بيان إنشائي يجدد المطالب العربية ويدعو واشنطن لإعلان خطتها
وزراء الخارجية العرب رحبوا بنهج أوباما ورفضوا خطاب نتنياهو

نبيل شرف الدين من القاهرة: خلال اجتماعهم الاستثنائي يوم الأربعاء في القاهرة ناقش وزراء الخارجية العرب سبل التعامل خلال المرحلة المقبلة مع الخطاب السياسي الأميركي الجديد الذي طرحه الرئيس باراك أوباما في جامعة القاهرة مؤخراً، والطرح الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه في جامعة quot; بار ايلان quot;. وفي ختام الاجتماع تلا عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية بياناً في مؤتمر صحافي أوضح فيه ما خلص إليه الوزراء العرب من مواقف سياسية. وبحث الوزراء العرب أيضاً عدداً من القضايا الملحة ذات الصلة بالشأن الفلسطيني منها الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وجدار الفصل، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وفك الحصار عن قطاع غزة، وإزالة الحواجز في الضفة الغربية.

ورحب الوزراء العرب بما تضمنه خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ألقاه من القاهرة في الرابع من حزيران (يونيو) الجاري، من عناصر ايجابية لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع العالمين العربي والإسلامي، وكذلك التزام الإدارة الأميركية بالسعي نحو تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة على أساس حل الدولتين وانخراطها في هذا الجهد فور توليها المسؤولية.
وأكد الوزراء في بيانهم استعداد الجانب العربي التعامل بايجابية مع طرح الرئيس أوباما لتسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، واتخاذ ما يلزم من خطوات لدعم التحرك الأميركي في هذا الاتجاه على أساس تحقيق السلام الشامل وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

ووفقاً لعمرو موسى فقد تداول وزراء الخارجية في المواقف التي تصدر عن الحكومة الإسرائيلية، والتي وصفوها بأنها تتعارض وقواعد الشرعية الدولية والتوافق الدولي على أسس تسوية الصراع العربي ـ الإسرائيلي بشكل سلمي. وشارك في الاجتماع الاستثنائي عشرة فقط من وزراء الخارجية العرب وهو ما يعد تمثيلا متواضعا، مع أن التحركات العربية الراهنة تسعى إلى محاولة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط من حيث توقفت، للتوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، وهي التسوية التي وصفها موسى بأنها تراوح مكانها منذ مؤتمر مدريد عام 1991.

العرب وخطة أوباما

وأعرب الوزراء العرب في بيانهم عن التطلع إلى الإعلان عن الخطة الأميركية للسلام على كافة المسارات ضمن أطر زمنية محددة وآليات مناسبة للإشراف على عملية تنفيذ ومراقبة مدى تقيد الأطراف المعنية بالتزاماتها إزاء جهود تحقيق السلام في المنطقة. وشدد الوزراء العرب في بيانهم على أن السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي والانسحاب من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة حتى خط الرابع من يونيو 1967 بما في ذلك الجولان السوري، وما تبقى من أراض محتلة في جنوب لبنان وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتوصل إلى حل عادل متفق عليه لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، ورفض كافة أشكال التوطين بما يضمن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.

وطلب الوزراء لجنة مبادرة السلام العربية القيام ببحث الخطوات التي يمكن اتخاذها إذا ما تجاوبت إسرائيل مع الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام في المنطقة وكذلك الخطوات التي يمكن اتخاذها إذا ما استمرت إسرائيل في تعنتها ومماطلتها على أن ترفع النتائج للعرض على مجلس الجامعة العربية.

ويتمثل التحرك العربي الراهن في محاولة إحياء عملية السلام في الشرق الأوسط من حيث توقف دون إبطاء مع تسوية سلمية عادلة للقضية الفلسطينية، التي وصفها موسى بأنها لم تراوح مكانها منذ مؤتمر مدريد عام 1991، في ظل الإصرار الإسرائيلي على التوسع في بناء المستوطنات رافضة تجميدها رغم أن الرئيس الأميركي أوباما ركز في خطابه في جامعة القاهرة على تجميد بناء المستوطنات، باعتباره المدخل الصحيح الذي يضمن تحريك عملية السلام في الاتجاه الصحيح ويكسبها ثقة جميع الأطراف. وتتصدر مبادرة السلام العربية أولويات التحرك العربي التي تطرق إليها الاجتماع الاستثنائي لوزراء الخارجية العرب، باعتبارها أحد أهم الأسس العملية لإنهاء الصراع العربي ـ الإسرائيلي.