تنوع في رؤى الصحف الأميركية حول إطلاق صاروخ سجيل 2
دبلوماسية أوباما في مواجهة ضد تجارب إيران الصاروخية

إيلاف_ قسم الترجمة: تنوعت اهتمامات وتحليلات الصحف الأميركية بما أعلنته إيران اليوم الأربعاء على لسان رئيسها أحمدي نجاد حول نجاح بلاده في إجراء اختبار جديد لصاروخ باليستي متوسط المدى، وهو سجيل 2 المؤلف من قسمين ويناهز مداه ألفي كيلومتر ( 1200 ميل ) وقد بلغ هدفه المحدد. من جانبها، قالت صحيفة النيويورك تايمز أن المدى الخاص بهذا الصاروخ الجديد هو ما يثير الاهتمام بالفعل، حيث مد إيران بإمكانية الوصول إلى إسرائيل وكذلك القواعد الأميركية في منطقة الخليج، رغم أن الرئيس الإيراني لم يشر إلى وجود هدف محدد يسعى الصاروخ الجديد لاستهدافه خلف الحدود الإيرانية.

وقبل أي شيء، أكدت الصحيفة نقلا ً عن مسؤول حكومي أميركي حقيقة إطلاق الصاروخ الإيراني، وكشفت عن أن واشنطن عملت على تحديد بعض التفاصيل الخاصة بعملية الإطلاق، مثل مدى ومسار الصاروخ. وتابعت الصحيفة تحليلها بالإشارة أيضا ً إلى توقيت القيام بتلك التجربة، خاصة ً وأنها تأتي عقب اللقاء الذي جمع بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أول أمس في البيت الأبيض، حيث كانت المناقشات الخاصة بملف إيران النووي حاضرة بقوة، وأوضحت أنها تأتي في توقيت تسعي فيه الإدارة الأميركية لفتح صفحة جديدة مع طهران، وفي ظل حالة متزايدة من مشاعر الخوف لدى الجانب الإسرائيلي حيال تنامي قدرات البلاد النووية.

أما صحيفة كريستيان ساينس مونيتور، فعنونت تقريرا ً قالت فيه quot;إيران تختبر صواريخها بينما يقوم أوباما باختبار الدبلوماسيةquot; - وقبل أن تعلق بشكل مباشر على إطلاق إيران لصاروخها الباليستي اليوم، عمدت في سياق حديثها إلى رصد نتائج التقرير الذي أجراه معهد quot;EastWestquot; غير الحزبي ndash; والذي أكد على أن إيران ستكون قادرة في غضون خمسة أعوام من الآن على تطوير رأسا ً نووية يمكن إطلاقه بواسطة مثل هذا الصاروخ الباليستي. لكن في غضون مدة لن تتجاوز العام على الأكثر، قد تتمكن الجمهورية الإسلامية من امتلاك جهاز نووي بسيط. وقالت الصحيفة أن التطور الذي حصل اليوم يمثل تجسيدا ً لحقيقة السباق القائم بالفعل بين دبلوماسية أوباما وعلماء إيران النوويين.

في حين ربطت صحيفة لوس أنجليس تايمز من جانبها بين توقيت إطلاق هذا الصاروخ وبين الموعد المحدد لإقامة الانتخابات الرئاسية في البلاد المقرر لها بعد أقل من شهر من الآن، وكذلك بين اللقاء الذي جمع بين أوباما ونتنياهو قبل يومين، والذي أعلن خلال الرئيس الأميركي جاهزيته لبحث فرض عقوبات دولية أكثر عمقا ً ضد طهران إذا لم تستجب بفاعلية قبل نهاية العام الجاري للمحاولات الأميركية الخاصة بفتح مفاوضات حول برنامجها النووي. ونقلت الصحيفة عن باتريك كلوسون، نائب مدير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله :quot; لا أعتقد أن إدارة أوباما وغيرها من الدول سوف تنظر إلى هذا الإطلاق على أنه إشارة بناءةquot;.

وقال موشيه أرينز، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الذي تدرب في الولايات المتحدة باعتباره مهندس طيران، أن اختبار اليوم يظهر على ما يبدو وكأنه جزء من مساعي إيران الكبرى لتطوير المزيد من الصواريخ المتطورة وتعزيز إمكاناتها النووية. وأضاف في التصريحات التي خصَّ بها الصحيفة :quot; يقومون ( الإيرانيون ) بتعزيز قدراتهم على إطلاق صواريخ أطول وأطول في المدى التي يمكنها الوصول لأماكن تبعد عن إسرائيل ويكون بمقدورها الوصول إلى أوروبا، ويمكنها حمل أسلحة نووية في نهاية المطاف. إنهم بالفعل مثيري مشكلات ويتوجب عليك أن تتعامل مع مثيري المشكلاتquot;.

في حين نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مجموعة من المحللين السياسيين تأكيدهم على أن عملية الإطلاق هذه جاءت بغرض الاستهلاك الداخلي قبيل الانتخابات الرئاسية التي ستشهدها البلاد في الثاني عشر من شهر يونيو المقبل، واستبعدوا في الوقت ذاته أن يكون هذا الإطلاق بغرض إرسال رسالة ذات مغزى أو مضمون سياسي معين إلى الولايات المتحدة، التي انتقدت من جانبها عمليات الإطلاق الإيرانية السابقة للصواريخ، باعتبار أنها تعمل على إذكاء عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

اعداد: أشرف أبو جلالة