أشرف أبوجلالة من القاهرة: في كشف جديد ومثير بخصوص الملابسات التي أحاطت باعتقال ومن ثم الإفراج عن الصحافية الإيرانية الأميركية المولد، روكسانا صابري، زعم اليوم أحد محامييها أنَّ حُكم الحبس الذي صدر ضد موكلته جاء بعد أن تم ضبطها وبحوزتها وثيقة إيرانية سرية عن الحرب الأميركية في العراق. وكان العالم قد فوجئ يوم أمس عندما أصدرت محكمة إيرانية حكما ً بإطلاق سراح صابري، 32 عام، بعد صدور حكم سابق ضدها بالحبس لمدة ثمانية أعوام. وفي الوقت الذي أجريت فيه جلسة محاكمتها الخاصة بقضية التجسس سرا ً، مع تضاؤل التفاصيل الخاصة بالإدعاء، كشف محاميها اليوم عن أن هناك وثيقة نجحت صابري في الحصول عليها أثناء عملها كمترجمة لإحدى الهيئات الدينية القوية، وقد تمت الاستعانة بها كدليل في المحكمة.
وذكرت اليوم صحيفة التايمز اللندنية في هذا الصدد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تدخل بصفة شخصية نيابة ً عن الصحافية ndash; التي تحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية ndash; بعد أن تم إدانتها، لكن تفاصيل الاتهامات التي وجهت إليها ظلت غير معروفة. وأشارت الصحيفة كذلك إلى المفاجأة المثيرة التي كشف عنها اليوم صالح نيكباخت، أحد محاميي صابري، حيث قال أنَّ موكلته قامت بنسخ وحفظ وثيقة سرية عن الحرب في العراق كان قد أصدرها مركز بحثي على صلة بمكتب الرئيس الإيراني. وأوضح نيكباخت أن صابري تحصلت على تلك الوثيقة عندما كانت تعمل كمترجمة بالقطعة في مجلس تشخيص النظام، واحد من أقوي الهيئات الدينية الحاكمة في البلاد.
وأضاف نيكباخت أنه أثناء محاكمة صابري، ذكر المحققون أيضا ً أنها قامت برحلة إلى إسرائيل في عام 2006 كدليل ضدها، مع العلم بأن الحكومة الإيرانية تحظر على مواطنيها زيارة إسرائيل. وأزاح نيكباخت النقاب في الوقت ذاته عن أن صابري سبق لها وأن اعترفت خلال مثولها أمام محكمة الاستئناف يوم الأحد الماضي بأنها كانت تمتلك تلك الوثيقة، وأشارت إلى أنها قامت بنسخها من باب الفضول، لكنها أكدت على أنها لم تتقاسمها مع مسؤولين أميركيين. كما اعتذرت صابري على قيامها بذلك، ما جعل المحكمة تخفف الحكم الصادر ضدها من تهمة التجسس إلى تهمة امتلاك وثائق سرية. لذا، تم تقليص الحكم الذي سبق وأن صدر ضدها بالحبس لمدة ثمانية أعوام إلى حكم بالحبس لمدة عامين مع وقف التنفيذ، كما سُمِح لها بمغادرة سجن إيفين في طهران يوم أمس الاثنين.
وفي أول تصريحات لها عقب قرار الإفراج عنها، قالت صابري اليوم :quot;أنا سعيدة للغاية لإطلاق سراحي والعودة مرة أخري لحضن أبي وأمي. كما أني ممتنة للغاية لكل من يعرفونني أو لا يعرفونني وساعدوا في إتمام الإفراج عني. ليس لدي خطط محددة خلال الوقت الراهن، ولا أريد سوي البقاء برفقة أبي وأميquot;. في الوقت ذاته، أكد خبراء متخصصون في الشأن الإيراني على أن حكم البراءة الذي صدر أمس بحق صابري كان حكما ً سياسيا ً، وأظهر أن النظام الإيراني كان معارضا ً لإثارة الخلافات مع الولايات المتحدة في توقيت لا زال يفكر فيه بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها الرد على الإيماءات الإيجابية التي سبق وأن أطلقتها إدارة أوباما تجاه طهران.
التعليقات