واشنطن: اعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ليون بانيتا الاثنين ان العناصر الجديدة التي قد تنشر حول التجاوزات التي ارتكبتها الوكالة خلال عمليات الاستجواب في عهد بوش quot;اصبحت من الماضيquot; ولم تكن موضع اي ملاحقات قضائية.

وستكشف وزارة العدل الاميركية الاثنين عناصر جديدة تتعلق باعمال عنف تعرض لها سجناء يشتبه بقيامهم بانشطة ارهابية جمعها في 2004 المفتش العام للوكالة وتتحدث عن استخدام مسدسات وآلة ثاقبة كهربائية لترهيب مسؤول في القاعدة.

وبحسب quot;نيويورك تايمزquot; يدعو تقرير للوزارة الى اعادة فتح حوالى 10 ملفات تتعلق باعمال العنف هذه ما قد يفضي الى ملاحقات بحق عملاء في سي آي ايه.

وقال بانيتا في رسالة الى موظفي الوكالة الاثنين حصلت وكالة فرانس برس على نسخة عنها quot;ان هذه القضية اصبحت من الماضيquot;.

واضاف quot;ان استخدام تقنيات استجواب عنيفة بدأت عندما اضطرت بلادنا الى التحرك بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر وانتهت في كانون الثاني/ينايرquot; مع وصول الرئيس باراك اوباما الى البيت الابيض وحظر ممارسة التعذيب.

والمح بانيتا الى انه يعارض ملاحقات محتملة في هذا الملف معتبرا ان القضاء الاميركي الذي ابلغته الوكالة في حينها باحتمال وقوع تجاوزات، قرر تجاهل المسألة.

واكد ان quot;الوكالة نقلت ادعاءات حصول تجاوزات الى وزارة العدل لملاحقات محتملةquot; مضيفا ان quot;الوزارة تملك تقرير المفتش العام منذ 2004quot;.

وتابع quot;في احدى الحالات حصلت الوزارة على ادانة متعامل مع الوكالة لكن في حالات اخرى اختار القضاء عدم اطلاق ملاحقات واتخذت الوكالة تدابير تأديبيةquot;.

وخلص الى القول quot;بوصفي مديرا للوكالة في 2009 اولويتي هي الدفاع عن العملاء الذين قاموا بما طلب منهم في سبيل بلادهم ضمن الاطار القانوني الممنوح لهمquot;.

على صعيد آخر، قال المتحدث باسم البيت الأبيض بيل بورتون إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يعتقد أن وزير العدل هو الذي عليه أن يتخذ القرار بشأن محاكمة المتورطين في تعذيب المعتقلين في قضايا الإرهاب.

وصرح بورتون في حديث إلى الصحافيين اليوم الإثنين في ولاية ماساشوستس، حيث يقضي أوباما وعائلته إجازة لمدة أسبوع، أن quot;الرئيس قال أكثر من مرة إنه يعتقد أن علينا التطلع إلى الأمام، وليس إلى الوراء، ولكن في النهاية فإن القرار بشأن من يجب التحقيق معهم ومحاكمتهم يعود لوزير العدل (إيريك هولدر)quot;. وأضاف أن quot;البيت الأبيض يؤيد أن يتخذ وزير العدل القرار بشأن من يجب التحقيق معه ومن يجب محاكمتهquot;.

وأكد بورتون تقارير إعلامية، أفادت بأن الرئيس يشكل وحدة جديدة للتحقيق مع المعتقلين في قضايا إرهاب.

وأوضح أن الرئيس أوباما، وبناء على توصية من فريق عمله الخاص بالتحقيقات والمعتقلين، بدأ تشكيل فريق أطلق عليه إسم quot;مجموعة تحقيق عالية القيمةquot;، وسيكون مقرها في مكتب التحقيقات الفدرالي.

وأضاف أن المجموعة ستضم عناصر من الأجهزة الاستخباراتية الأميركية لجمع أفضل المعلومات الممكنة على أساس أساليب مثبتة علمياً، وتنسجم مع كتاب الدليل الميداني للجيش الأميركي، الذي يتضمن توجيهات لتفادي تعذيب السجناء.

وكانت تقارير أميركية أفادت اليوم أن الرئيس الأميركي باراك أوباما وافق على تشكيل فريق من نخبة المحققين لاستجواب المتهمين الإرهابيين الرئيسيين، في محاولة منه لإحداث تجديد في السياسية الأميركية المتعلقة بالاعتقال والتحقيق.


إلى ذلك، هدد محققو وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA المعتقل الذي ينتمي لتنظيم القاعدة بمسدس وبمثقاب كهربائي، في محاولة منه لإخافة المعتقل، ومن أجل تقديم معلومات للوكالة، وفقاً لما كشف عنه تقرير المفتش العام، والذي يتوقع نشره الاثنين، بحسب ما أكدته مصادر وثيقة الصلة بالتقرير لـCNN.

واستخدم المسدس والمثقاب الكهربائي في جلستي تحقيق منفصلتين مع المعتقل اليمني عبدالرحمن الناشري، وفقاً لما أكده أحد المصادر. والناشري متهم بتخطيط الهجوم على المدمرة الأميركية quot;كولquot; عام 2000، التي راح ضحيتها 17 بحاراً أميركياً كانوا على متنها.

ورفضت المصادر الكشف عن هوياتها نظراً إلى أن التقرير الذي أعده المفتش العام للوكالة الاستخباراتية عام 2004 لم يصدر بعد، غير أن محكمة أميركية في نيويورك أقرت إصدار طبعة منقحة من التقرير الذي يصدر الاثنين كجزء من دعوى قضائية رفعها اتحاد الحريات المدنية الأميركي.

وحول عملية التحقيق، فقد جرت عام 2006 في أحد السجون السرية التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، عندما نقلت إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش كل المعتقلين من تلك المرافق السرية إلى معتقل غوانتانامو في خليج كوبا.

وكانت أول مرة تعرف فيها تفاصيل عن هذا التقرير قد نشرت في مجلة quot;نيوزويكquot; الأميركية، وذلك يوم الجمعة الماضي. وفي ذلك التقرير، قالت المجلة، وفقاً لمصادرها، إن المحققين قاموا بتمثيل عملية إعدام لمحاولة إخافة المعتقلين ودفعهم إلى الاعتراف والإدلاء بمعلومات.

وبحسب المجلة، فإنه أطلقت رصاصة داخل إحدى قاعات التحقيق في غرفة مجاورة لأحد المشتبه بهم، بحيث يعتقد أن معتقلاً آخر قتل أثناء التحقيق معه. وفي خبر موسع نشرته صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; الأميركية الأحد، قالت إن تقرير CIA يوفر تفاصيل جديدة بشأن quot;إساءاتquot; وقعت داخل السجون السرية التابعة للوكالة، بما في ذلك قيام ضباط في الجهاز الاستخباراتي الأميركي بتنفيذ عمليات إعدام وهمية وتهديد واحد من المعتقلين على الأقل بالمسدس وبمثقاب.

وكانت مستندات حكومية أميركية نشرت في مارس الماضي قد كشفت أن وكالة الاستخبارات المركزية أتلفت 92 شريط فيديو تصور استجواب اثنين من قيادي تنظيم القاعدة: أبوزبيدة وعبد الرحمن الناشري، باستخدام تقنيات منها quot;الإيهام بالغرقquot;، التي يصفها البعض بأنها ضرب من التعذيب.

ويأتي الكشف عن إتلاف الأشرطة، وهي المرة الأولى التي يحدد فيها علناً عددها، ويفوق أضعاف ما اعترفت به الوكالة من قبل، في سياق دعوى فيدرالية من quot;اتحاد الحريات المدنية الأميركيةquot;.

وقال جون كرياكو، الضابط السابق في الجهاز الاستخباراتي الأميركي، إن الأشرطة صورت عام 2002، وأتلفت في نوفمبر 2005 بأوامر جوس رودريكوز، مدير الخدمات السرية بالوكالة التجسسية.