العلاقات الروسية الاميركية بعد 100 يوم من ولاية الرئيس اوباما
أربعة عوامل قابلة لنسف بداية quot;اعادة التحميلquot;

فالح الحمراني من موسكو: ان مئة يوم تلوح فترة قصيرة للحكم على سياسة اي رئيس، خاصة وان الادارة الجديدة ورثت على صعيد السياسة الخارجية تركة ثقيلة من سابقتها تمثلت بالفشل من الخروج من المستقنعات العراقية والافغانية وبقاء الملفات النووية الايرانية والكورية الشمالية والتسوية بالشرق الاوسط مفتوحة، وعدم تعديل اجواء العلاقات مع روسيا التي عادت الى زمن الحرب الباردة. ووضعت الادارة الجديدة تحسين العلاقات مع موسكو من بين اولوياتها. فالي اين مضت الامور بعد 100 يوم من ولاية اوباما؟ وهل ثمة امل في quot; اعادة تحميلهاquot;؟.

اعلن البيت بعد مجيء ادارة الرئيس باراك اما ما يسمى بعملية اعادة تحميل في العلاقات الروسية الاميركية واشار مسؤولو البلدين ان العلاقات بين الطرفين بدات تتحرك على خلفية قضايا ملموسة وان ما يتم الاتفاق عليه ينطوي على اهمية ليس للعلاقات الثنائية وحسب وانما للعالم اجمع. ومن بين المجالات التي بوسع الطرفين التعامل بها اشير الى مكافحة الارهاب في افغانستان والتسوية في الشرق الاوسط وكذلك مشاكل ايران وكوريا الشمالية النووية. وعبرت اميركا وروسيا اضافة لذلك عن الامل بالتوصل حتى نهاية العام الجاري الى اتفاقية جديدة بشان تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية ومشكلة حظر انتشار الاسلحة النووية. وبالتالي مشاكل كوسوفو وجورجيا. واذا كان ثمة اجماع على تطابق مواقف اميركا وروسيا بصدد تطبيع الوضع في افغانستان وحول الملف النووي الكوري الشمالي فان خلاقات عميقة بينهما حول قضايا اخرى.

ايران عقبة كأداء

وتتصدر هذه القضايا اولا: ان quot;اعادة التحميلquot; بشان ايران لم تتقدم وعلى الرغم من ان كافة الدوائر الدولية انتظرت البدء بها من طهران. فواشنطن اعلنت رسميا انها لا تنوي التراجع عن العقوبات الانفرادية التي تفرضها منذ سنوات على ايران. وتعمل واشنطن بالحيلولة من دون حصول ايران على السلاح النووي ووقف دعمها المنظمات التي تحمل السلاح في المنطقة. واشير في تقرير وزارة الخارجية الاميركية ان ايران quot; تبقى وكالسابق دولة ناشطة بتشجع الارهابquot;. وعلى حد قول تقرير الخارجية الاميركية الذي صدر مؤخرا فان quot;مشاركة ايران بالتخطيط للعمليات الارهابية وتمويلها لها في الشرق الاوسط واوروبا واسيا الوسطى اثرت في العام الماضي على جهود السلام التي يبذلها المجتمع الدولي وهددت الاستقرار الاقتصادي في منطقة الخليج وقوضت التطورات الديمقراطيةquot;.وعلى حد معطيات التقرير فان كتائب quot; القدسquot; النخبوية وحرس الثورة الاسلامية متورطتان بالارهاب. وان كتائب quot;القدسquot; تمول اعمال العنف في العراق وافغانستان وغيرها من المناطق المتوترة.

من ناحية اخرى وافقت اميركا بعد الاعلان عن عملية اعادة تحميل العلاقات مع روسيا على الامتناع عن نشر اجزاء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ في بولندا والتشيكيا في حال ان تكف روسيا ن تصدير انواع محددة من الاسلحة لإيران وتدعم قرارات مجلس الامن بشان الملف النووي الايراني..الخ. وردت روسيا على لسان الرئيس دمتري مدفيديف على الاقتراح برفض اي شكل من اشكال quot; المقايضةquot; بهذه المسالة. علما بان روسيا ستاخذ بالاعتبار قلق اميركا واسرائيل عند تصديرها الاسلحة لايران.

شروط موسكو الجديدة

وثانيا فان موسكو اعلنت موقفا جديدا من قضية تقليص الاسلحة الاستراتيجية، وباتت تطالب بالتزام الاطراف بعدم نشر الاسلحة الاستراتيجية خارج حدودها الوطنية. وهذا يعني وقف دخول الغواصات الاميركية النووية في موانئ الدول الحليفة وعدم مرابطة الطائرات المزودة بالسلاح النووية في القواعد الاجنبية. علما ان روسيا لاتمتلك هذه القدرات. وتقترح موسكو امتناع اميركا عن نشر اجزء النظام الدفاعي المضاد للصواريخ في الخارج. وبالطبع فان الجانب الاميركي لن يوافق على هذه المقترحات.

وثالثا لم يتغلب الطرفان على تجاوز خلافات حول مشكلة كوسوفو وجورجيا . وما زالت موسكو ترى عدم شرعية اعلان كوسوفو استقلالها من جانب واحد ولم تعترف واشنطن باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اللتين اعلنتا الانفصال عن جورجيا واعترفت موسكو بهما.

ورابعا فان فان مواقف روسيا واميركا لا تتطابق بشان سياسية توسيع الناتو نحو الشرق. فواشنطن لن تمضي بتحسين علاقاتها مع موسكو على حساب الناتو، وتواصل روسيا معارضتها لانضمام اوكرانيا وجورجيا للحلف, اضافة لذلك فان هناك مؤشرات الى ان المناورات التي من سيقوم بها الناتو بجورجيا اعتبرا من 6 مايو الحالي قد تكون عاملا بنسف عملية اعادة تحميل العلاقات الروسية ـ الاميركية. لذلك من السابق لاوانه الحديث عن حصول تقدم كبير في العلاقات بين البلدين خلال 100 يوم من رئاسة اوباما.