كييف: يرى نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أنه يتعين على أوكرانيا إصلاح ميدان الطاقة بشكل ملموس، من أجل تقليص تبعية كييف لموردي الطاقة الخارجيين، وفي كلمة ألقاها في كييف اليوم أمام ممثلي أوساط رجال الأعمال والسياسيين الأوكرانيين والأميركان، أعلن بايدن أن تحرر أوكرانيا اقتصاديا يتوقف بالمرتبة الأولى على الحرية في ميدان الطاقة. وأشار في غضون ذلك إلى أن أوكرانيا تمتلك احتياطيا هائلا من موارد الطاقة.

ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية (أونيان) عن نائب الرئيس الأميركي قوله إن quot;إصلاح قطاع الطاقة لديكم سيقلص تبعيتكم للموردين الخارجيينquot;، ويرى بايدن أن أوكرانيا تستهلك من الطاقة ثلاثة أضعاف متوسط ما تستهلكه بلدان الاتحاد الأوروبي. فقال نائب الرئيس الأميركي: quot;لو قلصتم حجوم الطاقة المستهلكة، ولواقتربتم من مواصفات الاتحاد الأوروبي من هذه الناحية، فإن هذا سيغير الوضعquot;.

وأكد جوزيف بايدن، نائب الرئيس الأميركي، في وقت سابق أن quot;إعادة إطلاق العلاقاتquot; بين الولايات المتحدة وروسيا لن يكون على حساب أوكرانيا. وشدد على أن الإدارة الأميركية مستمرة في دعم التوجهات الأوروبية والأطلسية لكييف، وقال بايدن في كلمة ألقاها أمام سياسيين ورجال أعمال من الولايات المتحدة وأوكرانيا في كييف اليوم، إنه في الوقت الذي تقوم فيه بلاده بإعادة إطلاق علاقاتها مع روسيا، quot;تؤكد دعمها لأوكرانيا المستقلةquot;، وأضاف أن أية دولة مستقلة يجب أن تحدد بنفسها سياستها الخارجية ومواقفها من حلفائها.

وكان بايدن قد صرح بأن الولايات المتحدة ستدعم سعي أوكرانيا للانضمام الى حلف شمال الأطلسي في حال ما أبدى الشعب الأوكراني رغبة في ذلك، وقال بايدن، في مؤتر صحافي في كييف يوم أمس: quot;لقد أعلن الرئيس أوباما وأنا كذلك أننا سندعمكم إذا رغبتم بان تصبحوا جزءا من التكامل الأوروأطلسيquot;. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تعترف بوجود أية مناطق نفوذ لدول كبرى، على حد تعبيره، وتابع بايدن مخاطبا الأوكرانيين: quot;لا يحق لأي أحد أن يفرض عليكم إرادته في اختيار الأحلاف التي تنضمون إليهاquot;.

تيموشينكو تصف لقاءها مع بايدن بالمفيد لأوكرانيا وأميركا

الى ذلك، ذكرت رئيسة الحكومة الأوكرانية يوليا تيموشينكو أن لقاءها مع نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن في كييف يوم أمس جرى بشكل بناء وكان مفيدا جدا للجانبين، وقالت تيموشينكو في حديث للصحافيين اليوم: quot;كان ذلك اللقاء مهما ومفيدا لأوكرانيا والولايات المتحدةquot;. وأضافت أنها راضية بالكامل عن لقائها مع بايدن الذي شهد مناقشة شؤون التعاون المستقبلي مع صندوق النقد الدولي، وبحث مشاكل قطاع الطاقة، وخاصة الطاقة الذرية.

وأعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية أنها بحثت مع بايدن كذلك جميع المسائل المتعلقة بقطاع الطاقة في أوكرانيا، بما في ذلك إيجاد بديل للوقود النووي (الروسي) المستخدم في المحطات الكهرذرية الأوكرانية، ومشاكل شبكة أنابيب نقل الغاز. وأكدت أن كل المسائل التي طرحت للنقاش تهدف الى تفعيل التعاون بين أوكرانيا والولايات المتحدة.

هذا وقد اختتم نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن زيارته لكييف حيث سيتوجه منها الى العاصمة الجورجية تبليسي اليوم.

وتشير نتائج مختلف استطلاعات الرأي العام في أوكرانيا الى أن أكثر من 50 بالمائة من المواطنين الأوكرانيين يعارضون انضمام بلادهم الى حلف الناتو. ويؤيد فكرة الانضمام الى الحلف التي تبناها الرئيس الحالي فيكتور يوشينكو والمقربون منه، أقل من ثلث المواطنين الأوكرانيين فقط. تجدر الإشارة الى أن روسيا تعارض توسيع حلف شمال الأطلسي شرقا واقترابه من الحدود الروسية ولذا تثير مسألة انضمام أوكرانيا وجورجيا إلى الحلف انتقادات من جانب الكرملين.

وكان السكرتير العام للناتو ياب دي هوب شيفر قد صرح في ختام قمة الحلف في بوخارست في مطلع أبريل 2008 بأن أوكرانيا وجورجيا ستحصلان في المستقبل على عضوية الناتو، وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية في بروكسل في أثناء القمة المذكورة الى أن إلى ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والبرتغال وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ تعارض ضم أوكرانيا وجورجيا إلى الخطة المذكورة تجنبا لإفساد العلاقات مع روسيا التي تعارض توسع الناتو شرقا.

وتعتبر روسيا اقتراب الآلة العسكرية للحلف من حدودها تهديدا مباشرا لأمنها الوطني. ويؤكد المسؤولون الروس أن هذا التوسع لا يعزز الشفافية والثقة في التعاون بين روسيا الحلف، ولا يساعد على التحول إلى نوعية جديدة في العلاقات. كما أن موسكو أعلنت مرارا أنها غير مقتنعة بالمبررات التي يقدمها حلف الناتو لتوسعه.