحايا العراقيين يبقى غير معروف. صحيفة الجارديان تخصص تغطية واسعة لانسحاب القوات البريطانية من العراق وتنشر مقالا لريتشارد نورتون-تايلور وإيان بلاك تحت عنوان quot;نهاية العمليات البريطانية في العراقquot;. ترى الصحيفة أن مهمة الجنود البريطانيين في العراق هي أكثر مهمة عسكرية مثيرة للجدل منذ اندلاع أزمة السويس قبل أكثر من خمسين عاما.

وتمضي الصحيفة قائلة إن الاحتفالات التي شهدتها البصرة بمناسبة رحيل القوات البريطانية كانت رمزية من وجوه كثيرة، مضيفة أن الجنود البريطانيين بدأوا في تخفيض وجودهم في البصرة قبل أسابيع عديدة وأنهم سلموا المهمات الأمنية إلى الجنود العراقيين في بداية السنة الحالية.

ويتابع المقال أن من اللافت للنظر أن القوات البريطانية سلمت القاعدة العسكرية التي كانت ترابط فيها إلى القوات الأميركية وليس إلى الجيش العراقي، مضيفا أن القوات الأميركية ستظل في البصرة من أجل حماية طريق الإمدادات البالغ الأهمية الذي يربط العراق بالكويت، إضافة إلى مساعدة قوات الجيش والشرطة العراقية.

وتنقل الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني، جون هاتون، الذي حضر حفلا تأبينيا على شرف الجنود البريطاينين الذين قتلوا منذ الغزو قوله quot;أعتقد أن عندما يُكتب تاريخ هذه الحملة، فإنهم سيقولون عن الجيش البريطاني إننا قمنا بعمل رائعquot;. وفي السياق ذاته، يقول المارشال السير جوك ستيراب، رئيس أركان الدفاع، إن القوات البريطانية quot;أسهمت مساهمة بارزة في انتقال العراق من الحكم الديكتاتوري ونظام النبذ المحلي إلى نظام ديمقراطي سريع التطور وشريك بناءquot;.

وتذكر الصحيفة نقلا عن مسؤولين في وزارة الدفاع قولهم إن كل الجنود البالغ عددهم نحو 4 آلاف جندي بريطاني في البصرة سيغادرون قاعدتهم بحلول نهاية شهر مايو/أيار الحالي لكن نحو 400 جندي سيبقون في العراق من أجل تدريب القوات العراقية ولا سيما القوات البحرية في ميناء أم القصر التابع للبصرة. لكن زعيم حزب المحافظين المعارض، ديفيد كامرون، يقول طالما إن رحيل القوات البريطانية بات وشيكا، فقد حان الوقت لكي تعلن الحكومة عن إجراء تحقيق بشأن الأحداث التي أدت إلى غزو العراق.

ويمضي المقال قائلا إن رئيس الوزراء البريطاني، جوردن براون ونظيره العراقي، نوري المالكي، الذي يزور لندن للمشاركة في مؤتمر quot;استثمر بالعراق 2009quot;، احتفلا بانتهاء العمليات العسكرية بالتوقيع على اتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني. وتنقل الصحيفة عن براون قوله بعد إجراء مباحثات في مقر الحكومة مع المالكي قوله إن quot;بريطانيا ترغب في المشاركة في حماية إمدادات النفط من العراقquot; علما بأن العراق ينتج نحو مليوني برميل يوميا.

أنفلونزا إتش وان إيه وان

وبعيدا عن الشأن العراقي، خصصت الصحف البريطانية تغطية واسعة لمرض أنفلونزا إتش وان إيه وان والتي كانت تُعرف حتى الأمس بأنفلونزا الخنازير. على صدر الصفحة الأولى تتحدث الجارديان عن الاشتباه في أول حالة انتقال لمرض أنفلونزا إتش وان إيه وان بين البشر داخل بريطانيا. وتقول الصحيفة إن الفيروس ربما انتقل لرجل اختلط بزوجين مصابين بالمرض عادا من المكسيك ليرفع بذلك عدد الحالات التي يُشتبه في إصابتها بالفيروس إلى ثماني حالات.

الخبر ذاته تناولته صحيفة التايمز مضيفة أن الرجل الذي يبلغ الرابعة والعشرين من عمره يقيم في اسكوتلاندا. وفي المقال الذي ذُيّل بصورة رجل يحمل أمصالا طبية قالت الصحيفة إنه يجري حاليا فحص نحو مائتين وثلاثين حالة في بريطانيا للوقوف على ما إذا كان كان أصحابها قد أصيبوا بالمرض. وتبرز التايمز في صفحة متخصصة عن الموضوع حافلة بالصور التوضيحية تصريحات لمسئولين بارزين في وزارة الصحة البريطانية عن احتمال انتشار الفيروس على نطاق واسع، مع تكهنهم في الوقت ذاته بأن يتعافى العدد الأكبر منهم من المرض.

خطوط السكك الحديدية

وفي الشأن السعودي نقرأ في صحيفة الفاينانشيال تايمز مقالا مشفوعا بالخرائط حول نشاط مشهود في شق خطوط السكك الحديدية بالسعودية بتكلفة تصل إلى خمسة وعشرين مليار دولار. تتحدث الصحيفة عن شق ثلاثة خطوط سكك حديدية تغطي آلاف الكيلومترات لوصل المناطق الصناعية ومناجم الفوسفات والبوكسايت في الشرق بوسط البلاد، وكذلك خطوط تربط العاصمة الرياض بمدينة حديثة الأردنية، وأخيرا خط ثالث يخدم الحجاج ويصل بين مدينتي مكة والمدينة ويُنتظر أن يتم الانتهاء منه خلال سنوات قليلة.

الانتخابات الرئاسية الإيرانية

وفي موضوع يتعلق بالشأن الإيراني، نقرأ في الصحيفة ذاتها موضوعا عن الانقسامات في المعسكرين المحافظ والإصلاحي قبل الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في الشهر القادم. تقول الصحيفة إن ترشح محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمحسوب على التيار المحافظ إنما يظهر إخفاق هذا التيار في الاتفاق على مرشح يحظى بالإجماع، في ظل ترشح الرئيس الحالي أحمدي نجاد للمنصب.

نفس الانقسام -تشير الصحيفة- يخيم على المعسكر الإصلاحي الذي يمثله المرشحان حسين موسوي ومهدي كروبي. وتخلص الصحيفة إلى أن هذا الانقسام مؤداه عدم تمكن أي من المرشحين من الحصول على أغلبية خمسين بالمائة من الأصوات في الجولة الأولى وهو ما يرجع احتمال إجراء جولة ثانية من التصويت.

شعبية حزب العمال

وفي الشأن البريطاني، نقرأ في صحيفة الديلي تغلراف أن رئيس الوزراء البريطاني قد خسر الانتخابات القادمة قبل أن تبدأ. وتنشر الصحيفة صورة لبراون وهو يرنو بعينين ملؤهما التساؤل، وتنقل عن عدد من وزراء حكومة براون القول إن التراجع المستمر في شعبية حزب العمال يعني أن الحزب مقبل على هزيمة لا تقل دويا عن هزيمة حزب المحافظين تحت قيادة جون ميجور أمام العمال عام 1997.

وتنقل الصحيفة عن أحد الوزراء قوله إن الفرصة لا تزال سانحة لتعديل الأوضاع إذا أسديت النصيحة الخالصة لبراون، وكف رئيس الوزراء عن الرد على وسائل الإعلام. صحيفة الإندبندنت تفرد هي الأخرى مقالا تحليليا بعنوان quot;من القمة إلى القاع: أبريل الشهر الأقسى لجوردن براون يتحدث عن الأوقات العصيبة التي يمر بها حاليا رئيس الوزراء البريطاني نتيجة تراجع شعبية حزبه بفعل الأزمة المالية والفضائح الداخلية.

يقول المقال إن الأداء الطيب لبراون في قمة مجموعة العشرين وإشادة الإعلام به في أول الشهر لم تلبث أن خبت ليحل محلها تبرم شعبي وتمرد داخلي بفعل ميزانية صعبة على خلفية أزمة اقتصادية زاد منها ما تورط فيه أحد مسئولي حزبه من فضيحة محاولة التشهير بشخصيات من قيادات حزب المحافظين المعارض. وتقول الإندبندنت إن تأخر براون في الاعتذار عما بدر من مسئولي حزبه ستة أيام كاملة أعطى الانطباع بأن قدرته على الحكم السليم على مجريات الأمور ضعيفة للغاية.