إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: حول طبيعة وأجواء المنافسة شديدة السخونة التي يشهدها الآن إقليم كردستان بينما يتأهب لاستقبال الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستنطلق في الخامس والعشرين من شهر يوليو / تموز الجاري، تعد اليوم صحيفة quot;واشنطن بوستquot; الأميركية تقريرا ً لمراسلتها، ندا بكري، من السليمانية، وتحت عنوان quot;المتنافسون يواجهون معركة شرسة في انتخابات شمال العراق الكرديquot;، تستهل الصحيفة حديثها بالإشارة إلى تلك الاجتماعات التي يقوم بها المرشح على رئاسة الإقليم، هلو إبراهيم أحمد، مع أنصاره ومؤيديه. حيث يقوم بمغادرة منزله المكون من طابقين في شرق تلك المدينة الكردية، ثم يتوجه إلى مكتبه سيرا ً على الأقدام، حيث يكون الأنصار في انتظاره هناك. ثم يبدأ في التفاعل معهم بعد أن يُحيَّهم، ويبدأ في التأكيد لهم على أنه لا يسعى وراء المال أو السلطة، وإنما للعمل من أجلهم وإعانتهم على أخذ حقوقهم.

ثم انتقلت الصحيفة لتؤكد على أن موسم الحملات الانتخابية يسير الآن على قدم وساق في المنطقة الكردية المستقلة، وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية التي ستنطلق هناك يوم السبت المقبل. وتشير الصحيفة في الوقت ذاته إلى الأشخاص الذين تواجدوا في مكتب هلو مثلوا الأنصار الذي يعترف المرشح لرئاسة الإقليم أنهم قلة قليلة، لن تفيد الشخص الذي ينافس على منصب، هو نفسه يعترف بأنه منصب وهمي. وقالت الصحيفة أن هلو يخوض السباق الانتخابي على رئاسة الإقليم ضد رئيسه الحالي، مسعود بارزاني، الذي تم انتخابه رئيسا ً للإقليم عام 2005. ومن المعروف أن بارزاني صاحب الشخصية الواقعية الحذرة - ظل متواجدا ً على الساحة السياسية الكردية، وفي المنطقة، وباقي العراق، والوطن الكردي الحدودي - منذ خلافة والده كرئيس للحزب الديمقراطي الكردستاني منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

وترى الصحيفة أن ترشح هلو الشاق في تلك الانتخابات يبزغ في المنطقة التي يتم اعتبارها الأكثر ديمقراطية في العراق. ومع هذا، فإن العملية الديمقراطية هناك ليست بتلك الصورة في حقيقة الأمر، حيث يوجد في الإقليم حزبين رئيسيين، أولهما خاص ببارزاني وهو ( الحزب الديمقراطي الكردستاني ) والآخر هو الذي يتزعمه الرئيس العراقي جلال طالباني وهو ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) ndash; وهما الحزبان الذين يُضيّقا الخناق على المنطقة منذ عدة سنوات، ويقومان فيما بينهما بتقسيم السياسة، الرعاية، الاستثمارات، والصفقات التجارية. وتعقيبا ً له على هذا الأمر، صرح هلو مؤخرا ً بقوله :quot; لقد جاء ترشحي هذا ليربك هذه المعادلة. ورغم أنها كانت خطوة جيدة على طريق الديمقراطية، إلا أننا لا يمكن أن نطلق عليها ديمقراطية من خلال وجود مرشح واحد فقطquot;.

ثم تؤكد الصحيفة في محور آخر هام على أنه ورغم تراجع حظوظ المرشح هلو إبراهيم أحمد وأربعة منافسين آخرين في الفوز بتلك الانتخابات وكسر هيمنة واحتكار ( الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ) على السلطة في الإقليم ، إلا أن أنصارهم يرون أن تحقيق فوز انتخابي أمر يقل في الأهمية عما يمثله مرشحيهم: وهو ما يبذلونه من مجهودات لتمهيد الطريق لحياة جديدة أكثر إشراقا على الصعيدين السياسي والديمقراطي. وهو نفس ما تحظى به من أهمية خلفية حالة الاستياء العام المتزايدة من كلا الحزبين، في ظل وجود عدد كبير من الشكاوى بشأن الفساد، والمحسوبية، وارتفاع معدلات البطالة، وانخفاض الأجور، وهي ذات المشكلات التي يعاني منها أنصار الحزب وجماعات المعارضة على حد سواء.

وفي ذات السياق، تنقل الصحيفة عن مدرس متقاعد يدعى محمد محمود، قوله :quot; في عصر صدام، كان لدينا أمل في أن يتم الإطاحة بنظام صدام يوما ً ما. أما اليوم، فقد فقدنا الأمل. فهم نفس الأشخاص ونفس الوجوه التي تتناوب علينا مرارا ً وتكرارا ًquot;. أما الصحيفة من جانبها، فقد عاودت لتشير إلى أن الهيبة التي يحظى بها كلا الحزبين الرئيسيين سوف تطغي على عدم الخبرة السياسية للمرشحين الجدد. وأنه وعلى الرغم من الشكاوى، فإن كليهما يعتمد على ولاء عميق يمكنه أن يتجاوز حدود السياسة اليومية.