إعداد عبد الإله مجيد: يقول علماء ان قائمة الأجسام الكونية التي يمكن ان تضرب الكرة الأرضية آخذة في الازدياد وانهم يدرسون امكانية استخدام quot;جراراتquot; فضائية أو أسلحة نووية لتفادي الكويكبات المتجهة صوبنا. عندما ارتطم جسم كوني بالمشتري مؤخرا تسنى لعلماء الفلك ان يدرسوا أوضح تصادم كوني منذ حادثة المذنب شومايكر ـ ليفي 9 في عام 1994. ولكن حادث الاصطدام فضلا عن أهميته العلمية جاء تذكيرا مدويا بأن المنظومة الشمسية تبقى ساحة رماية ومن الأهداف المستهدفة بالرمي الكرة الأرضية وكوكب المشتري.
في البداية اكتشف الأثر الذي تركه ارتطام الجسم الكوني بالمشتري استرالي من هواة الفلك عندما كان يجمع صورا رقمية عن الكوكب العملاق بتلسكوبه المتواضع. وبعدما نبه علماء الفلك الى ما بدا quot;ندبةquot; في غيوم المشتري مشابهة للآثار التي تركتها شظايا المذنب شومايكر ـ ليفي 9 ، وجه علماء وكالة الفضاء الاميركية تلسكوبا أكبر يعمل بالاشعة تحت الحمراء نحو المشتري وتمكنوا من القاء نظرة أوضح على تلك quot;الندبةquot;. ونقلت صحيفة كريستيان ساينس مونتر عن العالم غلين اورتن من مختبر محركات الدفع النفاثة في وكالة الفضاء الاميركية قوله ان الندبة قد تكون ناجمة عن مذنب ضرب المشتري quot;ولكننا لسنا متأكدين بعدquot;.
في غضون ذلك تمتد وتمتد القائمة التي يعدها العلماء بالاجسام التي على أهل الأرض ان يتحوطوا لها. فمنذ عام 1995 اكتشف فلكيون يعملون في عشرة مشاريع بحثية ، أكثر من 6200 كويكيب ارضي ذات أحجام مختلفة ، نحو 784 منها أجسام لا يقل عرض الواحد منها عن كيلومتر أو أكثر. واعتبر العلماء ان ما يربو قليلا على الف من هذه الأجسام تشكل quot;خطرا محتملاquot; على الأرض ، وهي بالعمايير الفلكية الأجسام التي تمر بنا على مسافة لا تقل عن 4.7 مليون ميل.
وفي حين ان الأجسام الكونية الأكبر حجما يمكن ان تلحق أفدح الأضرار فان العلماء أخذوا يكوُّنون صورة أدق عن الضرر الذي يمكن ان تلحقه الأجسام الأصغر ايضا.قبل عامين ونصف العام استخدم العلماء في مختبرات سانديا الوطنية في ولاية نيو مكسيكو كومبيوترات فائقة القوة لمحاكاة سقوط جسم كوني على سيبيريا في حزيران/يونيو عام 1908 أحرق الاشجار في منطقة تمتد 30 ميلا أو أحالها عيدان ثقاب. وتوصلت تقديرات العلماء الى ان القوة التفجيرية الناجمة عن شظية نيزك أو مذنب تبلغ ما بين 10 و20 ميغاطن. كما أشارت حسابات العلماء الى ان شظية الكويكب أو المذنب كانت اصغر بكثير من التقديرات السابقة. وان الكويكبات الصغيرة التي تتطاير من حولنا أكثر من الكبيرة.
في تشرين الأول/اكتوبر الماضي رصد علماء الفلك جسما كونيا عرضه بين مترين وخمسة امتار. وبعد 21 ساعة دخل الغلاف الجوي فوق شمال السودان حيث رش صحراء النوبة بالنيازك. وقُدرت قوة انفجار الجسم الكوني بنحو الف طن من مادة الـquot;تي ان تيquot;. ونظر علماء اميركيون الى رصد ارتطام هذه الجسم على انه دليل يؤكد تطور برنامج اكتشاف الأجسام القريبة من الأرض وعملية التنبؤ بمدارها. والهدف بالطبع اكتشاف هذه الاجسام والتوصل الى تخمينات دقيقة قدر الامكان لمدارها من أجل اتخاذ اجراءات دفاعية عند الضرورة.
وما هي الاجراءات التي يمكن اتخاذها إذا رُصد جسم كوني مندفع نحو الأرض. تقول صحيفة كريستيان ساينس مونتر ان الباحثة جوان باو سانشيز كوارتيليس توصل بعد دراسات مستفيضة الى ان الخيارات تتراوح بين تفجير قنبلة نووية صغيرة قرب الكويكب واستخدام قمر اصطناعي ذي حجم متوسط ليقوم بدور الجرار الذي يقطر الكويكب الى مدار أقل خطرا بعد ان يرتبط بالكوكيب بفعل جاذبيتهما المتبادلة. واتضح ان الخيار النووي هو الأجدى رغم تداعياته السياسية ، بحسب صحيفة كريستيان ساينس مونتر.
التعليقات