لندن: الشؤون الإشيرانية واللبنانية، والى حد اقل، العراقية، كانت هي العناصر الأساسية التي حظيت بتغطيات متفاوتة في الصحف البريطانية الرئيسية، بنسختيها الورقية والالكترونية. فقد اوردت تلك الصحف تغطيات خبرية مقتضبة حول التفجير الذي اودى بحياة العشرات في مدينة الصدر ببغداد، مع اقتراب انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية.

الا ان الغارديان، وفي الشأن اللبناني، خصصت مساحة لا بأس بها لتغطية آخر تطورات تشكيل الحكومة، والذي ابتدأته الصحيفة بعنوان يقول: الحريري يستعد لتولي رئاسة الحكومة اللبنانية. وتقول ان الحريري الابن، زعيم الاغلبية البرلمانية ورئيس تيار المستقبل المدعوم من الغرب، بات قريبا من تسلم هذا المنصب عقب محادثات نادرة اجراها مع زعيم حزب الله اللبناني حسين نصر، وزعيم المعارضة اللبنانية، بهدف جسر الهوة بين الطرفين، والبحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

وتشير الصحيفة الى انه على الرغم من قدرة الحريري، الذي يتزعم اغلبية من 71 نائبا في البرلمان اللبناني، على تولي المنصب بحكم هذه الاغلبية، الا انه مد جسور الاتصال مع خصومه السياسيين من حزب الله وغيره في تحالف الثامن من آذار (مارس) لضمان الانتقال السلس للحكومة التي ستتشكل.

مؤامرة مزعومة

اما التغطية التي حظيت باكبر مساحة في اهتمامات الشرق الاوسط فكانت الشأن الايراني، وفيه خرجت الغارديان بعنوان يقول: المعارضة الايرانية تزعم وجود مؤامرة لتوريط مير حسين موسوي. وتقول الصحيفة ان اصلاحيين ايرانيين معتقلين تعرضوا للتعذيب في محاولة من السلطات لارغامهم على الخروج على شاشات التلفزيون والادلاء quot;باعترافاتquot; حول وجود مؤامرة تقودها اياد اجنبية ضد نظام الحكم الاسلامي في البلاد، في وقت اقفل فيه مجلس صيانة الدستور في ايران الباب امام اي محاولة لاعادة الانتخابات في البلاد.

وتنقل الصحيفة عن مواقع الكترونية للمعارضة قولها ان تلك quot;الاعترافاتquot; تهدف الى توريط مير حسين موسوي ومهدي كروبي، قطبي المعارضة الرافضيّن لنتيجة الانتخابات، في مؤامرة مزعومة.

وتنسب الصحيفة الى تلك المواقع قولها ان مصطفى تاج زاده، وعبد الله ومحسن امين زاده، وثلاثتهم من مؤيدي موسوي، تعرضوا الى جلسات quot;استجواب مكثفةquot; في سجن ايفين بطهران، منذ الاعلان عن فوز محمود احمدي نجاد بتلك الانتخابات، وهي النتيجة محل الجدل والخلاف.

وتقول تلك المواقع ان هؤلاء كانوا ضمن مئات الناشطين والاكاديميين والصحفيين والطلاب الذين اعتقلوا اثر حملة القمع الوحشية التي شهدتها شوارع طهران والمدن الايرانية الاخرى عقب الانتخابات.

وتنقل تلك المواقع عن معتقلين قولهم انهم سمعوا اثناء اعتقالهم اصوات صراخ تاج زاده ورمضان زاده خلال اعتقالهم في قسم 209 بسجن ايفين، وهو القسم المخصص للسجناء السياسيين، والذي تديره وزارة الاستخبارات ذات الاتجاه المتشدد، وسُمعت اصواتهم وهم يقولون: quot;نرفض اجراء مقابلاتquot; في اشارة الى الظهور على شاشات التلفزيون.

وتقول الغارديان ان منظمة العفو الدولية تؤكد ان تلك المعلومات جاءت من quot;مصادر موثوقة جداquot;.

quot;المؤامرة الشيطانيةquot;

صحيفة الاندنبندنت تقول ان موسوي ما زال يرفض التراجع عن موقفه الذي وضعه في حالة تصادم وتحد امام المرشد العام للثورة الايرانية علي خامنئي، ويعلن ان quot;علينا ان نواجه هذه المؤامرة الشيطانية من خلال سلوكنا وتعبيرناquot;.

وتشير الصحيفة الى ان التحدي الجديد الذي اعلنه موسوي جاء بعد يوم واحد من مطالبة خامنئي المحتجين التوقف عن احتجاجاتهم، التي تسببت، حسب ارقام الحكومة، في مقتل 17 متظاهرا وعشرة من قوات الباسيج، التي اشتهرت بقمعها الوحشي للمتظاهرين.

ومن زواية اخرى تماما نطالع في الغارديان موضوعا تحت عنوان: صنع في ايران، وهو مرفق بصورة لحسناء ايرانية بمكياج ثقيل وشعر اشقر فاتح جدا، واحمر شفاه فاقع، وملفوفة الرأس بشال رقيق وانيق. انها صورة نموذجية رسمتها الفنانة الايرانية سيمين كيراماتي، وعرضت ضمن معرض للفن الايراني لمجموعة من الفنانين الذي يعيشون في طهران. وتقول الصحيفة ان الفنانة تحاول عرض صورة قوية للمرأة الايرانية في شخصيتها وهويتها، خصوصا وان اسم العمل الفني كان quot;لوحة حربquot;.

ومن الفن والمرأة الايرانية تعود الغارديان الى معالجة الشأن الايراني لكن من خلال محرك البحث جوجل، اذ تنقل عن اريك شمدت رئيس شركة جوجل قوله ان يأمل في ان تسهم لقطات الفيديو التي يعرضها الهواة في موقع quot;يوتوبquot; في منح الناس فرصة للوقوف على جانب مما يحدث في ايران، خصوصا مع الرقابة التي تفرضها السلطات الحكومية على تدفق المعلومات.

ويقول شمدت، الذي كان يتحدث من مهرجان كان الدولي للدعاية والاعلان، ان جوجل وشركات مشابهة تحاول دائما نصح حكومات مثل ايران ان محاولاتها لحجب المعلومات عن طريق التلفزيون او الانترنت او الراديو او الهواتف المحمولة ستكون فاشلة وغير مجدية لعزل شعوبها.

هرب من الديون

ومن ايران الى دبي حيث نقرأ في صحيفة الديلي تلغراف عنوانا يقول: مستثمر بريطاني يهرب من الازمة المالية في دبي ويترك وراءه ديون بذمته تبلغ مئات الآلاف من الدولارات. هذا المستثمر هو سيمون فورد، الذي اسس شركة للهدايا ازدهرت خلال فترة الازدهار الاقتصادي في الامارات، لكنه اضطر الى الهرب فرارا من دائنيه او التعرض الى قوانين الافلاس المتشددة.

وتقول الصحيفة ان فورد هو واحد من آلاف المستثمرين البريطانيين وغيرهم من الاجانب في الامارات الذي خسروا استثمارتهم او وظائفهم في اسوأ ازمة مالية تمر بها الامارات منذ تأسيسها قبل نحو 40 عاما.

ويقدر احد البنوك ان سكان دبي، البالغ عددهم حاليا قرابة 1,4 مليون نسمة، قد ينخفضون بنحو خمس عددهم الحالي، اذ تبلغ نسبة الاجانب من السكان نحو 85 في المئة.
ويخشى المسؤولون ان تبدأ الوجبة الجديدة من المهاجرين خارج الامارات بعد انتهاء الفصل الدراسي الحالي، وبدء العطلة المدرسية الصيفية، بعد ان سبقتها وجبة المهنيين الاقل عمرا والتي بدأت منذ فترة. هذا المستثمر البريطاني لم يفته ان يكتب رسالة الى مدينة دبي يأسف فيها لفراره بسبب عجزه عن سداد ديونه.