خلال مؤتمر صحافي مشترك وتوقيع خمس اتفاقيات للتعاون الثنائي
مبارك وميدفيديف يوقعان اتفاقية الشراكة الإستراتيجية بين بلديهما
نبيل شرف الدين من القاهرة : في ختام اجتماع القمة المصرية ـ الروسية التي شهدت توقيع اتفاقية للشراكة الإستراتيجية بين القاهرة وموسكو، عقد الرئيسان المصري حسني مبارك والروسي ديمتري ميدفيديف، مؤتمراً صحافياً مشتركاً أكد خلاله مبارك مجددا مساندة مصر لعقد المؤتمر الدولي المقترح في موسكو لدفع جهود السلام في الشرق الأوسط، ودعم مصر لكل ما يسهم في تحقيق السلام العادل والشامل بالمنطقة، كما أكد أهمية استمرار دور الإتحاد الروسي في إطار (الرباعية الدولية) وخارجه في هذا الشأن . أما الرئيس الروسي فقد كشف عن التباحث بشأن إنشاء منطقة للتجارة الحرة بين البلدين وإنشاء المنطقة التخصصية الاقتصادية الروسية في مدينة quot;برج العربquot; المصرية، وأعرب عن اعتقاده بأن هذين الموضوعين من الأهمية بالنسبة للجانبين رغم الانخفاض الملاحظ في التجارة العالمية .

أما في ما يتصل بالعلاقات الثنائية فقد أوضح الرئيس المصري حسني مبارك أنه وقع مع الرئيس ميدفيديف اتفاقية لترفيع هذه العلاقات لمستوى الشراكة الإستراتيجية في خطوة تعكس الحرص المشترك على تعزيز التشاور والتنسيق على المستوى السياسي، ودعم التعاون القائم بين البلدين في مجالات الاقتصاد والاستثمار والتجارة والطاقة . وغيرها من المجالات .

وأوضح مبارك أن المشاورات المغلقة والموسعة مع الرئيس الروسي تناولت الوضع الإقليمي مع التركيز على قضية السلام، بالإضافة لسبل تحقيق المزيد من دعم العلاقات الثنائية والتعاون القائم بين البلدين في شتى المجالات، مؤكدا تلاقي وجهات نظر الجانبين ومواقفهما حول القضايا ذات الاهتمام المشترك

وأضاف مبارك أن المباحثات تناولت أيضا الوضع الدولي الراهن وقضايا أمن إمدادات الطاقة، وتداعيات الأزمة الحالية للاقتصاد العالمي ، وسبل إصلاح النظام الاقتصادي والتجاري الدولي الراهن، وإصلاح مؤسسات التمويل الدولية القائمة، وتم الاتفاق على مواصلة التشاور حول هذه القضايا خلال مشاركة الدولتين في قمة مجموعة الثمانية في إيطاليا الشهر المقبل .
تفاصيل المؤتمر
وفي معرض رده على سؤال حول الدور الروسي في عملية السلام، قال الرئيس المصري مبارك : quot;إن روسيا من الدول العظمى، ولها تأثيرها في القضايا العالمية كافة، وهي على علاقة بقضية الشرق الأوسط منذ أن بدأت القضية ، موضحا انه quot;من هذا المنطلق نهتم كثيرا بالمشاركة الروسية في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمامquot; .

ومضى مبارك قائلاً quot;إننا رحبنا بعقد قمة في موسكو وأيضا على المستوى الوزاري، وان كانت دولة غير روسيا طالبت بعقد المؤتمر فكنا سنعيد التفكيرquot;، مؤكدا أن مصر تؤيد أي جهود تقوم بها موسكو في عملية السلام بالمنطقة .
وقال الرئيس مبارك quot;إننا لا نستطيع القول أن قضية السلام تحل بقوة واحدة، ولكن يجب أن تشترك جميع القوي سواء أميركا وروسيا والقوي المحبة للسلام ، هذا ما يساعد على حل القضية الفلسطينيةquot; .

من جانبه، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه جرى التوقيع على معاهدة الشراكة الإستراتيجية بين روسيا ومصر، لافتاً إلى أن هذه الشراكة هي التي تحدد الأهداف طويلة الأمد في الجهود المشتركة بين البلدين، وأشار إلى أن المباحثات التي أجراها مع مبارك أكدت تقارب وتطابق مواقف البلدين حول جملة واسعة من القضايا الخاصة بالتعاون الثنائي، فضلا عن مختلف قضايا المنطقة والعالم .

وأكد ميدفيديف أن موسكو والقاهرة قطعتا خلال السنوات الماضية خطوات هامة في ما يتعلق بالتعاون التجاري والاقتصادي حيث تضاعفت بين البلدين إلى نحو خمسة أضعاف خلال الخمس سنوات الماضية حيث بلغ في العام الماضي 5ر4 مليار دولار أميركي .

وأضاف ميدفيديف أن ثمة أفاقا مشجعة للاستمرار في هذا النهج، والتعاون في مجال الصناعة والطاقة، بما فيها الطاقة النووية، ومجال المواصلات أيضا، معربا عن استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع مصر في شتى المجالات التكنولوجية المتقدمة واستخدام الأقمار الصناعية والصناعات المرتبطة بهذا المجال

وأوضح الرئيس الروسي أنه في الوقت الراهن يتخذ الجانبان بعض الخطوات والمحاولات الرامية إلى استئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط، أما عن الجهود المبذولة حاليا لاستئناف العملية التفاوضية في المنطقة، فقال ميدفيديف إن القرارات والمبادئ المعترف بها من قبل الجميع التي يجب مراعاتها عند أي جهود هدفها الوصول للسلام في الشرق الأوسط وأهمها مبدأ حل الدولتين بالإضافة إلى إيقاف الاستيطان الإسرائيلي .

وفضلاً عن مناقشة تطورات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، وحزمة من القضايا السياسية الإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين القاهرة وموسكو، فإن الرئيس الروسي سيناقش خلال الزيارة مع نظيره المصري حسني مبارك عدة قضايا اقتصادية، كما شهد مبارك وميدفيديف مراسم التوقيع على خمس اتفاقيات للتعاون في مجالات حماية البيئةrlm;,rlm; والتعاون الإعلامي ومكافحة المخدراتrlm;rlm; والعدلrlm;rlm; والتعاون بين الهيئة القومية للوثائق والأرشيف الوطني الروسي والإذاعة والتليفزيونrlm; .