لندن: مازالت تغطية الأحداث المتوالية في إيران تهيمن على صفحات أخبار العالم في الصحف البريطانية، فالديلي تلغراف تنشر مقالا عن خطوات أقدمت عليها شركة غوغل وموقع فيسبوك للتعارف لدعم المتظاهرين الايرانيين الذين يرفضون نتائج الانتخابات الرئاسية في ايران، والتي فاز فيها محمود احمدي نجاد. وقد اطلقت غوغل خدمة الترجمة الآلية من والى الفارسية quot;لمساعدة الايرانيين على التواصل مع العالم الخارجي مباشرةquot;، بينما دشن فيسبوك نسخة جديدة من موقعه بالفارسي.

ونقلت الجارديان عن فرانز أوخ المسؤول بغوغل قوله ان quot;اطلاق خدمة الفارسي يكتسي اهمية كبرى الن نظرا للاحداث في البلاد، ونريده اداة اضافية في ايدي الايرانيين كما الشأن بالنسبة ليوتيوب وتويتر.quot; أما ايريك كوان المهندس في موقع فيسبوك، فقال ان بضعة آلاف من المستخدمين عبروا عن استحسانهم لنسخة الموقع بالفارسي. وقد سرعت كل من غوغل وفيسبوك انجاز هذا المشروع نظرا للاهتمام الشديد الذي لقيه عقب الانتخابات الايرانية.

أما الفاينانشيال تايمز، فتحاول القراءة بين سطور خطاب المرشد الاعلى للثورة الايرانية آية الله علي خامنئي الذي القى خطابا الجمعة ندد فيه بالمتظاهرين وتدخل وسائل الاعلام الغربين مؤكدا ان الانتخابات كانت نزيهة.

وتتناول الصحيفة بالتحليل تأكيد خامنئي ان الشعب الايراني quot;يؤمن بالجمهورية الاسلامية? واعداء ايران يريدون تجريدها من هذه الثقة لضرب شرعيتها? وذلك اسوأ من اي ضرر يتصور.quot;

الكرة عند موسوي

وتقول الفاينانشيال تايمز ان خامنئي ذكر عدة مرات قوة ايران ووحدتها، متسائلا quot;هل هناك معيار افضل من نسبة المصوتين الضخمة؟quot; اذن فمن يشكك في نتائج الانتخابات هو في الحقيقة يخدم مصالح اعداء ايران. وتعتبر الصحيفة هذا تحذيرا للمرشح الاصلاحي الخاسر في الانتخابات مير حسين موسوي الذي قاد بعضا من المظاهرت. أما استبعاد خامنئي ان يطال التزوير 11 مليون صوت، فرأت فيه الصحيفة انهاء للتكهنات بامكانية اعادة الانتخابات، والتي كثرت باعلان خامنئي مؤخرا بانه سيطرح النزاع حول النتائج امام مجلس الخبراء.

قال خامنئي ان المنافسة في هذه الانتخابات كانت بين تيارات منتمية الى النظام الاسلامين لكن الاعداء يريدون اظهارها كصراع بين انصار النظام واعداء له في وسائل اعلامهم الخبيثة التي يملكها عادة صهاينة اشرار. وتعلق الصحيفة بالقول: quot;خامنئي محق في ان لا احد من المرشحين يريد نظاما مختلفا، لكن رؤاهم ضمن هذا النظام تختلف بشكل كبير، لدرجة انها قد تغير وجه الجمهورية، بل علاقاتها مع العالم.quot;

وفي الشأن الايراني دائما، ترى صحيفة الغارديان ان آية الله علي خامنئي في خطابه الجمعة quot;وضع الكرة في ملعب موسوي، حيث زاد الضغط على غريمه السياسي ونفى وقوع اية تجاوزات.quot;

ويقول كاتب المقال كريس ايمري انه حتى بالنسبة لسياسي محنك كمرشد الثورة الايرانية، كان خطاب صلاة الجمعة تحديا كبيرا. وعلما منه بان ليس بيده ما يمنحه للاطراف المحتجة، اختار زيادة الضغط عليها في شخص زعيمها حسين موسوي.

وموسوي الآن يواجه خيارا صعبا للغاية، تقول الصحيفة. فهل يسحب دعمه لاية مظاهرات في المستقبل ام يجازف بان يكون مسؤولا عن اراقة المزيد من الدماء؟ ويرى كاتب المقال ان هذا بالتحديد هدف خامنئي: كسر موسوي نصفين، وكذا المرشح الخاسر الآخر كروبي، لكن بصفة ثانوية.

الحجر الانكليزي

وفي رأي ايمري، فان تحدي موسوي للحظر الذي تفرضه وزارة الداخلية على المظاهرت وانضمامه لانصاره في quot;ميدان الانقلابquot; قد يشكل احد اهم التطورات في تاريخ الجمهورية الاسلامية. يؤكد كاتب المقال انه لم يعد امام موسوي خيار سوى ان يبقى رمزا للمعارضة، quot;وسواء شارك في المظاهرات القادمة او لم يشارك، فان انصاره بالتأكيد سيتجمهرون باعداد هائلة، لكن غيابه سيجعلهم فريسة سهلة للسلطات التي سيسهل عليها وصفهم بالمتطرفين.quot; quot;اذن فموسوي في موقف لا يحسد عليه: مجبر على توفير الغطاء السياسي الضروري لانصاره ومسؤول في اعين النظام عن اندلاع أي عنف، وخياره الاسلم ان يحضر مع دعوة انصاره لاقصى درجات ضبط النفس.quot;

وتتناول التايمز هجوم خامنئي على بريطانيا في خطابه، فلا تستغرب ان يضع المرشد quot;الحكومة البريطانية الخبيثةquot; على رأس القوى الغربية التي يتهمها بتأجيج اكبر احتجاجات شهدتها ايران منذ الثورة الاسلامية في 1979. وتتابع: quot;بريطانيا منذ زمن كبش فداء القادة الايرانيين كلما ساءت الامور في البلادquot;، تقول الصحيفة، مستشهدة بالمثل الايراني القائل. quot;ان عثرت على حجر فكن متأكدا ان من وضعه انجليزي.quot;

ويقول كاتب المقال ان آية الله الخميني كان متأكدا في المرحلة التوترة التي سبقت الثورة من وقوف بي بي سي في صف الشاه المدعوم من امريكا، بينما لم يكن يساور الشاه أي شك في كون بي بي سي تساعد الحكومة البريطانية على زعزعة استقرار النظام ببث كل تصريحات الخميني من فرنسا.

في بريطانيا

وفي الشأن البريطاني، نشرت التايمز المزيد من تفاعلات قضية التلاعبات بتعويضات نواب البرلمان، حيث بدء تحقيق رسمي مع بعضهم. وتقول الصحيفة إن البرلمان قد يعلن وقف نشر أي وصل يتعلق بتعويضات النواب بعد الاهانات التي تعرضوا لها هذا الأسبوع، ويستبدلها ببيان عام يظهر تعويضات كل نائب دون الدخول في التفاصيل.

أما الغارديان، فأجرت لقاء مع رئيس الوزراء غوردون براون، هو الاول منذ فشل محاولة الاطاحة به من قبل معارضي سياسته من داخل حزبه. وقال براون إن الأسابيع الأخيرة كانت الأسوء في مشواره السياسي، واصفا كيف تأثر بالانتقادات اللاذعة والهجوم الشخصي الذي تعرض له من قبل خصومه.

بل عبر رئيس الوزراء للمرة الأولى عن رغبته في التخلص من كل متاعب مسؤولياته والعمل في مجال التدريس معتبراً أن ذلك سيكون أفضل له ولأسرته. كما تتهم الغارديان أعضاء مجلس التعليم العام في إنجلترا بعدم التدخل لمنع أعضاء الحزب القومي البريطاني من العمل في سلك التدريس. فقد رفض المجلس إضافة بند في ميثاقه الجديد لقطع الطريق أمام نشطاء هذا الحزب اليميني المتشدد من ممارسة التدريس.