إسلام أباد: رفع الجيش الباكستاني مؤقتاً حظر التجول المفروض على أجزاء كبيرة من وادي سوات للسماح للمدنيين بالفرار من القتال الكثيف ضد حركة طالبان.
وقال مسؤولون باكستانيون إن حظر التجول سيرفع لمدة ثماني ساعات خلال النهار.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قد وعد بأن يقوم الجيش بتطهير وادي سوات بشكل كامل من المسلحين الذين كادوا يسيطرون عليه في الاشهر الاخيرة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 800 ألف شخص يعيشون في ظروف قاسية في معسكرات أعدت للنازحين بسبب القتال.
ومن المتوقع نزوح موجة جديدة من الأشخاص الفارين الجمعة لدى رفع حظر التجول ما بين الساعة السادسة صباحاً إلى الثانية بعد الظهر بالتوقيت المحلي (01:00 - 09:00 بتوقيت جرينيتش).
يذكر ان زهاء 150 الفا من المدنيين محصورون حاليا في مدينة مينجورا، مركز وادي سوات، ويعانون من شح الوقود والكهرباء والغذاء، حسب ما افادت به مراسلة بي بي سي في اسلام آباد.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية عن سكان المدينة قولهم إن مسلحي حركة طالبان الذين ما زالوا يسيطرون عليها قد قاموا بتلغيم الطرقات فيها وحفر الخنادق حولها.
ونشرت السلطات الباكستانية 15 ألف جندي في وادي سوات والمناطق المجاورة لمحاربة حوالي خمسة آلاف من المسلحين.
وقال الجيش إن العمليات العسكرية التي نفذها ضد المسلحين في المنطقة، بما فيها القصف المدفعي الموجه ضد معاقلهم في سوات ومنطقة دير السفلى المجاورة قد اسفرت عن قتل 124 مسلحا في الساعات الـ 24 التي سبقت تخفيف حظر التجول.
واضاف الجيش ان تسعة من جنوده قتلوا في هذه العمليات.
الا ان ناطقا باسم حركة طالبان باكستان، ويدعى مسلم خان، قال إن مسلحي حركته قتلوا 37 على الاقل من جنود الجيش الباكستاني منذ يوم الاربعاء الماضي، بينما لم يقتل من المسلحين سوى ثلاثة.
ويقول مراسل بي بي سي في كراتشي محمد الياس خان إنه من العسير التحقق بشكل مستقل من صحة اي من هذه الادعاءات المتضاربة، خصوصا وان شبكة الاتصالات الهاتفية في سوات عاطلة عن العمل بالكامل.
وكان رئيس اركان الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني قد قام يوم امس الخميس بزيارة تفقدية للجبهات الامامية في سوات، وذلك للمرة الاولى منذ بدء العملية العسكرية الحالية.
ومن المقرر ان يطلع الجنرال كياني نواب البرلمان الباكستاني اليوم الجمعة على سير العملية.
ويقول المحللون في باكستان إن حركة طالبان الباكستانية ما برحت تخسر من شعبيتها في عموم البلاد منذ نشر شريط مصور يظهر مسلحيها وهم يجلدون فتاة في سوات.
كما اثارت التصريحات التي ادلى بها اخيرا مولانا صوفي محمد، الذي سبق له ان توسط للتوصل الى الاتفاق المنهار لوقف اطلاق النار بين الحكومة والمسلحين في سوات، قد اثارت قلقا سياسيا واسعا في البلاد.
وكان القتال في سوات قد تصاعد بشكل كبير في الاسبوع الحالي بعد اسابيع كثيرة شهدت مناوشات متفرقة بين قوات الجيش والمسلحين.
وفتح الجيش الباكستاني في وقت سابق من الاسبوع الحالي جبهة جديدة عندما قام بنقل قواته جوا الى بلدة بيوشار الواقعة الى الشمال الغربي من مينجورا بمسافة 65 كيلومتر.
ويقول الجيش إنه حقق تقدما في منطقة بيوشار، الا ان المسلحين يقولون إنهم يقاومون تقدم القوات الحكومية بنجاح ويكبدونها خسائر جسيمة.
وحذر المفوض الأعلى للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين انتونيو جوتيريس من أن النزوح الجماعي يمكن أن يؤدي إلى المزيد من الصراع.
وقال جوتيريس: quot;اذا لم نتمكن من مواجهة التحديات التي يمثلها هذا النزوح الكبير، سيصبح النازحون عنصرا مهما في زعزعة الاستقرار.quot;
وكانت الامم المتحدة قد دعت الى ضخ كميات كبيرة من مواد الاغاثة الى المنطقة بشكل عاجل.
يذكر أن الحكومة الباكستانية وقعت في فبراير/شباط الماضي اتفاق سلام مع حركة طالبان يقضي بتطبيق الشريعة الإسلامية في وادي سوات، وهي الخطوة التي اثارت انتقاداً حاداً من قبل الولايات المتحدة.