طلال سلامة من روما: يصل الى الاتحاد الأوروبي، كل عام، نصف مليون مهاجر غير شرعي سرعان ما يتحولون الى quot;عبيدquot; معظمهم قاصرين. كما أن هؤلاء المهاجرين يخضعون غصباً لبراثن محركات التجارة الإجرامية التي ترميهم في آليات الاستغلال الجنسي والعمالي. وكأننا ما زلنا نحلم بالعالم المتحضر لنعود الى القرون الوسطى.

ينطلق هذا التعليق من فرانشيسكو روتيللي، رئيس لجنة quot;كوباسيرquot; البرلمانية التي تعتني بشؤون أمن الدولة الإيطالية، خلال تصريح الى ايلاف اعتماداً على معطيات مقلقة. ويتمسك روتيللي بواجب عدم تجاهل مثل هذه المعطيات التي ترى عدداً متزايداً من الأطفال والشباب الذين يخضعون لملذات منظمات المافيا، المحلية والدولية، الرامية الى تجريدهم من هويتهم الحقيقية وتحويلهم الى منتج تجاري.. قابل للاستهلاك على الأثر.

علاوة على ذلك، يبرز روتيللي ملف الاستغلال الجنسي والعمالي الذي يشهد قلبه جيشاً من المهاجرين غير الشرعيين، المسحوقة أرواحهم، الذي وصل عدده الكلي في الاتحاد الأوروبي الى أكثر من 12.3 مليون مهاجر يعمل على أوتوسترادات الجنس أم بالأسود في مصنع من تلك المصانع التي تبدو واجهتها أكثر من محترمة وشريفة! وما تزال ايطاليا مفرق طريق هام تتشابك من خلاله التجاريات المافيوية. في العام الماضي، تم تحويل أكثر من 1.2 ألف مهاجر غير شرعي الى quot;عبدquot; تم شراؤه مقابل حزمة من الدولارات.

وبين مشتري هؤلاء العبيد، كشفت السلطات الأمنية الإيطالية النقاب عن أكثر من مائة تاجر في الأرواح البشرية. كما طالت الأيدي الأمنية أكثر من 700 شخص، إيطالي وغير، متهم بالوقوف وراء تنظيم إحدى شبكات الاستغلال الجنسي للقاصرين.

وهناك أكثر من دولة وقارة تعتبر المصدر الرئيسي لهذه التجارة التي لا ترحم أحداً. فضحايا هذه التجارة يتم شراؤهم أم اختطافهم من بيلوروسيا ومولدافيا. بأوروبا الشرقية، يتأتى هؤلاء الضحايا من أوكرانيا وبلغاريا ورومانيا. في منطقة البلقان، فانهم يأتون من بوسنيا وألبانيا وكوسوفو. في أفريقيا، نجد مصادرهم من النيجر وتشاد وكونغو والسودان وصوماليا وإريتريا وكينيا وأنغولا ومالي والسنغال وأفريقيا الجنوبية. في آسيا، نجد مصادرهم من الصين والفليبين وتايلنديا والهند وباكستان. ومن الشرق الأقصى، يتدفق هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين عبر القوقاز الى صربيا ومن ثم الى ألبانيا أم المجر قبل أن يصلوا ايطاليا بحراً أم عن طريق الحدود البرية الإيطالية السلوفانية. في حين نجد بأفريقيا الشمالية ثلاثة ممرات لتهريبهم تعبر مصر. واثنين من هذه الممرات تتدفق الى ليبيا عبر الصحراء. هكذا، يتم نقل المهاجرين الى طرابلس الغرب ثم الى ايطاليا أم مالطا أم اليونان.

ويركز فرانشيسكو روتيللي على أن أسواق المهاجرين quot;العبيدquot; أسست حركة أموال لا تقل أهمية مقارنة بالأموال المشتقة من بيع المخدرات والأسلحة. أما عملية تبييض الأموال فمعظمها يتم عبر وكالات نقل الأموال السريع التي سجلت تداولاتها، في العام الماضي، ما مجموعه 1.4 بليون يورو. وأغلب هذه الأموال تنطلق الى الصين. وفي الحقيقة، يشير روتيللي الى قلق حكومة واشنطن من العلاقة بين التجارة بالبشر والإرهاب ذو الطابع المتطرف. وفي أي حال، فانه يتحرك أمام البرلمان الإيطالي لطلب تأسيس كيان مؤسساتي لمكافحة التجارة بالبشر عدا عن طرح قانون جديد لمعاقبة أي محاولة تهدف الى تعتيم هويات هؤلاء المهاجرين.