دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على ضرورة توحيد المواقف العربية لمواجهة السياسة الإسرائيلية التي تستمر في بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتحاول التنصل من استحقاقات عملية السلام وتضع العراقيل أمام قيام دولة فلسطينية ذات سيادة.
وذكر بيان رئاسي سوري أن الأسد وعباس quot;بحثا آخر التطورات الجارية على الساحتين الفلسطينية والعربية وبخاصة بعد خطاب نتنياهو، والشروط التي وضعها بوجه عملية السلامquot;.
وأطلع عباس الرئيس السوري على نتائج زيارته الى الولايات المتحدة كما تناول البحث جهود المصالحة الفلسطينية وأهمية إنهاء حالة الانقسام والوقوف صفاً واحداً بوجه الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة.
وعبر الرئيس الفلسطيني عن تقديره للموقف السوري الداعم لإيجاد حل دائم للقضية الفلسطينية.
وكان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال إن عباس إن الأخير quot;أطلع الرئيس الأسد على نتائج زيارته إلى واشنطن وتطورات الأحداث على ضوء خطاب أوباما في القاهرة مطلع الشهر الجاري، وكذلك خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوquot;.
واعتبر عريقات انه quot;بعد هذا الخطاب أصبحت الصورة واضحة ولا بد أن يكون هناك تنسيق حول قضايا كثيرة بدءً من خطاب نتنياهو الذي بدا واضحا وصريحاquot;، مشيرا إلى أن هذا quot; يتطلب تنسيق الجهود بين جميع الدول العربية وإنجاح الجهود المبذولة بهدف توحيد الصف الفلسطيني ودعم جهود القاهرة في هذا المجالquot;.
وشدد على أن quot;الرئيس الأسد يدعم هذه الجهود كما تدعمها كل الدول العربية والآن لم يعد هناك أي مجال لاستمرار الانقسام والخلافات فلدينا كعرب مبادرة سلام عربية وعند انسحاب إسرائيل يصار إلى علاقات مع إسرائيل ولكن لن تكون هناك علاقات قبل الانسحابquot;.
وأكد على دور سوريا، التي قال إنها quot;بلد محوري، وهي قوة إقليمية ولديها أرض محتلةquot;، مشدداً على وجوب أن يكون quot;هناك نقطة ارتكاز أساسية للعرب تتحدث عن مصالحهم التي لا يمكن التهاون بهاquot;.
وأشار عريقات إلى أن quot;روسيا والولايات المتحدة الأميركية لا تستطيعان أن تكونا عربا أكثر من العربquot;، وقال quot;علينا أن نوحد جهودنا وأن نتمسك بالسلام الشامل مقابل الانسحاب الكاملquot;.
وتابع quot;نسعى للسلام ولن يكون بأي ثمن، يجب أن يكون ثمن السلام هو الانسحاب الاسرائيلي إلى خط الرابع من حزيران/يونيو وإقامة دولة فلسطينية وحل قضايا الوضع النهائي استنادا إلى قرارات الشرعية الدوليةquot;.
وبشأن المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، قال عريقات quot;بعد ساعة كاملة من إملاء الشروط علينا قال نتنياهو تعالوا لنتفاوضquot;، واصفا المفاوضات بأنها quot;أخذ وعطاء وما قام به نتنياهو هو أخذ وإملاء.. فهو يقول لا لحل الدولتين ولا لوقف الاستيطان ولا لمبادرة السلام ولا حتى لرؤية الرئيس أوباما حول السلام في الشرق الأوسط وبالتالي الخطر على المنطقة يكمن في استمرار الأوضاع على ماهي عليهquot;.
وشدد على ضرورة أن quot;نضطلع بمسؤولياتنا بشكل مصلحي وإسرائيل تحاول تصدير الأزمات وتحاول أن توحي بأن الخطر يأتي من إيرانquot;.
وفي هذا السياق، أكد أن إيران quot;ليست خطراًquot;، موضحاً quot;نتفق أو نختلف مع إيران ولكن المطلوب هو إنجاح الحوار بين أميركا وإيران لتجنيب المنطقة أي صراعات جديدةquot;.
وبشأن الحوار الفلسطيني الفلسيطيني، قال عريقات إن quot;الأشقاء في مصر يبذلون جهوداً جبارة وسيكون في شهر تموز/يوليو لقاءا حاسماً ونحن نبذل كل جهد ممكن لإنهاء الانقسام والاحتلال وإقامة حكومة وحدة وطنية دون المساس بالفصائلquot;، معتبراً quot;إن لم يساعد أنفسنا فلن يساعدنا أحدquot;.
وأضاف quot;هناك مصلحة عليا وهذا ما تحدث به الرئيس أبو مازن وأعلن تأييده التام للجهود المصريةquot;.
ونفى أن تكون زيارة عباس إلى دمشق بهدف لقاء الفصائل، موضحاً أن quot;هذه الزيارة لا يوجد على برنامجها لقاءات فلسطينية فلسطينية، هناك لقاءات معمقة جرت مع الرئيس الأسد ومع المسؤولين السوريين حتى نتمكن من وضع تصور مشترك وغداً سيغادر الرئيس أبو مازن إلى جدة للقاء خادم الحرمين الشريفين(الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز) وكذلك لقاء الرئيس المصري (حسني مبارك في القاهرة) والملك الأردني عبد الله الثانيquot; في عمان.
وكان الأسد بحث مع عباس منتصف أيار/مايو الماضي الوضع الفلسطيني والحوار بين الفصائل، وأكد على نبذ الخلاف وتحقيق المصالحة الفلسطينية باعتبارها أساساً لا غنى عنه للدفاع عن الحقوق الفلسطينية المشروعة، مشدداً على العمل من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح جميع المعابر.