دمشق:رأى محلل سياسي سوري أن quot;التكتيكquot; الذي تتبعه الإدارة الاميركية تجاه قانون محاسبة سوريا الذي أُقر عام 2004 هو quot;تفريغه من محتواه بقضمه بنداً بنداًquot;، واعتبر أن العلاقة بين دمشق وواشنطن قد quot;تجاوزت عتبة التقدمquot;، وأشار إلى أن قانون محاسبة سوريا سيُلغى على مرحلتين، مرحلة افتراضية، وهو ما يحدث حالياً، وأخرى فعلية عندما يحصل إنجاز على المستوى الرسمي بين البلدين.
وقال مدير مركز المعطيات والدراسات الإستراتيجية بدمشق عماد فوزي الشعيبي، quot;بات معروفاً أن الإدارة الأميركية السابقة صنعت قانوناً مضاداً للطبيعة (قانون محاسبة سوريا) لسببين، فهو أولاً مخالف للطبيعة لأن تغييره من الصعوبة بمكان لأنه بحاجة إلى قانون أيضاً، وهذا سيواجه بمعارضات كثيرة، وثانياً لأنه مرتبط بكون هذا القانون فُصِّل تفصيلاً على دولة مركزية في العام العربي (سوريا) ولا إمكانية على الإطلاق لتجاوزهاquot; وفق تعبيره.

ورأى الشعيبي quot;إن التكتيك أو التقانة المباشرة التي تتبعها الإدارة الأميركية الحالية هي تفريغ هذا القانون من محتواه بقضمه بنداً بنداًquot; حسب جزمه.وكانت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش فرضت في أيار/مايو 2004 عقوبات اقتصادية على سوريا بحجة أنها دولة راعية للإرهاب. وتم تمديدها وتشديدها حتى عام 2007، وفي أيار/مايو الماضي جدد الرئيس أوباما العقوبات الاقتصادية لعام واحد بسبب مخاوف بشأن سعي دمشق للحصول على أسلحة دمار شامل ودعمها لمسلحين في الأراضي الفلسطينية ولبنان والعراق.

وأوضح الشعيبي quot;بدأ الأميركيون منذ حوالي ستة أشهر ببعث رسائل إيجابية في هذا المجال، كغض النظر عن موضوع التحويلات إلى المصرف المركزي السوري رغم العقوبات المرتبطة بها، وكذلك موضوع قطع الغيار المتصلة بطائرات الإيرباص التي تم غض النظر عنه أيضاً.. وعدم الممانعة يعني السماح، هم لم يقولوا نحن نسمح، قالوا نحن لا نمانع، وباعتبار الأنظمة الاقتصادية تسير على نظام عدم الممانعة وتسير على مصالحها بالتالي في هذه الحالة عدم الممانعة يعتبر بمثابة سماحquot;، وقال quot;إن العلاقة السورية ـ الأميركية قد تجاوزت ما نسميها عتبة التقدمquot;.

وكان مسؤولون أميركيون أكّدوا الاثنين أن الموفد الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أبلغ الرئيس بشار الأسد أن واشنطن ستسعى إلى تخفيف بعض العقوبات المفروضة على سوريا للسماح بتصدير قطع طائرات وغيرها من المعدات إليها، واعتبروا أن تلك الخطوة التي تأتي في إطار مساعي إدارة الرئيس أوباما الدبلوماسية للحوار مع سوريا لا تشير إلى أي رفع أو تخفيف للعقوبات التي فرضت على الاخيرة عام 2004.وتابع الشعيبي quot;كان السوريون يبدون حذراً في المراحل السابقة من المواقف الأميركية، يريدون أفعالاً ولا أقوالاً، ويبدو أن هناك تجاوزاً لنقطة العتبة في تخوفات السوريين، بحيث بدا واضحاً من خلال التصريحات الأخيرة وخاصة لوزير الخارجية وللسفير السوري في واشنطن بأن هناك إنجازاً قد حدث بين السوريين والأميركيين. إن الأميركيين باتوا في هذه اللحظة يتبنون الموقف السوري المرتبط بحل شامل في المنطقة بعد ممانعة طويلةquot; حسب قوله.

وأَضاف quot;الحقيقة أن الأمور تسير بسياسة الخطوة خطوة، فالأميركيون يقدّمون للسوريين ما يريدون، وفي اللحظة التي يتم استحداث إنجاز على المستوى الرسمي بين الطرفين، لنقل عملية السلام أو مكافحة الإرهاب، عندها لن يستطيع أحد إبقاء هذا القانون، بمعنى أن هذا القانون سيُلغى على مرحلتين، إلغاء افتراضي، وهو ما يحدث حالياً، وإلغاء فعلي رسمي في اللحظة التي يتم استحداث إنجاز على المستوى الرسمي بين البلدين، عندها يذهب الرئيس الأميركي إلى الكونغرس، ولن يستطيع أحد أن يقول له لا لإلغاء العقوبات على سورياquot; حسب تقديره.

وتعتبر قضية إلغاء قانون العقوبات المفروض على سوريا قضية شائكة ومعقدة لأنها تتطلب تشريعاً في الكونغرس الأميركي، وتأمل سوريا أن يستخدم الرئيس أوباما سلطاته التنفيذية لتجميد تنفيذ البنود المهمة في قانون العقوبات بانتظار موافقة الكونغرس على إلغاء هذه العقوبات.وبموجب العقوبات المفروضة على دمشق يُمنع تصدير كل البضائع الأميركية إلى سوريا عدا المواد الغذائية والأدوية، كما يُمنع تصدير أي بضائع يدخل في مكوناتها 10% مكونات أميركية، كما يفرض حظر تعامل مع مصارف سوريا، وحجز أموال مسؤولين وأفراد سوريين.

الجامعة العربية ترحب بقيام الولايات المتحدة برفع جزئي للعقوبات على سوريا

من جانبه رحب الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم بقيام الولايات المتحدة الأميركية برفع جزئي للعقوبات على سوريا خاصة في مجال الطيران المدني وقطع غيار الطائرات المدنية. واعتبر الامين العام في تصريحات صحافية اليوم ان هذا الرفع خطوة في الاتجاه الصحيح معربا عن امله في ان تتبع هذه الخطوة بخطوات حاسمة في هذا الاتجاه.

واضاف موسى ان سوريا هي طرف رئيسي في النزاع العربي الاسرائيلي وكذلك طرف رئيسي في تحقيق السلام العربي الاسرائيلي وهذا يقتضى سياسة أميركية مختلفة عن السياسة التي اتبعتها لادارة الأميركية السابقة. واعرب عن امله في رفع كل انواع العقوبات الأميركية على سوريا.