لندن: قال مسؤول أميركي بارز إن بلاده قررت عدم إبلاغ بريطانيا بشكل مسبق بأمر نقل أربعة معتقلين صينيين سابقين في غوانتانامو إلى برمودا، وذلك بغرض ضمان نجاح الصفقة.
ففي تصريح غير معهود، نقلت مراسلة بي بي سي في واشنطن، كيم غطاس، عن المسؤول الأميركي قوله إن واشنطن تعمدت عدم إبلاغ لندن بالاتفاق لتتمكن بريطانيا من تلافي أي ضغط صيني يمكن أن يُمارس عليها بشان القضية.
إلا أن خلافا دبلوماسيا نشب بين لندن وواشنطن بشأن قرار برمودا، وهي تابعة للتاج البريطاني، استقبال المعتقلين الأربعة، وهم من المسلمين اليوجورز من سكان إقليم زينجيانج الصيني.
يُذكر أن بريطانيا مسؤولة عن شؤون الدفاع والأمن والسياسة الخارجية لبرمودا، إلا أنها تخول حكومة برمودا سلطة اتخاذ القرارات المتعلقة بشؤون الهجرة.
وقد أبلغت لندن حكومة برمودا أن الواجب كان يقتضي التشاور معها قبل اتخاذ قرار قبول استقبال المعتقلين الأربعة على أراضيها.
وعبَّرت بريطانيا عن غضبها بسبب عدم استشارتها بالقضية، قائلة في بيان صادر عن وزارة خارجيتها:
quot;إن حكومة برمودا تعتبر أن هذه مسألة تتعلق بمسؤوليتها اليومية المتصلة بأمور الهجرة. لكننا شددنا لهم أنه كان عليهم استشارة بريطانيا بشأن ما إذا كانت القضية تأتي في إطار صلاحياتها، أم أنها تتعلق بالسياسة الخارجية، أو بقضية أمنية خارج نطاق مسؤوليتهم.quot;
وتقدِّم بريطانيا الآن المساعدة لحكومة برمودا لإجراء تقييم أمني للمعتقلين الأربعة .
من جانبها، طالبت الصين بإعادة كافة اليوجور الـ 17 المعتقلين في غوانتانامو، إلا أن الولايات المتحدة تقول إنهم قد يواجهون الاضطهاد في حال إعادتهم إلى بلادهم.
ومع مضي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما قدما بقرار إغلاق معتقل غوانتانامو، تظل قضية البت بمصير المعتقلين المتبقين في المعسكر الأميركي في كوبا، والبالغ عددهم 240 معتقلا، تؤرق البيت الأبيض.
يُشار إلى أن أنه لم تصدر أحكام إدانة بحق غالبية المعتقلين الصينيين في غوانتانامو بارتكاب أعمال إرهابية، إلا أن الحكومة الأميركية تتخوف من تعرضهم quot;للتعذيب او الاضطهادquot;.
وكان قد اُعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي عن قبول جزيرة بالاو في المحيط الهادي استقبال بعض المعتقلين الصينيين السابقين في غوانتانامو.
إلا أنه تبين لاحقا أن المعتقلين الأربعة المتبقين قد تم قبولهم من قبل حكومة برمودا، إذ استلمتهم بالفعل يوم الخميس الماضي.
من جهة أُخرى، أعلنت وزارة العدل الأميركية الجمعة عن نقل ثلاثة معتقلين سعوديين من غوانتانامو إلى بلادهم، ليرتفع بذلك عدد المعتقلين الذي غادروا المعسكر هذا الأسبوع إلى تسعة، حيث تم إرسالهم إلى كل من تشاد وبرمودا والعراق والسعودية.
وذكرت الوزارة في بيان أن السلطات القضائية السعودية ستدرس حالات المعتقلين الثلاثة قبل أن يتم إلحاقهم ببرنامج لإعادة تأهيلهم.
يُشار إلى أن أوباما كان قد أصدر أمرا بإغلاق سجن غوانتانامو بحلول يناير/كانون الثاني المقبل.