تحذيرات من تحول مقديشو إلى وادي سوات القارة الإفريقية
التايمز: مقاتلون أجانب يُلبّون دعوة الجهاد في الصومال

quot;إيلافquot;: في الوقت الذي بدأت فيه الحكومة الصومالية خلال الساعات الأولى من صباح يوم أمس بتنفيذ هجوم مضاد على العناصر المسلحة في البلاد بعد مرور أسبوعين تقريبا ً من الهجمات التي ينفذها المتمردون وأسفرت عن مقتل مائتي مدني على الأقل، ما أدى إلى مصرع 45 شخصاً خلال معارك الأمس، كشفت اليوم صحيفة التايمز البريطانية نقلاً عن تقرير استخباراتي، سوف يُقدم للكونغرس الأميركي الأسبوع المقبل، عن أن هناك ما يصل إلى ألف مقاتل أجنبي من جنسيات مختلفة قد بدؤوا في التوافد على الصومال لتلبية نداء الجهاد هناك، وهم يقومون الآن بقيادة المتطرفين الإسلاميين في حرب الشوارع التي يخوضونها في العاصمة، مقديشو، التي مزقتها الحرب.

وبحسب مسؤولين أمنيين بارزين في المنطقة، فإن هؤلاء المقاتلين الأجانب هم من يقفون وراء النجاحات الأخيرة للمتطرفين. وأشاروا كذلك إلى أن هناك أكثر من 290 مقاتل من كل من بريطانيا وكندا والولايات المتحدة وباكستان وأفغانستان والمملكة العربية السعودية قد تدفقوا إلى العاصمة الصومالية quot;مقديشوquot; على مدار الأسبوعين الماضيين. وأوضحت الصحيفة أنّ الهجمات التي ينفذها المسلحون ترمي بشكل مباشر إلى الإطاحة بحكومة شيخ شريف أحمد المهتزة بعد أسابيع فقط من تعهد المجتمع الدولي بتوفير مبلغه قدره 135 مليون إسترليني لتدعيمه.

ويقول التقرير الاستخباراتي ndash; الذي اضطلعت عليه الصحيفة ndash; ونشرت أجزاءا ً منه بعددها الصادر اليوم :quot; ما يقدر بنحو عشرة أجانب أخذوا زمام المبادرة لتولي قيادة كلاً من المقاتلين الصوماليين والأجانب في مقديشو ومناطق أخرى بالصومالquot;. ومن جانبها، نقلت الصحيفة عن أحمدو ولد عبد الله، أرفع دبلوماسي صومالي بالأمم المتحدة، قوله :quot; ليس لدىّ أي شك في أن بعض من المقاتلين الأجانب هم من بريطانيا وأمريكا الشمالية والدول الاسكندينافيةquot;. بينما أردف دبلوماسي غربي آخر متخصص في الشؤون الصومالية بقوله :quot; هؤلاء المقاتلين هم ممن تربطهم علاقات بتنظيم القاعدة. وسوف أُدهش إذا لم يكن البريطانيون هم من يقودون العناصر الأجنبية البارزة لحركة (الشباب) المسلحة التي تحظى بدعم تنظيم القاعدةquot;.

وقالت الصحيفة أن وحدة الدعاية الخاصة بحركة الشباب أطلقت في شهر مارس الماضي مقطع فيديو، ظهر فيه أميركي أبيض ndash; يُعتقد أن له خلفية عسكرية مع القوات الخاصة ndash; وهو يقود العشرات من المقاتلين الصوماليين. وقبل ذلك بعام، أطلقت الحركة أيضا ً مقطع دعائي آخر لانتحاري بريطاني كان يتحدث إلى الكاميرا باللغة الإنكليزية. ثم عاودت الصحيفة لتنقل عن جاسون موسلي، محلل إفريقي بمركز أكسفورد أناليتكا للاستشارات الإستراتيجية، قوله :quot; ترحب وتدعو حركة الشباب المقاتلين الأجانب للجهادquot;. أما الصحيفة من جانبها، فأكدت على أن المقاتلين الأجانب يقومون في معظم الحالات بتحقيق الحماس الديني للمساعدة في بث روح التطرف بالجانب الأكبر من عناصر حركة الشباب المسلحين.

أما نيكولاس بواكيرا، الممثل الخاص للاتحاد الإفريقي في الصومال، فقال :quot; فهمنا أن هؤلاء المقاتلين يقومون بتدريب المتطرفين المسلحين ويساعدون على حشد مصادر التمويل والأسلحة، إلى مستوي لم يسبق لنا وأن شاهدناه من قبلquot;. فيما قالت مصادر استخباراتية أن الجهاديين الأجانب من بريطانيا وأماكن أخرى قد انضموا لائتلاف فصائل الشباب ومتطرفي حزب الإسلام الذين تمحوروا حول الشيخ حسن ضاهر عويس، الذي تطلبه الولايات المتحدة كإرهابي. وقد صرح الشيخ عويس يوم أمس قائلا ً أن إريتريا كانت تدعمه في الحرب المقدسة التي يخوضها خلال هذه الأثناء.

من جانبها، رأت الصحيفة أن تدفق المقاتلين الأجانب إلى الصومال بهذا الشكل أثار مخاوف من احتمالات تحول البلاد إلى مخبأ ومأوى لمسلحي القاعدة بدلا ً من أفغانستان وباكستان. ويُعتقد أن عناصر تنظيم القاعدة التي قامت بتفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام عام 1998 وفندق في مومباسا عام 2002 ، قد وجدوا ملاذا ً آمنا ً لهم في الصومال. هذا وقد بدأت الوكالات الاستخبارات الغربية بتوجيه انتباهها ومواردها إلى المنطقة. وهنا تحدث تيد داغني، خبير صومالي مقيم في واشنطن:quot; إذا لم يتم احتواء هذا التهديد، فقد تتحول الصومال إلى ما يمكن أن يُطلق عليه وادي سوات إفريقياquot;. وأضاف راشد عبدي ، محلل صومالي بالمجموعة الدولية لإدارة الأزمات، قائلا ً :quot;مما لا شك فيه أن المكوِّن الأجنبي لحركة الشباب هو أكثر تطرفاً مما عليه على أرض الواقع. وهناك شعور الآن بأن المقاتلين الأجانب هم من يقودون الشباب؛ بمعني أنهم من يقومون بوضع وإملاء السياسة الخاصة بالحركة وهو ما يحدث بالفعل خلال الشهرين الماضيينquot;.

ترجمة: أشرف أبوجلالة من القاهرة