يستقبل أمير قطر الخميس... ويستعد لتغيير فريق عمله
عاهل الأردن يقود حراكا عربيا ويراقب متاعب داخلية

عامر الحنتولي ndash; إيلاف: كعادته مذ آل اليه عرش المملكة الأردنية الهاشمية شتاء العام 1999 خلفا لوالده الملك الراحل حسين بن طلال، تنتظر الساحة السياسية الأردية بفضول وترقب كبيرين أنباء تغييرات سياسية واسعة في الأردن يخطط لها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بصمت، وسط تكهنات وإجتهادات كثيرة تملأ الأجواء الأردنية في مسعى لإستعجال التغيير المنتظر دون أن تقف تلك المساعي حتى الآن عند حقيقة صارت راسخة في أداء العاهل الأردني تتضمن تغييرا مفاجئا في توقيت مفاجئ وعبر شخصيات مفاجئة، إذ هو سلك قناعة quot;لا تجرب المجربquot; رغم الضخ الهائل لصالونات عمان السياسية من لأسماء شخصيات سياسية مرشحة لمواقع سياسية مهمة.

وإذ يتحرك عاهل الأردن في اتجاهات عربية كثيرة لترسيخ المصالحات العربية الحاصلة، وحشد تأييد عربي ودولي واسع لمبادرة السلام العربية، إذ اتفق نهاية الشهر الماضي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائهما في البيت الأبيض على ضرورة الضغط على الحكومة الإسرائيلية للقبول بمبادرة السلام العربية كما طرحها العرب في القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت في العام 2002 ، حيث عاد الملك الأردني من رحلته الأميركية ليقوم بزيارات الى المملكة العربية السعودية، ومصر، وسوريا أمس إذ التقى قادتها واطلعهم على فحوة مباحثاته في واشنطن والتصورات الأميركية في ملف السلام في الشرق الأوسط.

وهو الحراك السياسي المستمر إذ علمت quot;إيلافquot; أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سيقوم بزيارة رسمية الى العاصمة الأردنية عمان مصطحبا معه رئيس وزرائه ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للإطلاع من العاهل الأردني على تفاصيل الحراك السياسي العربي الأخير، واتجاهاته ومآلاته، فيما تهدف الزيارة أيضا الى امتصاص شوائب صغيرة ظلت عالقة في قاع العلاقات السياسية الأردنية القطرية على خلفية تفاصيل شد وجذب كثيرة خلال الأعوام الخمس الماضية، قادت مرارا الى تجميد العلاقات الدبلوماسية.

التغييرات السياسية

وعودة الى الداخل الأردني فإن عمان التي ستحتفل بعد أقل من أسبوعين بعيد الإستقلال الوطني فإن ثمة تفكير في ذهن القيادة السياسية بإجراء تغييرات سياسية واسعة تطال الحكومة الأردنية بقيادة المهندس نادر الذهبي وقد تقود الى حل مجلس النواب الأردني واجراء انتخابات مبكرة، وتغيير طاقم العمل في القصر الملكي، وسط أنباء عن اعادة منصب quot;مدير المكتب الخاص للملكquot; وتكليف شاغله القيام بمهام خاصة وتفويضات وصلاحيات بإسم الملك، إذ ينتظر أن يأتي الملك بحكومة قادرة على التعاطي مع مشاكل الداخل والإلتفات الى قضايا الإقليم المرشح للإشتعال بقوة إذا ما أخفق الجهد السياسي الذي يقوده الأردن في احلال سلام في منطقة الشرق الأوسط، خصوصا وأن حكومة المهندس الذهبي تشهد انقلابا وتمردا من حلفاء الأمس.

وكان أيضا قد فقد الغطاء الأمني بإقالة شقيقه الأصغر الفريق محمد الذهبي عن قيادة جهاز الإستخبارات العامة في اليوم الأخير من العام الماضي، وتعيين اللواء محمد الرقاد في المنصب نفسه، إذ سلمت كتلة سياسية في البرلمان الأردني قوامها (21) نائبا رسالة الى العاهل الأردني تشكو فيها حكومة الذهبي وتقصيرها وقلة انجازاتها وعدم الوفاء بوعودها، إذ قابلت كتلة الإخاء أمس رئيس الديوان الملكي ناصر اللوزي وتم تسليمه الرسالة، وسط حديث متنام أن تصرف الكتلة النيابية ستحلق به خطوات أخرى مماثلة، بعد أن تضاءلت شعبية الحكومة التي يقودها الذهبي الى أدنى مستوى ممكن بعد التعديل الوزاري الأخير الذي أجراه بحرية تامة في شهر فبراير شباط الماضي، خلافا لمزاعم سابقة حول تدخل مرجعيات أردنية أخرى في تشكيل وزارته لحظة تكليفه في توفمبر تشرين ثاني العام 2007.

تفكير الملك

وكان الملك الأردني قد تصرف بذكاء سياسي خارق أواخر العام الماضي حين ارتفعت نغمة سياسية حادة في الأردن تطالب العاهل الأردني بمنع أي زحف تمارسه جهات رسمية أخرى على صلاحيات ومسؤوليات رئيس الحكومة المكلف والمفوض دستوريا بالسلطة التنفيذية والمسؤولية السياسية أمام الملك، إذ عمد عبدالله الثاني الى تصفية أي تكليفات أناطها بمسؤولين خارج اطار الحكومة فاسحا المجال أمامها لممارسة مسؤولياتها، إلا أن سرعان ما ظهرت للعيان وعلى نحو لا تخطئه العين بوادر حالة توهان لفريق الحكومة بقيادة الذهبي، إذ كانت تكليفات الملك لمسؤولين في ديوانه بعيدا عن الحكومة حجابا وسترا يغطي فشل الحكومة في مهمات كثيرة وهو ما أثار استياء الملك الذي آثر التدخل بقوة مطلع الشهر الماضي للتوضيح في شأن مشروع حكومي طرحته الحكومة وسلقته على عجل دون أن تستطيع اقناع وزراء في الحكومة نفسها بجدواه، ما أعطى انطباعا بأن التدخل الملكي يعد إشارة ملكية على استحقاق موعد التغيير وأن حكومته دخلت غرفة الإنعاش قبل أن تتم عامها الثاني بشهور عدة.