خطيب الإيرانية ندا سلطاني يتهم quot; الباسيج quot; بقتلها

خطيب الإيرانية ندا سلطاني يتهم quot; الباسيج quot; بقتلها

طهران: تناقلت وسائل الإعلام العالمية لقطة فيديو نشرت على مواقع الإنترنت لشابة إيرانية أصيبت خلال التظاهرات المناوئة للحكومة الإيرانية، ولنتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران، والتي ما لبثت أن فارقت الحياة. لقد ظهرت هذه الفتاة وأصبحت محط تركيز واهتمام بارزين في غضون ساعات قليلة على بث quot;لقطات فيديو مأساويةquot; توثق لحظاتها الأخيرة قبل وفاتها السبت الماضي، بواسطة رصاصة مسدس أصابتها في صدرها.

ورغم أن هذه الشابة، البالغة من العمر 26 عاماً، واسمها ندا آغا سلطاني، قد فارقت الحياة، إلا أنها أصبحت quot;رمزاً حياًquot; للمعارضة وquot;شهيدةquot; غير عادية. فوفقاً لما قاله أحد المقربين منها فقد كانت فتاة تحب الحياة بطرق وأساليب مختلفة، لكن كان في داخلها شيء ما دفع أصدقاءها للتوقع بأنها ستصبح quot;شهيدةquot;.

الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قال في واشنطن الثلاثاء، عن وفاة الفتاة التي أصبحت تعرف باسم quot;نداquot;، وتعني بالفارسية النداء الإلهيquot;: quot;إنه لأمر يفطر القلب.. وأعتقد أن أي شخص يشاهد اللقطات سيعرف أن هناك أمراً غير عادل بشأن ما حدث.quot; ومنذ السبت، سعت الحكومة الإيرانية لتقليل أثر وفاتها إلى حدوده الدنيا، غير أن أحد أصدقائها وصفها في محاولة لـquot;بعث الحياة فيهاquot; ووضع الأمور في نصابها، رغم أن الغموض يظل يحيط بـquot;الشهيدة نداquot;، التي ربما يمكن أن نطلق عليها لقب quot;جان دارك الإيرانية.quot;

وفيما يلي بعض المعلومات عن شخصية ندا، ولحظة مقتلها، والتي جمعت من مصدر واحد على الأقل:

- ندا هي المولودة الثانية بين ثلاثة أبناء لأسرة من الطبقة الوسطى، وتعيش في حي بطهران يقطنه أناس من الطبقة ذاتها.

- يقول أصدقاؤها إنها كانت تتمتع بشخصية محببة ومرحة إلى جانب كونها تحمل آراء إيجابية، رغم أنها درست الفلسفة والدين بجامعة آزاد الإسلامية، ويصفونها بأنها كانت شخصية quot;روحانيةquot; أكثر منها quot;مؤمنة.quot;

- وكانت ندا فتاة تعشق الموسيقى، وبدأت تتعلم العزف على آلة الكمان، لكنها توقفت، واشترت بيانو، كي تتعلم العزف عليه.

- وتعشق ندا كذلك السفر والرحلات، وقامت بزيارة تركيا، مع رحلة جماعية، قبل ثلاثة شهور.

- سياسياً، تؤمن ندا بحقوق الإنسان، وهذا لربما يفسر سبب مشاركتها بالمظاهرات المناوئة للحكومة الإيرانية في طهران بعد ظهر السبت الماضي.

- كانت ندا ترتدي قبعة بايسبول فوق غطاء الرأس، وقميصا أسود وبنطال من الجينز وحذاء رياضياً وقت مقتلها.

- في ذلك الوقت، كانت ندا في سيارة quot;بيجو 206quot; قديمة، وعلقت في زحمة المرور، فخرجت من السيارة برفقة رجل، هو أستاذ الموسيقى والفلسفة، بالقرب من المظاهرة المعارضة للحكومة.

- ولم يبدو أن ندا كانت تشارك في المظاهرة، غير أن لقطات الفيديو تكشف أنها سقطت على الأرض فجأة إثر إصابتها برصاصة في صدرها، وتجمع حولها عدد من الرجال، وحاولوا إنعاشها ووقف نزيفها.. ويسمع صوت يقول: quot;لقد أصيبت بعيار ناري.. ليأت أحدكم ويأخذها!quot;

- وبدأت عينا ندا تميلان.. وجسدها يهبط ويفقد قوته.

- ثم بدأ الدم يسيل من فمها وأنفها.. وبعد لحظات شوهد دم كثيف يغطي وجهها.

- وسمع صوت معلمها ينادي.. quot;ندا.. لا تخافي.. لا تخافي.quot;

- كما سمع صوت رجل آخر يصب اللعنات، ثم بدأ يبكي ويصرخ: quot;ليأت أحدكم ويأخذها إلى سيارتها وينقلها.quot;

- ونقلت ندا إلى أقرب مستشفى.. حيث توفيت.. وفي اليوم نفسه دفنت في quot;بهشت زهرةquot;، وهي أكبر مقبرة في المدينة.

- إحدى صديقاتها قالت إنه تم إخراج جثمانها من المستشفى بسرعة.. ما يعني إقراراً رسميا بأن عناصر حكومية كانت وراء مقتلها.

- ومنذ موتها أو quot;استشهادهاquot; مُنعت أي مظاهر حزن عامة على ندا، وفقاً لما قالته صديقتها.

- كما منعت أسرتها من تعليق أي راية سوداء خارج المنزل، تعبيراً عن الحزن عليها.

- ومع ذلك فالتأثير الذي خلفه مقتل ندا ربما لن يزول سريعاً، فالأيام السبعة الأولى من الوفاة.. وذكرى الأربعين عادة من تلقي بظلالها على أقارب وأصدقاء الميت أو القتيل.

- وأخيرا، قد تكون ندا قتلت، ولكنها تعيش في المظاهرات التي تنظم في شوارع إيران والعالم باسره.