بغداد: وصف علي الموسوي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إعادة انتشار قوات الشرطة على الحدود مع سوريا بأنها تأتي من أجل quot;ضبطها أمنيًا ومنع تدفق الإرهابيين والمتفجرات إلى الأراضي العراقيةquot;. ونوّه بأن هذا الإجراء الوقائي لن يقتصر فقط على الحدود العراقية- السورية، وقال فإستراتيجيتنا المقبلة تقضي بتكثيف الانتشار وزيادة المخافر الحدودية على طول الحدود العراقيةquot; مع كل دول الجوار.

وقال الموسوي في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء الاثنين quot;نحن لا نرغب مطلقًا في تصعيد الأزمة مع الاشقاء السوريين إلى درجة الحرب، ونعمل بشكل حثيث على تسويتها بالوسائل السلمية وفق ما تقتضيه الأعراف والمواثيق الدولية التي تتيح لنا اللجوء إلى مجلس الأمن الدولي عندما تكون هناك أخطار حقيقية تهدد أمن وسلامة بلادناquot;، على حدّ وصفه.

ومن ناحية أخرى، توقع المسؤول العراقي quot;تجاوبًاquot; من المجتمع الدولي للطلب الذي تقدمت به بلاده مؤخرًا إلى الأمم المتحدة لتشكيل محكمة دولية تتولى مهمة التحقيق في الهجمات الدموية التي هزت بغداد الشهر الفائت. وأوضح quot;ما حدث يصنف على أنه جريمة ابادة ومن الطبيعي أن يتجاوب مجلس الأمن بشكل ايجابي مع طلب بغداد للتحقيق بشأنها والوقوف عند ملابساتهاquot; وقال quot;هذا حق قانوني مكفول للعراق،ولاسيما أنه يحتفظ بأدلة قاطعة تؤكد بما لايقبل الشك تورط جماعات ارهابية تحتضنها سوريا بهجمات بغدادquot;، على حد زعمه

وحسب المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية، فإن quot;هناك معلومات متوفرة لدى السلطات الأمنية بالبلاد تدل على وجود تنسيقً كبير بين انتحاريي القاعدة وعناصر من حزب البعث يجري على الأراضي السورية، وهذا التنسيق الذي يرقى إلى درجة التحالف يأخذ شكل التعاون الوثيق في تهيئة الانتحاريين والسيارات الملغومة وتبادل المعلومات حول المناطق المستهدفة وتوفير الظروف المناسبة للوصول إليهاquot; داخل الأراضي العراقية .

في السياق ذاته، أعرب نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون العراقية مايكل كوربن عن قلقه ازاء النوايا الايرانية تجاه العراق مؤكدًا دعم بلاده لحكومة المالكي، حسب ما نقلت جريدة الشرق الوسط عن المسؤول الأميركي. وتابع في حديث للجريدة حول التوتر بين بغداد و سوريا الذي عقب التفجيرات الدامية التي شهدتها العاصمة العراقية مؤخرًا، ان أميركا ترى ان على سوريا القيام بمزيد من الجهد لمساعدة العراق من حيث توافد المقاتلين الأجانب الذين يعبرون حدودها الى العراق، حسب قوله ، او ازاء قياديي البعث السابقين المقيمين في سوريا.

و اعتبر ان المطالبة باجراء محاكمة دولية للتحقيق في تلك التفجيرات تعكس quot;حيرة حقيقة حول الهجمات الارهابية المحزنة و الأليمةquot; نقلاً عن الجريدة. الى ذلك، أعلن مصدر عراقي مقتل ثمانية أشخاص بينهم أربعة من رجال الشرطة وإصابة 15 آخرين بجراح في تفجير انتحاري استهدف حاجزًا أمنيًا مشتركًا للشرطة والجيش في الرمادي.

كما قالت الشرطة العراقية ان انتحاريًا فجّر نفسه داخل حسينية في محافظة ديالى فيما انفجرت قنبلة في محافظة كربلاء جنوبي العراق مؤكدة مقتل خمسة اشخاص وجرح نحو 20 آخرين. وعلى صعيد متصل قالت الشرطة ان اربعة اشخاص قتلوا واصيب 10 اخرين اليوم ايضًا اثر انفجار قنبلة قرب باص صغير في محافظة كربلاء جنوب العراق.

وكانت وتيرة التوتر بين العراق وسوريا تصاعدت في إثر تفجيرات ضخمة شهدتها العاصمة العراقية في 19 أغسطس/ آب الماضي أسفرت عن مقتل 95 شخصًا وجرح المئات وتدمير عشرات المساكن القريبة من مواقع الانفجار. وطالبت بغداد دمشق تسليم شخصين تتهمهما بأنهما العقلان المدبران للهجمات، لكن السلطات في سوريا رفضت بحجة أنها لم تتسلم وثائق تؤكد ضلوع المتهمين في الحادثة، مما حدا برئيس الحكومة العراقية إلى توجيه طلب رسمي إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون يدعوه إلى مفاتحة مجلس الأمن الدولي لتشكيل محكمة دولية مستقلة للتحقيق في هذه الهجمات.

من جهته، قال رئيس الحكومة العراقية الأسبق إياد علاوي إن الأزمة العراقية السورية quot;مفتعلة من قبل الأجهزة الحكومة العراقية ولا تقوم على أسس مهنية ودبلوماسيةquot;. واعتبر علاوي في تصريحات لصحيفة الخليج الاماراتية أن quot;اتهام حكومة بلاده لسورية موضوع مسيس لإلقاء اللوم على الآخرين من دون إلقاء اللوم على تقصير الأجهزة الأمنية العراقية التي لم توفق في ضبط الأمن بالشارع العراقيquot;. وقد قامت الحكومة العراقية الاثنين بتعزيز الأمن على الحدود مع سوريا، وأرسلت قوات أمن إضافية تم نشرها عند نقاط التفتيش في منطقة القائم لوقف دخول المسلحين الذين يعبرون سوريا إلى العراق.