تل أبيب طالبت بوقف المساعدات في حل فوز حزب الله
إنتخابات لبنان والمستوطنات وحرب السبت في الصحافة الإسرائيلية

نضال وتد من تل أبيب: تناولت الصحف الإسرائيلية في أعدادها الصادرة اليوم، الأحد ، ثلاثة قضايا رئيسية سيطرت على عناوينها وصفحاتها الأولى، وهي موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتصريحاته بأنه لا يعتزم القبول بالمطالب الأميركية التي وصفها بأنها غير عادلة، والانتخابات النيابية في لبنان، حيث كشفت صحيفة يسرائيل هيوم أن إسرائيل طالبت الإدارة الأميركية بوقف المساعدات المالية للبنان في حال فاز حزب الله فيها، مع نشر تحليلات مختلفة للسيناريوهات المتوقعة للانتخابات، واشتعال الحرب الدينية في القدس بين المتدينين الأرثوذكس من جهة وبين العلمانيين وأفراد الشرطة، من جهة أخرى على خلفية ما يعرف quot;بحرمة السبتquot; أو حروب السبت وفق التعبير الإسرائيلي.

يديعوت أحرونوت: نتنياهو لن نوقف البناء في المستوطنات

ركزت صحيفة يديعوت أحرونوت، على تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بينيامين نتنياهو التي قال فيها إن quot;المطالب الأميركية غير عادلةquot;. وقالت الصحيفة في هذا السياق إن براك أوباما جاء إلى الشرق الأوسط ليعلن تغيير قوانين اللعبة، لكن إسرائيل التي أثنت بداية على خطاب أوباما في القاهرة، أصدرت ردا أكثر حزما في الأمس. quot;الضغط الأميركي لن يحقق هدفه قال نتنياهو، وأضافquot; إن مطلب وقف لبناء في الكتل الاستيطانية ليس عادلا ولن نوقف البناءquot; المواجهة مع أكبر حليف لإسرائيل لم تبدو في أي مرة سابقة قريبة إلى هذا الحد.

وتناولت يديعوت أحرونوت، كغيرها من الصحف العبرية، النقاش الدائر بين إسرائيل والولايات المتحدة، على أثر تصريحات وزيرة الخارجية، كلينتون بأنه لا يوجد أي توثيق لاتفاق أو تفاهم إسرائيلي ndash; أميركي يجيز لإسرائيل استمرار البناء في المستوطناتquot;. ونشرت الصحيفة تعقيبا للمحامي دوف فايسغليس، الذي كان مدير ديوان شارون في عهد جورج بوش. وقال فايسغليس لصحيفة يديعوت أحرونوت إ، وزيرة الخارجية الأميركية تستخدم تعابير ومصطلحات عامة وغير دقيقة. وبحسب فايسغليس فإن الجانبين الأميركي والإسرائيلي اتفقا في أيار 2003 على أنه برغم الاتفاق العام على تجميد الاستيطان، إلا أنه يحق لإسرائيل مواصلة تطوير quot;المستوطناتquot; في إطار حدود البناء القائمة، مقابل عدم إقامة مستوطنات جديدة. ووفقا للرواية الإسرائيلية فإن الإدارة الأميركية رفضت مصطلح quot;التكاثر الطبيعيquot; لمنها وافقت على استمرار البناء للأعلى، واشترطت عدم مصادرة أراضي فلسطينية لأغراض الاستيطان.

ومقابل رفض نتنياهو للمطالب الأميركية، أبرزت الصحيفة دعوة الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيرس، لرئيس حكومته نتنياهو بألا يضيع الفرصة. وقالت الصحيفة إن بيرس ونتنياهو بحثا كافة جوانب خطاب أوباما في القاهرة وأبعاد هذا الخطاب، وأنه طالب نتنياهو بالاستجابة للمطالب الأميركية واصفا خطاب أوباما بأنه خطاب عبقري، وأن المشروع الذي يطرحه أوباما جيد لإسرائيل وللشرق الأوسطquot;.

حرب لبنان

هذا هو العنوان الذي اختارته الصحيفة للتغطية الواسعة للانتخابات النيابية في لبنان، مضيفة أن اليوم سيشهد الانتخابات التي ستقرر ما إذا كان لبنان سيسقط بأيدي حزب الله. وقالت الصحيفة إن المعركة في لبنان هي بين نصر الله من جهة وبين الحريري من جهة أخرى، وبين الولايات المتحدة وفرنسا، من جهة وبين آيات الله في طهران. وكشفت الصحيفة أن هناك قلقا في إسرائيل من احتمالات فوز حزب الله في الانتخابات اللبنانية، وأن هناك ترقبا شديدا لما ستتمخض عنه هذه الانتخابات. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله في هذا السياق : quot;من شأن لبنان أن يتغير بين ليلة وضحاها، وقد يقع بأيدي حزب الله، وعندها سنحصل على إيران عند حددنا الشمالية في لبنان، ومن الجنوب في قطاع غزةquot;. في المقابل لفتت الصحيفة إلى أن هناك من يعتقدون أن فوز حزب الله قد ينطوي على جوانب إيجابية في حال نشوء أزمة أمنية إذ سترفع كل القيود عن إسرائيل وتصبح كل الأهداف في لبنان شرعيةquot;.

معاريف: تدهور في العلاقات

مع أن معاريف اختارت كلمة تدهور لوصف العلاقات مع الولايات المتحدة عنوانا لعددها اليوم إلإ أنها اختارت عنوانا أبرز هو quot;عودة حرب السبتquot; لتصف اندلاع أعمال الشغب والمواجهات العنيفة التي وقعت السبت في القدس بين الشرطة الإسرائيلية وبين ليهود quot;الحريديمquot; الذين تظاهروا احتجاجا على فتح الموقف البلدي ، التابع لبلدية القدس، في يوم السبت، وهو ما اعتبروه انتهاكا لحرمة السبت.

وفي سياق تداعيات خطاب أوباما قالت الصحيفة إن التدهور في العلاقات مع الولايات المتحدة مستمر وهو يسير بوتيرة عالية، بعد أن قالت وزيرة الخارجية الأميركية في نهاية الأسبوع الماضي quot;لا يوجد اتفاق بشأن مواصلة توسيع المستوطناتquot;. وعقب المحلل السياسي للصحيفة، بن كاسبيت على هذه الجملة بالقول إن كلينتون صادقة في حديثها فلم يكن هنام اتفاق كهذا ولن يكون، لكن المشكلة، قال بن كاسبيت تكمن في نبرة الصوت. فمثل هذا التصريح لكلينتون، كان يمكن فيما مضى أن يحتل العناوين الرئيسية أما الآن فهو ينضم لسلسلة من التصريحات لكبار المسؤولين الأميركيين ضد إسرائيل. وأضاف بن كاسبيت أن مصدر أمني أميركي رفيع المستوى قال في هذا السياق، في واشنطن quot; إذا لم يدرك نتنياهو أن واشنطن تغيرت فسيكون ذلك خطأ جسيم يرتكبهquot;. ونشرت الصحيفة صورة لرسالة دوف فايسغليس إلى وزيرة الخارجية السابقة، كوندليسا رايس لخص فيها التفاهمات الأميركية الإسرائيلية بشأن البناء في المستوطنات.

هآرتس: المسيحيون سيحددون هوية المنتصر في لبنان

في الوقت الذي راهنت فيه الصحف الإسرائيلية ومحلليها على فوز ضئيل لحزب الله في الانتخابات اللبنانية، قالت صحيفة هآرتس من جانبها إن عدة آلاف مصوت من المسيحيين في الدوائر الانتخابية الأربعة سيحددون اليوم نتائج الصراع السياسي في لبنان. وقالت الصحيفة، على لسان مراسلها للشؤون العربية، يوآف شطيرن، إن جمهور لا يستهان به من المصوتين المسيحيين من شأنه أن يمنح أصواته للجنرال ميشيل عون حليف حزب الله وبهذه الطريقة فإنه يمنح أغلبية للتكتل الذي تتزعمه quot;المنظمة الإرهابيةquot;، في البرلمان اللبناني القادم، والحق في تحديد هوية رئيس الحكومة اللبنانية القادم.

وأعرب مراسل هآرتس عن اعتقاده بأن الجهاز السياسي في لبنان لن يغير، على ما يبدو، من ملامحه، وأن الحكومة القادمة ستكون حكومة وحدة وطنية مع منح ثلث المقاعد (أو الثلث المعطل) في الحكومة للكتلة التي ستخسر الانتخابات. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر دبلوماسية في لبنان: إن التقديرات في لبنان هي أن يقوم وليد جنبلاط الدرزي بالانضمام إلى معسكر حزب الله وبذلك سيقوم عمليا بتفكيك كتلة الحريريquot;.

ومضت الصحيفة تقول إنه في حال فوز حزب الله في الانتخابات بأغلبية مقاعد البرلمان فستضطر المنظمة إلى تولي مسؤوليات أكبر، تجاه الداخل، وعلاقتها بأبناء الطوائف الأخرى وتجاه الخارج أيضا، ففي حالة وقوع مواجهة مع إسرائيل على سبيل المثال فإن ذلك سيحرر إسرائيل من القيود التي كانت عليها في حرب تموز، عندما لم يكن حزب الله يمثل حكومة رسمية. مع ذلك فإن مصادر دبلوماسية في بيروت تقول إن حزب الله معني بسيطرة أفضل في الحكومة من أجل منع تعاونها مع المحكمة الدولية بخصوص اغتيال الحريري، وحتى يتسنى له القول إنه انتصر انتصارا معنويا على خصومه.