فيينا: أعرب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي عن اعتقاده أن الدول العظمى الخمس التي تملك أكثر من 27 ألف رأس نووي، لم تلتزم بتعهداتها الواردة في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ولم تعمل بجد من أجل نزع السلاح النووي، بل أصرت بدلاً من ذلك، على اعتبار الاسلحة النووية بأنها تشكل ضرورة أساسية لضمان أمنها القومي.

وأكد البرادعي أن الدول العظمى الخمس، واصلت تحديث ترساناتها النووية، وهو ما يحرم تلك الدول من السلطة الأخلاقية اللازمة لاقناع الدول الأخرى بعدم السعي لامتلاك الأسلحة النووية، والتي ما تزال تعدّ مصدراً للقوة والنفوذ والردع، ووثيقة تأمين ضد أي هجوم خارجي.

ولكن البرادعي، وفي مقال وزعته الدائرة الإعلامية في الوكالة الذرية، استدرك بقوله ان quot;الرئيس الأميركي باراك أوباما، ضخّ قوة جديدة إلى جهود نزع السلاح النووي التي توقفت طوال عقد من الزمن، وألزم نفسه برؤية لعالم خالٍ من الأسلحة النووية، وأقرّ بوجود صلة بين عدم الانتشار النووي ونزع السلاح من قبل الدول الحائزة على تلك الأسلحةquot;. وأشار إلى أن الرئيس الأميركي الجديد تعهد كذلك بانعاش معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وقال quot;في الحقيقة ان نظام منع الانتشار النووي، والذي تُشكل معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية جزءاً بالغ الأهمية منه، أصبح الآن في حالة من الفوضى، وبات من السهل تحديد المشاكل الرئيسية التي أدت إلى مثل هذه الحالةquot;.

وضرب البرادعي مثلاُ بكوريا الشمالية التي انسحبت من معاهدة منع الانتشار ومن الوكالة الذرية وقال quot;لا يوجد ما يمنع أي دولة موقعة على المعاهدة من الانسحاب ببساطة بذريعة أن أحداثاً غير عادية باتت تهدد مصالحها العلياquot;. كما اعترف بعجز الوكالة الذرية بتنفيذ نظام منع الانتشار على نطاق عالمي، وأشار إلى أن الوكالة اصبحت تعاني من نقص فاضح في التمويل، وحين يتصل الأمر باتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت إحدى الدول تملك برنامجاً نووياً سرياً لتصنيع الأسلحة النووية، فإن مفتشي الوكالة كثيراً ما يجدون أيديهم مقيّدة، إما بسبب افتقارهم إلى السلطة القانونية اللازمة لمعاينة المرافق المطلوبة، أو لأن مختبرات الوكالة أصبحت قديمة ولا تتماشى مع التقنيات الحديثة.

كما اعترف البرادعي بفشل تطبيق ضوابط منع انتشار التكنولوجيا النووية الحساسة بسبب الجهود المعقدة والمتطورة التي تبذلها الشبكات السرية، كما فعلت شبكة العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان، مشيراً إلى أن الدول التي تملك برامج لانتاج الطاقة النووية تملك القدرة على تصنيع الأسلحة النووية في غضون أشهر إذا تغيرت مفاهيمها الأمنية، على سبيل المثال.

وبعدما أكد البرادعي أن المجتمع الدولي تحت قيادة مجلس الأمن كان في الكثير من الأحيان مشلولاً في مواجهة التحديات الاساسية التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، خلص إلى القول إن quot;المشاكل والتحديات لن تُحل بين ليلة وضحاها، فهناك الكثير من التحركات التي يمكن القيام بها بسرعة نسبياً، ولا سيما بعدما بدأت الولايات المتحدة وروسيا مفاوضات بشأن اجراء تخفيضات كبيرة لترسانتيهما النووية، واللتين تحتويان على أكثر من 27 ألف رأس نوويquot;.