واشنطن: كشف مسؤولون رفيعون في الإدارة الأميركية لـCNN، أن الرئيس، باراك أوباما، قرر إعادة السفير الأميركي إلى سوريا، في مؤشر على تغير جذري في العلاقات بين واشنطن ودمشق. وقال مصدر مسؤول للشبكة مساء الثلاثاء: quot;مصالحنا تقتضي وجود سفير في سوريا.. تزايد الحوار بيننا.. ونحن بحاجة لشخص هناك لمواصلته.quot;

ولفت المصدر إلى أن القرار لا يرتبط إطلاقاً بأزمة الانتخابات في إيران، إلا أن إدارة أوباما ترى في الحوار مع النظام السوري وسيلة محتملة لإضعاف التحالف الإستراتيجي بين سوريا والجمهورية. وذكرت المصادر أن اختيار أوباما لم يقع على السفير المقبل، الذي سيجري التشاور بشأنه مع الحكومة السورية قبيل تسميته وتأكيد تعيينه رسمياً.

ومن جانبه نفى السفير السوري لدى الولايات المتحدة، عماد مصطفى، إخطار الولايات المتحدة لبلاده رسمياً بقرار إعادة السفير. وقال إن الخطوة، وفي حال ثبوتها، ستعكس رغبة الولايات المتحدة الصادقة في تصحيح سياسات الإدارة الرئيس السابق، جورج بوش، والحوار مع سوريا.

وكانت السفارة الامريكية قد سحبت سفيرها من سوريا قبيل أربعة أعوام احتجاجاً على اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق، رفيق الحريري. وتتهم الإدارة الأميركية سوريا بالضلوع في الانفجار الذي أودى بالحريري وخلف 22قتيلاً آخراً، ورغم نفي دمشق للمزاعم إلا أن التحقيقات التي تجريها الأمم المتحدة وجدت مؤشرات على تورط سوري.

ومع بدء التحضير لإعادة السفير الأميركي إلى سوريا، قام نائب مساعد وزيرة الخارجية للأمن الدبلوماسي، أريك بوسويل، بزيارة مؤخراً إلى هناك للإطلاع على الإجراءات الأمنية، ويتوقع أن تبني الولايات المتحدة سفارة جديدة لها في دمشق.

وجاء القرار بعد جولة قام بها الموفد الأميركي للشرق الأوسط، جورج ميتشيل، الأسبوع قبل أسبوعين التقى خلالها بالرئيس السوري، بشار الأسد، وعدداً من المسؤوليين السوريين، في ختام جولة بالشرق الأوسط لتحريك عملية السلام في المنطقة.

وأدرجت زيارة أرفع مسؤول أميركي يزور سوريا منذ 2005، في إطار سياسة التقارب التي تنتهجها إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، منذ توليه السلطة في يناير/كانون الثاني الماضي. وتسعى الولايات المتحدة إلى فتح حوار مع كل من سوريا وإيران، دولتان ترى أنهما أساسيتان للتوصل إلى اتفاق شامل للسلام في الشرق الأوسط.