طهران، وكالات: أدى الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليمين الدستورية اليوم أمام مجلس الشورى، متعهدًا بأن تكون ولايته الثانية من أربع سنوات quot;بداية تغييرات مهمة في إيران والعالمquot;. وقال الرئيس امام مجلس الشورى إن quot;ملحمة الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو هي بداية تغييرات مهمة في إيران والعالمquot;. وأضاف في الخطاب الذي نقله التلفزيون الرسمي quot;سنقاوم الاستكبار وسنواصل العمل على تغيير الآليات التمييزية في العالم لصالح جميع الاممquot;. وتابع أن الدول الغربية quot;قالت إنها تعترف بالإنتخابات (في إيران) لكنها لن توجه رسائل تهنئة. هذا يعني انها تريد الديمقراطية فقط لمصالحها الخاصة ولا تحترم حقوق الشعوبquot;. وتابع quot;إعلموا أنه في إيران، لا احد ينتظر رسائل تهانيكمquot;.
وترأس رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني جلسة التنصيب. وقال لاريجاني في خطابه ان quot;بعض الحكومات الغربية جلبت العار على نفسها بسلوكها المتسرع والايرانيون سيقفوا موحدين للرد بصوت واحد على افتراءاتها في الوقت المناسبquot;.
من هو محمود أحمدي نجاد؟ يقدم نجاد، نفسه على انه مدافع عن الفقراء والقيم الاسلامية لكن الغرب يعتبره مصدر تهديد بسبب خطابه العدائي. وقد اغرق اعلان فوزه من الدورة الاولى للاقتراع في 12 حزيران/يونيو، البلاد في اخطر ازمة سياسية منذ اعلان الجمهورية الاسلامية في 1979، اذ جرت تظاهرات هائلة لانصار مرشحين هزموا في الاقتراع وتحدثوا عن تزوير انتخابي. وقالت السلطات ان حوالى ثلاثين شخصا قتلوا في هذه التظاهرات. وبعد فوزه المفاجئ في 2005 بوقت قليل اطلق احمدي نجاد تصريحاته الشهيرة التي طالب فيها بquot;شطب اسرائيل من الخارطةquot; معتبرا ان محرقة اليهود مجرد quot;خرافةquot;. وفي ايران انتقد العديد من الاقتصاديين سياسته الاقتصادية التي تتسم بالهدر وباعادة توزيع كثيفة للعائدات النفطية متسببة في وصول التضخم الى 23,6% بدون ان تؤدي مع ذلك الى خفض معدل البطالة والفقر. واحمدي نجاد (52 عاما) متزوج واب لولدين وفتاة. ولد احمدي نجاد لاب يعمل حدادا في 28 تشرين الاول/اكتوبر 1956 في قرية ارادان الفقيرة الواقعة على بعد تسعين كلم جنوب شرق العاصمة. وقد نشأ في طهران وحاز شهادة دكتوراه في ادارة وسائل المواصلات في المدن. وعند قيام الثورة الاسلامية في 1979، انضم مع غيره من الطلاب الاسلاميين الى صفوفها قبل ان ينتسب الى الحرس الثوري، الجيش العقائدي للنظام. وقد تولى فيما بعد اول منصب سياسي شغله في حياته اذ عين حاكما لمحافظة اردبيل شمال غرب ايران. وفي 2003 دخل معترك الحياة السياسية الايرانية من اوسع ابوابها مع توليه رئاسة بلدية طهران، المنصب الذي ساعده لاحقا في الوصول الى سدة الرئاسة في حزيران/يونيو 2005. وخلال الحملة للفوز بولاية رئاسية ثانية، حرص على ابراز صورته كرجل من الشعب. وقد اكد في احدى مناظراته التلفزيونية الاخيرة انه يعيش فقط من مرتبه كاستاذ. ويثير اسلوبه الشعبوي الاعجاب وتحديدا في الاوساط الشعبية في المدن والقرى. ويأخذ عليه خصومه خطابه العدواني ويعتبرونه رجلا لا يمكن التنبؤ بمواقفه بينما يرى فيه مؤيدوه quot;نصيرا للفقراءquot;. وفي ولايته الرئاسية الاولى، اعتمد احمدي نجاد اسلوبا جديدا في الحكم. فقد جمع مجلس وزرائه كل اسبوعين او ثلاثة اسابيع في مدن مختلف المحافظات حتى quot;يتعرف بشكل افضل على المشاكل اليومية للشعبquot;، على حد قوله. وقد تلقى على مدى اربع سنوات عشرين مليون رسالة وشكل مكتبا خاصا يتولى الرد على كل منها حرصا منه على الاحتفاظ بقاعدته الانتخابية الشعبية.
وتغيب عن الجلسة الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني الذي يرئس مجلس تشخيص مصلحة النظام ومجلس الخبراء، الهيئتان الاساسيتان في السلطة الايرانية، على ما ذكر صحافي. وكان عدد من مقاعد القاعة فارغة بحسب المشاهد التي بثها التلفزيون. وبدأت المراسم بتلاوة آيات قرآنية.
واحمدي نجاد الذي شبه البرنامج النووي الايراني quot;بقطار بغير فرامل ولا يمكن العودة به الى الوراءquot;، يجسد رفض النظام الايراني لتعليق هذا البرنامج على الرغم من الضغوط الدولية.
ومع إعلان فوز احمدي نجاد منذ الدورة الاولى من انتخابات 12 حزيران/يونيو بحصوله على حوالى 63% من الاصوات، غرقت البلاد في اخطر ازمة سياسية شهدتها منذ قيام الجمهورية الاسلامية عام 1979 حيث جرت تظاهرات ضخمة لأنصار المرشحين المهزومين احتجاجا على عمليات تزوير أكدت المعارضة حصولها.
وكان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي ثبت احمدي نجاد في مهامه الاثنين. وسيكون امام الرئيس مهلة اسبوعين بعد تنصيبه لعرض تشكيلة حكومته الجديدة على اعضاء مجلس الشورى لنيل الثقة.
مطالبة بإلغاء الانتخابات مجددًا
وفيما يواصل المرشحان المهزومان في الانتخابات الرئاسية المحافظ المعتدل مير حسين موسوي والاصلاحي مهدي كروبي المطالبة بالغاء الانتخابات، دعا رئيس السلطة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي الثلاثاء الى وحدة الصف. وكانت الصحيفة المعارضة quot;اعتماد ميليquot; المحت الثلاثاء إلى أن المعارضة قد تقاطع جلسة اداء اليمين الدستورية.
وكانت فرقت شرطة مكافحة الشغب والميليشيا الاسلامية (الباسيج) مئات من متظاهري المعارضة الايرانية كانوا يحاولون التجمع امام مجلس الشورى، على ما أفاد شاهد عيان الاربعاء. وقال الشاهد quot;قام عناصر من شرطة مكافحة الشغب والباسيج بتفريق بضع مئات المعارضين الذين كانوا يرددون شعارات ضد محمود احمدي نجادquot;. واطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع على المتظاهرين في وقت تجري المراسم. وبقيت المحلات التجارية مغلقة في محيط المجلس.
ونشرت الحكومة عددًا كبيرًا من قوات الامن في محيط البرلمان تحسبًا لإحتجاجات محتملة. وكانت مظاهرات واحتجاجات قد اعقبت انتخاب نجاد لفترة رئاسية ثانية، واعتقل عدد كبير من الذين شاركوا فيها، كما قتل نحو 30 شخصًا. ويواجه عشرون شخصًا، من مجوع نحو مئة اعتقلوا خلال الاضطرابات، المحاكمة بتهمة quot;المساس بالأمن القوميquot;.
وقد وجهت إلى المتهمين اتهامات بـ quot;الإخلال بالنظام والأمن وباقامة علاقات مع المنافقين والاعتداء بالمتفجرات، وحمل الأسلحة النارية والقنابل، وشن هجمات على قوات الأمن والميليشيات الإسلامية، وارسال صور عن التظاهرات لوسائل اعلام العدوquot;. كما أعلن المدعي العام الايراني قربان علي دري انه سيفرج عن قسم كبير من المعتقلين.
واشنطن بوست: رئاسة نجاد تحظى بالمباركة
بدورها اعتبرت صحيفة quot;واشنطن بوستquot; أن رئاسة محمود أحمدي نجاد تحظى بالمباركة، لافتة إلى أن المرشد الايراني الأعلى علي خامنئي بارك رسميًا فترة الرئاسة الثانية للرئيس محمود أحمدي نجاد في احتفال ديني كشف الشقاق العميق في تسلسل الحكم بالجمهورية الاسلامية، والذي أثار عدة مظاهرات متفرقة بشوارع العاصمة طهران. وأوضحت أن الاحتفال شهد غياب العديد من الرموز السياسية والدينية البارزة ومرشحي الرئاسة المعارضين الذين يعارضون نتائج انتخابات الرئاسة في حزيران الماضي.
وأضافت أن شهود عيان أوردوا بعد ذلك وقوع بعض أحداث الشغب في وسط طهران، حيث انتشرت قوات الأمن لمنع معارضي الحكومة من التظاهر ضد فترة الرئاسة الثانية للرئيس أحمدي نجاد واستخدمت قوات quot;الباسيدجquot; العنف والغازات المسيلة للدموع في تفريق المتظاهرين.
هذا وأوردت وكالة فارس للأنباء أن مرشح المعارضة مهدي كروبي ظهر بإحدى المظاهرات بصحبة نحو 100 مؤيد احتجاجًا على تنصيب أحمدي نجاد، قبل أن تفرق قوات الشرطة المظاهرة. ثم يشير التقرير الى أن الاحتفال الديني-وفق الدستور الايراني- لتنصيب أحمدي نجاد مهد له الطريق لأداء اليمين الدستورية أمام البرلمان يوم الأربعاء، وسيكون أمامه أسبوعان لتقديم وزرائه الى البرلمان للموافقة على تعيينهم. هذا وتتوقع السلطات المزيد من المواجهات المحتملة مع المتظاهرين بعد أداء اليمين.
التعليقات