احتجاجات بعد مقتل مصرية داخل محكمة بألمانيا |
دبي: في الوقت الذي أعلنت فيه القاهرة أن جثمان المواطنة المصرية التي قُتلت أواخر الأسبوع الماضي في ألمانيا، على خلفية ارتدائها الحجاب، سوف يصل اليوم الأحد، تكشفت قضية quot;اضطهادquot; أخرى تعرضت لها طالبة دراسات عليا، من أصل مصري، في جامعة ولاية جورجيا الأميركية. وكشفت سلمى شلباية (25 عاماً)، عن أسباب إعفائها من العمل كمدرس زائر بمعهد دراسات الشرق الأوسط في الجامعة الأميركية، بعد تعرضها لـquot;إهاناتquot; من جانب إحدى المدرسات بالمعهد، متهمة إياها بالسخرية من زيها وبالتمييز ضدها، بسبب ارتدائها الحجاب.
وذكرت طالبة الدكتوراة أن أستاذة الاتصالات، ماري ستاكي، كانت تنتقد حجابها باستمرار، وتصفها بأنها شبيهة quot;بالسنجاب البريquot;، وسألتها في أكثر من مرة عما إذا كانت تُخفي قنابل تحت غطاء رأسها، مما دفعها إلى التقدم بشكوى لإدارة الجامعة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ورغم تجاوب الإدارة مع شكواها، واعتذار ستاكي منها عبر رسالة إلكترونية، إلا أن سرعان ما توالت المشاكل، بحيث تم إعفاء شلباية من عملها بالجامعة، بحجة أنها لا تستطيع أن تكون طالبة دكتوارة وأن تشغل هذا المنصب في الوقت ذاته، علماً بأنه لا يوجد قانون مكتوب ينص على هذا الأمر، بحسب ما ذكرت.
وكانت شلباية تخبر من يسألها عن سبب ارتداء الحجاب، بأنها quot;تتشبه بالسيدة مريم العذراء أم السيد المسيح، وذلك إكراماً للمرأةquot;، وفقاً لما ذكرت مشيرة إلى أنه تم أيضاً منعها من رئاسة فريق طلابي في رحلة دراسية لمصر، مما ترك جروحاً غائرة في نفسها.
وفي إطار تداعيات تلك الأزمة، تقدمت مديرة معهد الشرق الأوسط بالجامعة، دونا ستيوارت، باستقالتها الأسبوع الماضي، تضامناً مع تلميذتها شلباية، إذ اعتبرت أن ما جرى لها quot;غير منصفquot;، وأكدت أن إدارة الجامعة quot;لم تتعامل مع قضية الفتاة المحجبة بالشكل الملائم.quot;
وذكرت ستيوارت أن القضية ازدادت تعقيداً، مشيرة إلى إدارة الجامعة بدأت بعمل مضايقات للمعهد بعد حادثة شلباية، من بينها إلغاء برنامج دراسي لفرع البكالوريوس، بعد أن كانت قد وافقت عليه في وقت سابق، مما دفعها إلى الاستقالة.
وفي القاهرة، أعربت وزارة الخارجية عن quot;انزعاجها الشديدquot; للاعتداء الذي تعرضت له أسرة مصرية داخل إحدى المحاكم الألمانية، والذي أسفر عن مقتل الزوجة وإصابة زوجها بجروح خطيرة، كما كشفت أن جثمان القتيلة، التي أطلقت عليها وسائل الإعلام اسم quot; الحجابquot;، سيصل إلى القاهرة في وقت لاحق الأحد.
وأعلن مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين في الخارج، السفير أحمد رزق، أن جثمان المواطنة المصرية مروة الشربيني (33 عاماً)، التي قتلت طعناً في مدينة quot;دريسدنquot; الألمانية، على يد مواطن ألماني من أصل روسي، سوف يصل للقاهرة في الثامنة من مساء الأحد، على متن طائرة مصرية، برفقة شقيقها ونجلها البالغ من العمر ثلاث سنوات.
وقال المسؤول المصري، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط السبت، إن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، الذي يتابع تطورات هذا الحادث أولاً بأول، وجه القطاع القنصلي بالوزارة والسفير المصري في برلين، رمزي عز الدين، لمتابعة هذا الموضوع مع السلطات الألمانية والسفارة الألمانية بالقاهرة .
وأضاف مساعد وزير الخارجية أن السفارة المصرية ببرلين والسلطات الألمانية قامت باتخاذ كافة الإجراءات للعمل على سرعة نقل وعودة جثمان السيدة المصرية للقاهرة، مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي كلفت المستشار الثقافي المصري في برلين، لتكليف محامي لمتابعة القضية.
وأشار أحمد رزق إلى أنه quot;وعلى ما يبدو، وكما نشر في وسائل الإعلام الألمانية، فإن الجريمة ارتكبت على خلفية معاداة الأجانبquot;، موضحاً أن وزير العدل الألماني اتصل بالسفير المصري في برلين، حيث أعربا عن انزعاجهما الشديد لهذا الحادث. ولقيت الزوجة الشابة مصرعها نتيجة الاعتداء عليها بآلة حادة، من قبل مواطن ألماني، داخل قاعة محكمة quot;لاندس كريتشquot; في دريسدن، كما أُصيب زوجها علوي علي عكاز، المعيد بمعهد الهندسة الوراثية بجامعة المنوفية، بعدة طعنات وعيار ناري، أثناء محاولته إنقاذ زوجته.
وبدأت أحداث quot;الجريمةquot;، وفقاً لما جاء بصحيفة quot;الأخبارquot; المصرية، بمشادة كلامية بين الزوجة ومواطن ألماني، يُدعى أليكس (28 عاماً)، في حديقة للأطفال قبل عام، عندما طلبت منه أن يترك الأرجوحة لابنها الطفل، إلا أنه قام بسبها واتهامها بأنها quot;إرهابيةquot; بسبب ارتدائها الحجاب.
وذكرت الصحيفة في عددها الجمعة، أن quot;الجاني اعتاد التعرض للزوجة ونزع الحجاب عن رأسهاquot;، مما اضطرها إلى تقديم شكوى ضده، حيث قضت المحكمة أواخر العام الماضي، بتغريم المتهم، الذي استأنف الحكم، تربص بالسيدة المصرية داخل المحكمة، حيث أخرج سكيناً كان بحوزته وقام بطعنها عدة طعنات فأرداها قتيلة على الفور، كما وجه بعض الطعنات إلى زوجها وشخص آخر.
وحاول أفراد الشرطة التدخل لفض الاشتباك، من خلال إطلاق عدة أعيرة نارية، لكن إحداها أصابت الزوج الذي سقط مغشياً عليه، ويرقد حالياً في غرفة العناية المركزة بمستشفى جامعة دريسدن، ولم يعلم حتى اللحظة بوفاة زوجته. وكان علوي يقيم مع زوجته مروة وطفلهما مصطفى، البالغ من العمر ثلاث سنوات، في دريسدن منذ عام 2003، بعد حصوله على منحة شخصية لدراسة الهندسة الوراثية بمعهد quot;فاكس بلانكquot;، وكان من المقرر أن يناقش رسالة الدكتوراة بعد أيام.
التعليقات