نبيل شرف الدين من القاهرة: بينما عزّزت السلطات المصرية إجراءاتها الأمنية حول مقر البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في القاهرة ومقر سفيرها، شالوم كوهين، بعد كشف معلومات عن مخطط كان تنظيم إرهابي يعتزم تنفيذه ضد السفير والسفارة، فقد قررت نيابة أمن الدولة العليا في مصر الخميس حبس المتهم الأول في تلك الخلية وهو المدعو محمد فهيم حسين، قائد الخلية الإرهابية المرتبطة بتنظيم quot;القاعدةquot; والمنسوب لأعضائها اعتناق فكر التكفير والجهاد والمعروفة باسم quot;خلية الزيتونquot; التي تضم 26 متهما بينهم فلسطيني، وذلك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجري معه بمعرفة النيابة، على أن يبدأ تنفيذها اعتبارا من انتهاء فترة اعتقاله بموجب قرار أصدرته وزارة الداخلية المصرية.

وكانت أجهزة الأمن المصرية قد أعلنت في وقت سابق من الشهر الماضي ضبط 25 مصرياً وفلسطيني واحد أطلق عليهم إعلاميا quot;خلية الزيتونquot;، ووجّهت إليهم تهمة الضلوع في الهجوم على أحد متاجر المجوهرات في حي الزيتون (شرق القاهرة) والتخطيط لتنفيذ عمليات عدائية ضد مصر، والتنسيق مع جماعات إسلامية راديكالية منها تنظيم quot;القاعدةquot; الإرهابي الذي بات ينظر إليه كمظلة لكافة الحركات.

واعترف المتهمون بأن الخلية وضعت خطة لاغتيال كوهين وتفجير السفارة الإسرائيلية في 2007، ونجحت في رصد تحركات السفير أكثر من مرة تمهيداً لاغتياله، غير أن هذه المحاولات باءت بالفشل نظراً للاحتياطيات الأمنية المحيطة بمنزله وحول محيط مقر السفارة.

كما كشفت اعترافات المتهمين عن اتصالات جرت بين قادة الخلية وقادة لتنظيم quot;القاعدةquot; في الخارج، وتحديداً مع شخص يدعى quot;أبو حمدان الليبيquot; للاتفاق على القيام بأعمال تخريبية قبل سفر أعضاء الخلية جميعاً إلى دولة عربية، التي تسللوا عبر حدودها إلى العراق للانضمام إلى ما يسمّى quot;كتائب المجاهدينquot; .

اعترافات واتهامات

وقال مصدر قضائي مصري إن نيابة أمن الدولة العليا نسبت للمتهم محمد فهيم عددا من الاتهامات من بينها الانضمام إلى جماعة إرهابية وقيادتها، والترويج لأفكارها التنظيمية وقتل أحد أصحاب متاجر المصوغات في حي الزيتون شرق القاهرة، و4 من العاملين في المتجر، والشروع في قتل آخرين.
وقامت النيابة خلال تحقيقاتها بمواجهة المتهم محمد فهيم باعترافات باقي المتهمين ضده على مدار الأسابيع الماضية، بشأن دوره في عملية قيادة التنظيم والتخطيط والاشتراك والهجوم على متجر المصوغات، وما نجم عنه من جرائم القتل والشروع فيه .

وسبق لأجهزة الأمن أن أعلنت في التاسع من شهر تموز (يوليو) الماضي عن ضبط خلية إرهابية تعتنق فكر التكفير والجهاد ، حيث نسبت لتلك العناصر أنها تتواصل مباشرة عبر شبكة الإنترنت مع عناصر وتنظيمات إرهابية في الخارج، وأن بعض عناصرها من شباب المهندسين والفنيين قد تمكنوا من تصنيع دوائر الكترونية للتفجير باستخدام الأشعة تحت الحمراء واستخدام أفكار وأساليب إرهابية مستحدثة لدعم ما وصف بالأعمال الجهادية بالخارج خاصة ما يتعلق بابتكار أساليب جديدة يصعب رصدها للتفجيرات عن بعد وتفخيخ السيارات لاستخدامها لصالح ما يسمى quot;سرية الولاء والبراء لمساندة المقاومة العراقيةquot; .

وأوضحت أجهزة الأمن أن نتائج الفحص المعملي الجنائي للمضبوطات بحوزة أفراد الخلية أكدت أن المتهمين وراء السطو المسلح على محل مصوغات في حي الزيتون والذي أسفر عن وفاة مالكه مكرم عازر وأربعة من العاملين في المتجر، وفرار الجناة خوفا من ضبطهم دون التمكن من إتمام عملية السرقة .

ويرى محللون سياسيون في القاهرة أنه بات واضحاً اعتماد التنظيمات الجهادية أخيرا على تجنيد المراهقين مستغلة حماسهم واندفاعهم وسهولة وقوعهم تحت تأثير الفتاوى والأفكار الدينية المتطرفة، وفي البداية يقوم التنظيم باستقطاب هؤلاء وتدريبهم على استعمال الأسلحة الخفيفة وتصنيع متفجرات بدائية، ثم يجري توريطهم في عمليات إرهابية تكون غالبا زائفة، وهي الوسيلة المثلى لتزكيتهم لدى قادة التنظيمات، وبعد ذلك يلتحق هؤلاء المراهقون بالتنظيم بعد إيهامهم بأنهم أصبحوا ملاحقين من قبل أجهزة الأمن، وبهذه الطريقة ينجح قادة تلك المنظمات في تجيند أجيال جديدة من العناصر المؤهلة نفسياً لتنفيذ أي مهمة تطلب منهم، وهذه العناصر عادة ما تكون خارج إطار المتابعة الأمنية لكونهم غير معروفين.