عواصم، وكالات: يبدأ وزراء الخارجية العرب الأربعاء المقبل في مقر الجامعة العربية في القاهرة أعمال الدورة العادية الـ 132 لمجلس الجامعة برئاسة سورية. ويباشر المندوبون الدائمون لدى الجامعة اليوم اجتماعات تمهيدية لإعداد جدول أعمال الدورة ومشاريع القرارات التي تشمل 28 بندًا بينما انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري استهدفت نقطة تفتيش لقوات الشرطة في مدينة الرمادي غربي العراق اليوم الاثنين.

واسفر الهجوم عن مقتل سبعة اشخاص، من بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة، واصابة ستة عشر اخرين بحسب مصادر في الشرطة العراقية. وتمتد محافظة الانبار على الحدود العراقية مع سورية التي تتهمهما الحكومة العراقية بايواء ناشطين بعثيين يدبرون لعمليات ارهابية في العراق. إلى ذلك أكد نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي أن الاجتماع سيناقش quot;التوتر المؤسف بين العراق وسورية وسيتم الاستماع إلى رئيسي الوفدين لتنقية الأجواء بينهما ومعالجة هذه التطورات للتعامل واقعيًا مع هذا الموضوعquot;.

الى ذالك طالب متظاهرون عراقيون في محافظة بابل جنوب بغداد المنظمات الدولية والجامعة العربية اليوم الاثنين بدفع سوريا الى وقف استهداف العراق من قبل مطلوبين بينهم قياديون في حزب البعث. وتجمع مئات المتظاهرين امام مبنى محافظة بابل في مدينة الحلة (95 كلم جنوب بغداد) في تظاهرة سلمية شارك فيها محافظ بابل سلمان الزركاني ورئيس مجلس المحافظة كاظم مجيد بالاضافة الى زعماء عشائر ووجهاء واخرين.

ورفع المتظاهرون لافتات كتب على واحدة منها quot;اللاخلاقية تعني قتل الابرياء بدم بارد يا بشارquot; الاسد الرئيس السوري. وكتب على لافتة اخرى quot;اخرج البعثيين والتكفيريين من بلادكم يا بشارquot;. وقال الزركاني لوكالة فرانس برس ان quot;احداث الاربعاء الدامي كشفت تصميم اعداء العراق والمأجورين على تدمير وحدة العراق وسيادته ومحاولة زرع الفرقة بين ابنائهquot;.

واكد احد المتظاهرين في بيان تلاه خلال التظاهرة التي استمرت اكثر من ساعة quot;آن الاوان للكشف عن الوجه البشع لهذه الانظمة التي تعمل على هدم العراق واغتصاب حرماتهquot;. وطالب quot;بتدويل احداث الاربعاء الدامي وفضح النظام السوري ومرتكبي هذه الجرائمquot;. وناشد الحكومة العراقية quot;قطع علاقاتها الاقتصادية والسياسية والثقافية مع سوريا للضغط عليها لتسليم المطلوبينquot;. بدوره، اعتبر رئيس مجلس المحافظة ان quot;ما يقوم به النظام السوري في احتواء التكفيريين والبعثيين امعان في اراقة الدم العراقيquot;. وطلب من جامعة الدول العربية quot;مطالبة دول الجوار العراقي خصوصا سوريا بوقف دعم الارهابيين والقتلةquot;.

إلى ذلك، كشفت مصادر سياسية في القاهرة أن هناك مسعى لعقد اجتماع رباعي يضم وزراء خارجية العراق وسورية وتركيا والأمين العام للجامعة لمناقشة الأزمة. مع إمكان انضمام دول أخرى إلى الإجتماع معنية بالملف العراقي. وقالت المصادر إن هناك توجهًا لتشكيل لجنة عربية تكلف بحث هذا الملف لإعادة الثقة بين دمشق وبغداد.

وتصاعدت حدة الخلافات بين سوريا والعراق على إثر اتهام الأخيرة لدمشق بإيواء المستببين بتلك التفجيرات، وفي الوقت ذاته يستعد الرئيس السوري بشار الأسد للسفر إلى أنقرة لبحث الأزمة مع المسؤولين الأتراك بصفتهم وسطاء بين دمشق وبغداد، بينما دعا مسؤولون عراقيون إلى الحوار لإنهاء الخلافات.

وفي هذا السياق شدد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي على أهمية حل المشاكل مع سوريا عن طريق الحوار والدبلوماسية وتنسيق الموقف الرسمي في التعامل مع القضايا والأزمات التي تحدث بين بلاده و الدول الأخرى. وقال عبد المهدي في اتصال هاتفي أجراه مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري quot;من الضروري ملاحقة الملفات السياسية بموقف مشترك بين جميع المسؤولين العراقيينquot;.

يذكر ان زيباري دعا فرنسا وبقية أعضاء مجلس الأمن الى دعم طلب العراق تشكيل لجنة دولية لتقصي الحقائق حول تفجيرات quot;الأربعاء الداميquot; في بغداد. وجاءت دعوة زيباري خلال استقباله سفير فرنسا الجديد المعين لدى العراق بوريس بوالان وتسلمه نسخة من أوراق اعتماده.

وتأتي تصريحات عبد المهدي وزيباري بعد يوم واحد من تجديد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مطالبته لـquot;بعض دول الجوارquot; بوضع حد لنشاط منظمات إرهابية قال انها ما زالت تحتضنها، مؤكدًا ان بلاده تواجه تحالفًا معاديًا مدعومًا من جهات خارجية. وكانت بغداد طالبت دمشق الأسبوع الماضي تسليمها محمد يونس الأحمد وسطام فرحان القياديان في حزب البعث العراقي المنحل اللذين تتهمهما بالتورط بتفجيرات بغداد الأخيرة .