واشنطن: عين الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم السبت حاكم ولاية يوتا جون هانتسمان ليكون سفير الولايات المتحدة لدى الصين وهو منصب محوري في العلاقات بين الولايات المتحدة وقوة اقتصادية صاعدة رئيسية. ويتولى جون هانتسمان (49 عاما) وهو مسؤول تجاري أميركي سابق ويتحدث لغة المندرين وتربطه علاقات شخصية واسرية عميقة بالصين دورا دبلوماسيا حساسا مع شريك تجاري محوري وواحد من اكبر مصادر التمويل لديون الحكومة الأميركية المتزايدة.

وقال أوباما في مراسم بالبيت الابيض بينما كان هانتسمان يقف بجانبه quot;هذا المنصب مهم ... لان الولايات المتحدة ستكون قادرة على التعامل بفاعلية مع التحديات العالمية في القرن الواحد والعشرين من خلال العمل بالتنسيق مع الصينquot;. لكن أوباما استخدم ايضا ترشيحه لهانتسمان وهو سفير سابق لدى سنغافورة كان تردد اسمه كمرشح محتمل للرئاسة عن الحزب الجمهوري في عام 2012 ليبعث برسالة الى القيادة الشيوعية في الصين.

وقال أوباما quot;تحسن العلاقات مع الصين سيتطلب صدقا ومناقشات صريحة بشأن تلك الموضوعات التي لا نتفق بشأنها دائما مثل حقوق الانسان والديمقراطية وحرية التعبير ويحتاج ان تلتزم كل من دولتينا بالقواعد في منافسة علنية وامينةquot;. وهانتسمان هو نجل الملياردير ورجل البر جون هانتسمان وأسست عائلته شركة هانتسمان الكيماوية التي تدير عمليات في الصين منها مصنع في شنغهاي.

ولدى هانتسمان سبعة من الابناء منهم ابنة تدعى جراسي مي جرى تبناها من الصين. ولدى قبوله الترشيح يوم السبت استعان هانتسمان بحكمة صينية تقول ترجمتها quot;معا نعمل ومعا نتقدمquot;. وفي خطاب القاه عام 2006 في جامعة شنغهاي نورمال دعا هانتسمان الى التعاون الثنائي لدعم السلام والرخاء الاقتصادي على جانبي المحيط الهاديء لكنه وجه ايضا بعض العبارات الصارمة بشأن تأثير الاضرار البيئية في اسيا على الحياة البرية في ولاية يوتا مسقط رأسه.

وقال ايسوار براساد من معهد بروكينجز ورئيس قسم شؤون الصين السابق بصندوق النقد الدولي ان مهارات هانتسمان الدبلوماسية quot;ستتعرض للاختبار الى الحد الاقصى لان هناك الكثير من مصادر الصراع المحتملة بين الصين والولايات المتحدة خاصة السياسات المتعلقة بالتجارة والعملة والبيئةquot;. واضاف quot;ما ان يستقر الاقتصاد العالمي وتنتهي اسوأ ازمة (مالية) فان هذه التوترات...ستظهر من جديد على السطح quot;.

وكان العجز التجاري الأميركي مع الصين وقيمة العملة الصينية اليوان من بين أكثر النقاط الشائكة في العلاقات بين البلدين. ووصل العجز التجاري الأميركي مع الصين الى مستوى قياسي بلغ 266.3 مليار دولار في عام 2008.

ولم تصل ادارة أوباما الى حد اتهام الصين بابقاء عملتها منخفضة بطريقة مصطنعة من اجل تعزيز صادراتها لكن البعض في الكونجرس يود ان يرى الولايات المتحدة توجه الاتهام رسميا الى الصين بالتلاعب في قيمة اليوان. واختيار أوباما لجمهوري لتولي هذا المنصب يمكن ان يعطي مؤشرا على ان الرئيس الديمقراطي لم يتخل عن تعهده بالسعي لتعاون الحزبين. ويحتاج منصب السفير الى موافقة مجلس الشيوخ.