عامر الحنتولي من الكويت: أبلغت مصادر كويتية عليمة quot;إيلافquot; أن عودة أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح اليوم الى بلاده، لم تكن مقررة حتى ساعة متأخرة من ليل الأربعاء، قبل أن يبلغ الديوان الأميري الكويتي وسائل الإعلام المحلية عن عودة الشيخ صباح إلى الكويت مساء اليوم الخميس، وهو الخبر الذي أبرزته جميع الصحف الكويتية الصادرة اليوم، ما يعني ضمنًا أن الأمير الكويتي قد قطع رحلته الخاصة الى الولايات المتحدة الأميركية بعد أن عاد الى نيويورك للإستجمام بعد لقاء القمة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما قبل نحو أسبوعين في العاصمة الأميركية واشنطن، علمًا أن المصادر الكويتية تؤكد أن عودة الشيخ صباح كانت مقررة يوم الخميس المقبل، قبل بدء شهر رمضان المبارك بليلة واحدة، إلا أن صعوبات في الداخل الكويتي هي التي أملت تبكير عودة الأمير الكويتي اليوم.

وخلال رحلة من نيويورك الى الكويت قد تستغرق زهاء أربع عشرة ساعة مع إمكانية توقف بسيط للطائرة الأميرية في العاصمة البريطانية لندن، سيختلي الأمير الكويتي بنفسه لتدوين ملاحظاته النقدية على مجمل الحال الكويتي خلال الأشهر الثلاثة الفائتة التي أعقبت تأليف وزارة جديدة بقيادة الشيخ ناصر المحمد الصباح، وإنتخاب برلمان جديد لم تغب عنه أيًا ممن تعتبرهم حكومات الشيخ المحمد الخمس السابقة عناصر تأزيم، علمًا أن معلومات quot;إيلافquot; الخاصة تقول ان الشيخ صباح غاضب الى أبعد مدى من حكومة الشيخ المحمد وإستمرار الإرتجال في أدائها السياسي، وكذلك من البرلمان الذي لا يتروع عن استثمار أرباع الأزمات للتصعيد بشدة ملوحا بإستخدام الأدوات الدستورية ضد وزراء حكومة الشيخ المحمد، وهو الوضع الذي سئمه الأمير الكويتي الذي سيعود الى بلاده اليوم وفي خاطره وضع النقاط فوق الحروف لجهات كويتية عدة.

خصوصًا أن حكومة الشيخ المحمد قد استشعرت الغضب الأميري، إذ عاد الى الكويت فجأة الليلة الماضية رئيس الحكومة الشيخ ناصر المحمد في مسعى لإتخاذ قرارات وتوجهات تسهم في تنفيس الإحتقان السياسي مع مجلس الأمة الذي اتحد أمس أعضاؤه في وجه الحكومة التي تحاول التهرب من حضور الجلسة الطارئة لمناقشة عدة قضايا تحظى بالإهتمام البرلماني، إلا أن مصادر حكومية أبلغت quot;إيلافquot; أن عودة الشيخ المحمد جاءت لأسباب بروتوكولية استباقا لعودة الأمير، ومشاركة رئيس الحكومة في مراسم استقبال الأمير.

وينبع الغضب الأميري تجاه الحكومة والبرلمان بسبب الأزمة المشتعلة حاليا على خلفية تردد وإرتباك وزارة الشيخ المحمد من مآلات الجلسة البرلمانية الطارئة المقررة يوم الأربعاء المقبل للنظر في قضايا يراها غالبية أعضاء مجلس الأمة مهمة جدا، بينما تخشى الحكومة من أن تتحول الجلسة الى حلبة سياسية مع البرلمان، وإرهاقه وزارة المحمد بالقضايا الشعبية مثل إسقاط القروض، وطلب تمديد الجلسة الطارئة أسبوعًا، وهو ما قد يعني حسبة مجاهيل بالنسبة الى وزارة المحمد التي تركت مسألة حضور جلسة البرلمان من عدمه الى قرار للشيخ المحمد نفسه في اجتماعها الإستثنائي الأخير الذي عقد بغياب الشيخ المحمد، لكن الحكومة تقول أن ترددها في إعلان موقفها النهائي مرده التأني في دراسة بعض المسائل، لكنها ستقرر في نهاية المطاف حضورها للجلسة من عدمه، قبل إيجابه هذا الإرتباك الحكومي بقصف برلماني لأداء وزارة الشيخ المحمد، والتلويح بإستجوابه شخصيًا إذا ما غابت الحكومة عن جلسة البرلمان، وسط أنباء تؤكد عزم البرلمان على التصعيد بأكبر قدر ممكن ضد وزارة الشيخ المحمد خلال الأسابيع المقبلة، من دون استبعاد أن يفتتح دور الإنعقاد المقبل بتقديم إستجواب لرئيس الحكومة، وهو ما قد يعيد خلط أوراق الكويت السياسية، ويبعثر قواعد اللعبة من جديد بحثًا عن سلة حلول، تعيد تسكين المشهد السياسي الكويتي.

في غضون ذلك علمت quot;إيلافquot; أن الأمير الكويتي سيستقبل في قصر دار سلوى الليلة في مقر اقامته الشخصي على ساحل الخليج العربي أقطابا من الأسرة الحاكمة، وأقطابًا حكومية لتقدير الأوضاع الداخلية، والأخطار الخارجية في إشارة ضمنية الى خطر الإرهاب الذي كاد يعصف بالساحة الكويتية لولا يقظة أجهزة الإستخبارات الكويتية التي أحبطت مخططا لتنظيم القاعدة الدولي كان على وشك التنفيذ، خصوصًا أن الجبهة البرلمانية لم تقدر دائمًا للحكومة منجزها الأمني، كما أن البرلمان غاب تمامًا عن فكرة إصدار بيان يثني فيه على أداء ودور الأجهزة الأمنية التي لقيت ثناء وإشادة دول إقليمية عدة، علمًا أن وزير الداخلية الكويتي قرر قطع إجازته الخاصة في العاصمة اللبنانية بيروت والعودة الى الكويت فورًا بعد أن وصلت التحقيقات مع أفراد الخلية الإرهابية نقطة حاسمة تحتاج الى قرارات سياسية عليا.