برلين: أكد الرئيس الأميركي الزائر باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل في مؤتمر صحافي مشترك في ختام المحادثات التي أجرياها في مدينة دريسدن اليوم ضرورة التوصل الى اقامة الدولتين الاسرائيلية والفلسطينية جنبا الى جنب. واعربت ميركيل عن سرورها وارتياحها الكبيرين للخطاب الذي وجهه الرئيس الاميركي اوباما في القاهرة امس الى العالم الاسلامي.
واضافت انه توجد فرصة حقيقية لانعاش عملية السلام بفضل اوباما معتبرة الخطاب الذي القاه امس مفتاحا لفتح بوابة انعاش عملية السلام وفرصة تاريخية لامكانية حل صراع الشرق الاوسط. وابدت ميركيل استعداد بلادها للوقوف الى جانب الولايات المتحدة وعمل كل ما يمكن لدعم عملية السلام المتعثرة في الشرق الاوسط من اجل تكليلها بالنجاح مشددة على اهمية quot;حل الدولتينquot;.
من جانبه اكد اوباما اهمية حل صراع الشرق الاوسط مبينا انها تتصدر جدول اعمال الحكومة الاميركية الجديدة معلنا تفاعل بلاده مع ذلك بكل قوة داعيا الى ضرورة تحريك المحادثات بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني. واضاف انه خلال خمسة اشهر من استلام حكومته لمهامها تم تحريك امور عدة في عملية السلام في الشرق الاوسط بصورة اكبر من خمس سنوات في زمن الحكومة السابقة. وكشف عن ان مفوض الحكومة الاميركية الخاص لشؤون الشرق الاوسط ميتشل سيتوجه مجددا الى المنطقة في الاسبوع المقبل.
واشار الى انه بالرغم من ذلك كله فان الولايات المتحدة تستطيع ان تلعب دور الشريك في عملية السعي الى التوصل الى حل الصراع الشرق الاوسطي والى ان المعنيين في الصراع هم الذين يقدرون على التوصل الى السلام وتحقيقه الامر الذي يتطلب منهم العمل بالحاح لتحقيق الرخاء والامن في المنطقة مبينا ان بلاده ستقدم الاطر اللازمة لذلك.
وطالب اوباما اسرائيل بانهاء بناء المستوطنات مبينا ان الولايات المتحدة صديقة اسرائيل ويتعين على الصديق ان يكون صادقا حيال صديقه مؤكدا ضرورة التزام اسرائيل بواجباتها. كما طالب اسرائيل بضمان حرية الحركة في الضفة الغربية والحرص على تحقيق الاوضاع الانسانية في غزة. واكد اوباما ايضا اهمية كل من المانيا والولايات المتحدة ليس لبعضهما البعض فحسب بل ايضا بالنسبة الى العالم وحل مشاكله مشيرا الى ان كل من برلين وواشنطن تتعاونان وستتعاونان معا في سبيل تخطي الازمة الاقتصادية والتغلب عليها.
وبين ان قمة لندن لدول مجموعة العشرين التي عقدت في ابريل الماضي قد وضعت ايضا الاسس الرئيسية الكفيلة بمكافحة الازمة المالية والاقتصادية العالميتين. واضاف انه اتفق مع ميركيل على عمل كل ما هو ممكن من اجل انعاش الاقتصاد في كل من اوروبا والولايات المتحدة وتشجيع الخدمات العامة. وافاد بأنه تحدث مع ميركيل حول شركة اوبيل للسيارات التابعة لشركة جنرال موتورز الاميركية مشيرا الى ان حل هذه المشكلة ليس بالسهل مستدركا بالقول انه يتعين علينا القيام بالواجب من اجل انعاش اوبيل وجنرال موتورز.
واعتبر اوباما المانيا شريكا مهما في حلف شمال الاطلسي (ناتو) مضيفا ان quot;هناك تحديات في افغانستان وباكستان وهناك التزامات مشتركة لضمان مكافحة الارهاب العالميquot;. واوضح انه ناقش مع ميركيل الملف الايراني مضيفا انه يريد تجنب التسابق النووي في منطقة الشرق الاوسط معربا عن اعتقاده بانه في الامكان الدخول في quot;مفاوضات ضمن اطار وهامش واسعquot;.
وكشف النقاب عن انه سيزور موسكو في الصيف القادم حيث سيناقش هناك الى جانب البرنامج النووي الايراني تخفيض الاسلحة النووية وعدم تسريبها الى اطراف اخرى. واستعرضت المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل المؤتمر الصحافي المشترك قائلة انها تبادلت الاراء مع الرئيس الاميركي باراك اوباما حول ازمة الاسواق المالية العالمية والبرامج الخاصة بالتغلب عليها في كل من اوروبا والولايات المتحدة ومناطق اخرى وما يتعين عمله لترسيخ اسواق المال والاقتصاد.
وبالنسبة الى قمة مجموعة العشرين مع مجموعة الدول الصناعية الكبرى المزمع عقدها في الخريف القادم ستوضع طريقة عمل مشتركة لمواجهة الازمة وايجاد quot;نظام متعدد الاطراف والجوانبquot; لحل الازمة المالية العالمية. وتطرقت الى الجهود التي تبذلها بلادها من اجل التوصل الى اجابات ملموسة من جانب الولايات المتحدة حول حماية البيئة معربة عن املها في الوصول الى حل بهذا الصدد خلال قمة كوبنهاغن القادمة.
وابدت ميركيل quot;انفتاحاquot; امام استقبال سجناء من معتقل غوانتانامو في المانيا الا انها لم تعد بذلك في حين اعتبر اوباما قضية سجناء غوانتانامو واستقبالهم في دول اخرى quot;قضية معقدةquot;. وكان اوباما قد وصل الى مدينة دريسدن الالمانية الليلة الماضية قادما من العاصمة المصرية القاهرة في زيارة قصيرة اجرى خلالها محادثات مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل حول الازمة المالية والصراع في الشرق الاوسط والاوضاع في كل من افغانستان والعراق والبرنامج النووي الايراني.
التعليقات