الياس توما من براغ : دعا الرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل اليوم حلف الناتو إلى فتح أبوابه أمام أوكرانيا وروسيا البيضاء غير أنه شدد على أن التوسيع اللاحق للحلف يجب أن لا يكون على حساب مقدراته العسكرية. ورأى أن حدود الحلف المستقبلية ليست بلا نهاية وإنما محددة جغرافيا معتبرا أن حدود الحلف المستقبلية يمكن أن تكون الحدود الاوكرانية ــ الروسية والحدود الروسية البيضاء مع روسيا لكن بعد انتهاء ما اسماه بالديكتاتورية في روسيا البيضاء وحالة الفوضى في أوكرانيا. أما بالنسبة لمستقبل أرمينيا وجورجيا وأذربيجان فرأى انه يمكن أن يتم خلف إطار امني جديد خاص بها في منطقة القوقاز .

وبالتوازي مع هذا الموقف رأى وزير الخارجية التشيكي كارل شفارتسينبيرغ ووزيرة الدفاع فلاستا باركانوفا ورئيس مجلس الشيوخ التشيكي برشيمسل سوبوتكا أن توسع الحلف يجب أن لا ينتهي عند ضم ألبانيا وكرواتيا المتوقع الشهر القادم خلال قمة الناتو في ستراسبورغ . وشدد شفارتسينبيرغ على أن الفوارق بين الدول القديمة والجديدة في الاتحاد تتراجع بسرعة وان أمام الحلف الآن تحديات جديدة موجودة في قطاعات الطاقة والأمن والإرهاب الالكتروني وانتشار أسلحة الدمار الشامل وتنامي عدم الثقة بروسيا .

وأكد أن الانضمام إلى الحلف لا يزال هدفا مغريا للكثير من الدول التي تقاسمه القيم والمبادئ وتتوف فيها المعايير اللازمة مشددا على انه ليس من حق أي دولة ثالثة الاعتراض على توسيع الحلف.

في هذه الأثناء بدأ وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي اليوم اجتماعا في براغ بمشاركة منسق السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد خافيير سولانا وممثلين عن المفوضية الأوربية ومدير وكالة الدفاع الأوربية أما الهيئات العسكرية للاتحاد فتمثل برئيس اللجنة العسكرية للاتحاد الأوربي والقادة العسكريين للعمليات التي ينفذها الاتحاد الآن . وبالنظر لكون احد المواضيع الرئيسة في الاجتماع هو التعاون بين الاتحاد الأوربي وحلف الناتو فان أمين عام الناتو ياب دي هوب شيفر يحضر الاجتماع أيضا .

وأشارت الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوربي إلى أن أجندة الاجتماع الذي يستمر يومين ستكون بحث العمليات العسكرية للاتحاد التي ينفذها في البوسنة والهرسك وتشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى والعملية العسكرية البحرية الأولى التي ينفذها الاتحاد الأوربي ضد القرصنة البحرية بالقرب من السواحل الصومالية وتطوير المقدرات العسكرية للاتحاد مع التركيز على توفير الطاقات اللازمة من الطائرات المروحية للعملية والاستمرار في تنفيذ المشاريع التي تم اقتراحها أثناء الرئاسة الفرنسية للاتحاد وأيضا التعاون بين دول الاتحاد و الشركاء الاستراتيجيين في المجال الأمني في حلف الناتو والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي .

وسيتم على هامش الاجتماع عقد لقاء بين الترويكا الأوربية ووزراء دفاع دول حلف الناتو التي لا تتمتع بعضوية الاتحاد أي أيسلندا والنرويج وتركيا والدول المرشحة للانضمام ( كرواتيا ومقدونيا ) أما الهدف من المحادثات هذه فهو إطلاع الشركاء على مجرى ونتائج اجتماع وراء دفاع دول الاتحاد .

من جهة أخرى تشهد براع اليوم وغدا أيضا مؤتمرا دعا إليه مجلس الشيوخ التشيكي تحت عنوان 10 : سنوات بعد توسع الناتو نجاحات و وتحديات وآفاق . وسيعقد الاجتماع بمناسبة مرور 10 سنوات على توسع الأطلسي إلى تشيكيا وبولندا والمجر وبمناسبة الذكرى الستين لتأسيس حلف الناتو وسيتحدث في هذا المؤتمر أمين عام حلف الناتو والرئيس التشيكي السابق فاتسلاف هافل ووزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق مادلين أولبرايت باعتبارها ساهمت في توسيع حلف الناتو إلى دول أوربا الشرقية الأولى.

في هذه الأثناء اظهر استطلاع جديد للرأي أن 65 بالمئة من التشيك يدعمون فكرة تأسيس جيش مشترك للاتحاد الأوربي . وأشار الاستطلاع الذي تجريه الرئاسة التشيكية على موقعها على الانترنت أن 32 بالمئة من التشيك يرفضون هذه الفكرة في حين ليس لثلاثة بالمئة موقف من هذه القضية .