يومها توحدت ألمانيا مجددا لكن خريطة أوروبا لم تتغير في توحدها فقط بل فيتفكك الإتحاد السوفياتي بعدها وانقسام تشيكوسلوفاكيا ويوغسلافيا وظهور دول أوروبية وآسيوية جديدة.

برلين: قبل عشرين عاما ادت سلسلة تظاهرات في المانيا الشرقية خلال ستة اسابيع الى سقوط جدار برلين، رمز الحرب الباردة وانقسام اوروبا.

وسقوط جدار برلين في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 جاء نتيجة تفكك بطيء للانظمة الشيوعية.

وسمحت سلسلة التغييرات التي انطلقت من موسكو واستفادت منها وارسو ثم بودابست بضغط من الشارع، بتوحيد المانيا والقارة الاوروبية التي كانت منقسمة خلال نصف قرن الى كتلتين عدوتين.

وبعد عشرين سنة على سقوط الستار الحديدي اعيد توحيد المانيا وتطهيرها من النازية وتمكنت من استعادة مكانتها على الساحة الدولية.

الحدث الابرز الذي سيستقطب الانتباه سيكون على الارجح quot;حفلة الحريةquot; التي تنظم في برلين مساء التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر على جانبي بوابة براندبورغ. وسيفتتح الحدث بحفلة موسيقية تحييها في الهواء الطلق اوركسترا اوبرا برلين بقيادة الاسرائيلي الارجنتيني دانيال بارنبويم. وبعد الحفلة الموسيقية ستلقى آلاف من قطع الدومينو على علو مترين ونصف على مسافة كيلومترين في وسط المدينة، كرمز لسقوط الجدار.

وسيحضر الاحتفالات وزير الخارجية في حينها هانس ديتريش غينشر احد مهندسي وحدة المانيا والزعيم السوفياتي السابق ميخايل غورباتشوف. والامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان حائز جائزة نوبل السلام عام 2001 ومحمد يونس حائز جائزة نوبل السلام عام 2006. وبين الشخصيات السياسية انغيلا ميركل التي يفترض ان ترشح مستشارة لولاية ثانية خلال الانتخابات التشريعية في ايلول/سبتمبر، ستستقبل رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون والرئيسين الروسي ديمتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي.

وبعد تنظيم احداث وعروض طوال العام عبر البلاد للاحتفاء بالمسؤولين عن سقوط جدار برلين، ستقيم برلين احتفالا في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر يحضره ممثلون عن ثلاث من الدول العظمى الاربع التي احتلت المانيا النازية المهزومة وهم الرئيسان الروسي دميتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني غوردن براون.

وسيتغيب الرئيس الاميركي باراك اوباما على الارجح عن الاحتفالات لوجوده في اسيا وقد يمثله الرئيس الاسبق بيل كلينتون.

وفي 1989 عندما كانت ضغوط النظام تتراجع في الاتحاد السوفياتي وبولندا والمجر، تعززت في المقابل في المانيا الديموقراطية وتشيكوسلوفاكيا ورومانيا.

وفر الالمان الشرقيون بالالاف الى الدول quot;الصديقةquot; وتهافتوا الى سفارات المانيا الغربية في بودابست وبراغ ووارسو وسمحت لهم المجر وتشيكيا بالفرار الى المانيا الغربية.

وفي العاشر من ايلول/سبتمبر في المانيا الديموقراطية يعلن المنشقون لاول مرة عن قيام تحالف. وفي 25 ايلول/سبتمبر شارك اكثر من ثمانية آلاف شخص في اكبر تظاهرة في لايبزيغ للمطالبة باصلاحات وبمزيد من الحرية بعد قداس اقيم في كنيسة القديس نيكولا.

وشكل هذا التحرك اكبر تظاهرة للمعارضة منذ الانتفاضة العمالية في 1953 وانتشر في كافة انحاء المانيا الشرقية.

وفي السابع من تشرين الاول/اكتوبر هتفت الحشود في برلين الشرقية باسم الزعيم السوفياتي ميخائيل غورباتشوف الذي اتى لاحياء الذكرى الاربعين لالمانيا الديموقراطية محذرا القيادة الالمانية الشرقية من جمودها السياسي.

ورغم حملة اعتقالات واسعة ازداد عدد المتظاهرين في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر ووصلوا الى 70 الفا في شوارع لايبزيغ وبعد اسبوع ارتفع عددهم الى 100 الف.

ومنتصف تشرين الاول/اكتوبر فر 50 الف شخص من المانيا الشرقية عبر المجر، وفي نهاية الشهر اتسع التحرك الشعبي ليطال كل المدن الكبرى.

وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر ردد مليون شخص quot;اننا الشعب!quot; في برلين الشرقية وهتف مئات الالاف بهذا الشعار عبر البلاد.

وفي التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 1989 سقط جدار برلين الذي شيد في 1961 وفي الساعات التي تلت هذا الحدث عبر الالاف من المانيا الشرقية نقاط الحدود وكان العالم شاهدا على هذه الصور المؤثرة.

وبات المتظاهرون يرددون دائما شعار quot;اننا الشعب!quot;. وفي نهاية كانون الاول/ديسمبر في دريسدن يطرح مستشار المانيا الغربية هلموت كول علنا خطته لتوحيد المانيا في حين اعيد في برلين فتح باب براندربرغ.

وتم تكريس الوحدة بعد 11 شهرا، اسرع مما كان متوقعا في المانيا او في الخارج.