وكان خادم الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري حسني مبارك قد التقيا في مدينة جدة مطلع الاسبوع الجاري ثم التقيا ثانية بعد يومين في مدينة شرم الشيخ المصرية في قمة ضمت ايضا العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى ال خليفة تزامنت مع استمرار جولة جديدة من الحوار الفلسطيني برعاية مصرية. واكد ال زلفة ان من شان مثل هذه اللقاءات المتقاربة بين الجانبين السعودي والمصري الدفع بالحوار الفلسطيني قدما الى الامام ومساعدة الفلسطينيين على انهاء حالة التشرذم والانقسام والتي القت بظلالها السالبة على المنطقة وتوشك على اهدار حقوقهم المشروعة واضعاف قضيتهم العادلة في التحرر من الاحتلال واقامة دولتهم المستقلة.
وراى ان هذه القمم المتسارعة التي يشارك فيها اهم قطبين في العالم العربي متمثلين في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس المصري محمد حسني مبارك الى جانب بقية الزعماء العرب والخليجيين تجسد الحرص الجماعي على معالجة قضايا الامة العربية دون تدخل من الخارج سيما وان المؤشرات توحي بهذا التدخل في العراق ولبنان وغيرهما.
وقال quot;ان العرب الان على ابواب صحوة للمصالحة لمعالجة قضاياهم بانفسهم بعيدا عن المراهنة على مساعدات من قوى اقليمية او دوليةquot; معتبرا المتغيرات في الساحة العالمية تحتم على القادة العرب تجاوز الخلافات والعمل باتجاه التكامل والوحدة والا اصبحت المنطقة برمتها فريسة لاطماع الاعداء المتربصين لزعزعة امنها واستقرارها. واضاف quot;ان الساحة العربية تشهد حاليا متغيرات كبيرة سواء علي صعيد الاستقرار في لبنان بعد الانتخابات الاخيرة او على صعيد العراق الذي يمر بمرحلة جديدة اثر انسحاب القوات الأميركية من المدن العراقية فضلا عن الاوضاع في السودان والصومال وغيرها من الدول العربية التي تنذر بالتحول إلى بؤر صراع ما لم يكن هناك جهد عربي موحد لاحتواء هذه المشاكل لتفويت الفرصة على اي تدخل خارجي.
ولم يغفل عضو مجلس الشورى السعودي الاشارة الى مدلولات الزيارة التي قام بها مستشار خادم الحرمين الشريفين الامير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز الى دمشق خلال الاسبوع الجاري كترجمة عملية على رغبة القيادة السعودية للمضي قدما في مشروع المصالحة واعادة سوريا للعب دورها الفاعل ضمن المنظومة العربية. واشار في هذا الصدد الى ان هناك قوى اقليمية من مصلحتها استمرار حالة الانقسام والخلافات في العالم العربي بل وتعمل على تغذيتها من خلال تبنيها دعم المنظمات سواء في لبنان او فلسطين لصرف الانظار عن مشاكلها الداخلية ولتحقيق اهدافها الاستراتيجية و اطماعها التوسعية في المنطقة.
من جانبه اعتبر العضو السابق بمجلس الشورى السعودي الدكتور علي الخضير تقارب لقاءات الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس مبارك تجسيدا لحرصهما على بحث سبل تحريك عملية السلام وخدمة القضية الفلسطينية واستثمار فرصة التوجه الجديد للادارة الأميركية برئاسة باراك اوباما للمصالحة مع العرب والمسلمين. واكد ان هذا التحرك المكثف من جانب القيادتين السعودية ومصر ياتي امتداد لادراكهما باهمية دورهما كثقل سياسي واقتصادي في معالجة قضايا الامتين العربية والاسلامية لا سيما في ظل المتغيرات التي تشهدها الساحة الاقليمية والدولية ومن ابرزها تولي ادارة أميركية جديدة تنشد السلام في المنطقة وانتخاب حكومة اسرائيلية اكثر تطرفا واستعداء للعرب والمسلمين.
واشار الى توفر الرغبة الحقيقية لدى السعودية ومصرفي تنقية الاجواء العربية واستكمال ما بدأ به في القمة العربية الاقتصادية التي عقدت بالكويت في يناير الماضي باتجاه تحقيق المصالحة العربية والتي بالتاكيد ستصب في مصلحة القضية الفلسطينية باعتبارها ما زالت تمثل قضية العرب المركزيةrlm;. وراى الخضير ان اي جهد عربي يتعلق بالقضية الفلسطينية يظل غير مكتملا ما لم يحظ بدعم ومساندة من قوة التنسيق المصري السعودي خاصة وان قيادتي البلدين يتمتعان باحترام وثقة كل الاوساط العربية والدولية ومشهود لهم بالحكمة والعقلانية في معالجة القضايا والخلافات.
وقال quot;لا شك ان لخادم الحرمين الشريفين سجل حافل مشرق في دعم القضية الفلسطينية ماديا وسياسيا على كافة المستويات الاقليمية والدوليةquot; مشيرا في هذا الصدد الى رعايته بنفسه مفاوضات بين الفصائل الفلسطينية اثمرت باتفاق المصالحة في مكة المكرمة فضلا عن اعلانه في قمة الكويت عن تبرعه لقطاع غزة بقيمة مليار دولار لرفع المعاناة عن سكانها بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على القطاع.
التعليقات