روما: أثار رفض رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني الصريح لايطاليا متعددة الاعراق جدلا حادا حيث نال استحسان حلفائه من اقصى اليمين وأثار اتهامات بالعنصرية من اليسار.

ونالت حكومة برلسكوني المحافظة تأييدا شعبيا لقيامها بتضييق الخناق على الهجرة غير الشرعية وذهب رئيس الوزراء خطوة أبعد حين دافع يوم السبت عن سياسة جديدة لترحيل المهاجرين الى ليبيا قبل وصولهم الى الشواطيء الايطالية.

وقال برلسكوني في مؤتمر صحفي يوم الاحد quot;فكرة اليسار هي ايطاليا متعددة الاعراق. هذه ليست فكرتنا.. فكرتنا هي الترحيب فقط بمن تنطبق عليهم شروط اللجوء السياسيquot;.

وتواجه ايطاليا في السنوات الاخيرة طوفانا من المهاجرين الافارقة الفقراء الذين يصلون الى شواطئها ومواطنين قادمين من شرق أوروبا بحثا عن عمل مما أثار مخاوف من انتشار الجريمة وضياع الهوية الوطنية.

وندد أعضاء برلمانيون من المعارضة بتصريحات رئيس الوزراء واتهموه بالعنصرية وطالبوه بأن يقر بأن ايطاليا ستصبح متعددة الثقافات في نهاية المطاف سواء شاء ذلك الايطاليون أم أبوا.

وقال زعيم المعارضة داريو فرانسيسشيني من يسار الوسط quot;ليس بيدي أو بيد برسلكوني أو أي شخص اخر اتخاذ القرار لان هذا القرن سيكون قرن المجتمعات متعددة الاعراقquot; متهما برلسكوني باستخدام هذا الموضوع لصرف الانظار بعيدا عن مشاكله الزوجية وعن الركود الاقتصادي.

واستطرد quot;فرنسا وبريطانيا العظمى والمانيا امم اوروبية لديها مهاجرون اكثر منا لكنهم يعملون على الاندماجquot;.

ودافع الاسقف ماريانو كروكياتا امين مؤتمر الاساقفة الايطاليين واسع النفوذ عن التعدد الثقافي باعتباره quot;قيمةquot; موجودة في ايطاليا بالفعل وقال ان ضعف العلاقات الثقافية هو المشكلة الحقيقية.

وحتى الزعيم اليساري بييرو فاسينو الذي خالف أعضاء حزبه يوم السبت عندما أيد سياسة الابعاد الجديدة لبرلسكوني فقد قال ان التصريحات الاخيرة لرئيس الوزراء ذهبت الى أبعد مما يجب.

وقال لصحيفة كورييري ديلا سيرا quot;انه مخطيء للغاية. دعونا فقط نقبل بصدق ان ايطاليا.. مثل فرنسا والمانيا.. ستصبح دولة متعددة الاعراق والثقافات والاديانquot;.

لكن تصريحات برلسكوني التي احتلت صدر الصفحات الاولى بالصحف الايطالية ودفعت موضوع اجراءات طلاقه الى الصفحات الداخلية لقي ترحيبا من حزب رابطة الشمال الحليف الاصغر في الحكومة الذي يقول ان الهجرة بدون قيود تمثل تهديدا لايطاليا.

وقال زعيم الحزب روبرتو كالديرولي quot;هذا يبرز تغييرا ثوريا عن الماضيquot; وأوصى بمنح عضوية حزبه الشرفية لبرلسكوني.

وتحتل الهجرة مكانا بارزا في البرنامج السياسي لبرلسكوني منذ أن تولى السلطة قبل عام متعهدا بتضييق الخناق على المهاجرين غير الشرعيين الذين تنحى عليهم حكومته باللائمة في زيادة الجرائم.

وقال وزير الدفاع انياتسيو لا روسا quot;في الماضي كان قليلون منا فقط يدافعون عن الهوية الايطالية والان بعد كلمات رئيس الوزراء اصبحنا اغلبيةquot;.