أرسلت بريطانيا اليوم ضابطاً رفيع المستوى إلى افغانستان للتحاور مع مقاتلي حركة طالبان سعياً لاقناعهم بالاستسلام، حيث سيلتقي شخصيات طالبانية معتدلة، لإنهاء الأزمة في افغانستان

لندن: كشفت صحيفة quot;ديلي ميرورquot; اليوم الإثنين أن بريطانيا ارسلت ضابطاً بارزاً برتبة جنرال إلى افغانستان للتحاور مع مقاتلي حركة طالبان سعياً لاقناعهم بالاستسلام. وقالت الصحيفة إن الجنرال ريتشارد بارونز سيلتقي شخصيات طالبانية معتدلة كجزء من توجه جديد تبنته الحكومة البريطانية مع شركائها في التحالف لإنهاء الأزمة في افغانستان، بعد مرور نحو ثماني سنوات على غزوها.

واضافت أن الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال قائد قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان اختار بارونز شخصياً للقيام بهذه المهمة بسبب خبرته في مجال مكافحة التمرد حين عمل مع القوات الأميركية في العراق العام الماضي. ونسبت الصحيفة إلى مصدر في الحكومة البريطانية قوله quot;إن الخطوة مؤشر على تبني نهج جديد للشروع في عملية مصالحة وتفاوض بين اوساط المتمردينquot;.

واشارت quot;ديلي ميرورquot; إلى أن الجنرال بارونز سيتولى مسؤولية مهمة التحاور مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان لمدة ستة أشهر على الأقل، ويعمل إلى جانب القائد السابق للقوات الخاصة البريطانية الفريق غرايم لامب الموجود حالياً في كابول.

وكانت صحيفة الأوبزيرفر اوردت مؤخراً أن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون تبنى استراتيجية جديدة بشأن افغانستان تشمل عملية مصالحة مع حركة طالبان وتسريع تدريب الجيش الافغاني ليحل محل قوات منظمة حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وقالت الصحيفة إن دبلوماسيين بارزين بريطانيين في هلمند أكدوا أن محاولات مركزة تجري الآن لفتح حوار مع العناصر المعتدلة في حركة طالبان واستيعابها في العملية السياسية وعلى غرار ما فعلته قوات التحالف مع المسلحين في العراق، واقناع المقاتلين المحليين في الحركة على التخلي عن اسلحتهم من خلال تقديم حوافز لهم لتشجيعهم على العودة الى الحياة المدنية.

إلى ذلك، دعا نائب قائد قوات منظمة حلف شمال الأطلسي quot;ناتوquot; في أفغانستان الجنرال البريطاني جيم داتون إلى إرسال تعزيزات عسكرية إضافية إلى هناك، وأكد أن الغارات الجوية وحدها لن تمنع تنظيم القاعدة وحركة طالبان من إيجاد ملاذات آمنة.

وقال داتون في مقابلة مع صحيفة quot;التايمزquot; الصادرة اليوم الإثنين إنه يدعم دعوة قائد قوات حلف الأطلسي في أفغانستان الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال إرسال قوات إضافية، قوامها 40 ألف جندي، إلى أفغانستان لمكافحة التمرد، مشدداً على أن تأمين الاستقرار على المدى الطويل في أفغانستان هو quot;السبيل الوحيد لمنع الإرهابيين الدوليين من استخدام هذا البلد كقاعدة لشن الهجمات ضد أوروبا والولايات المتحدةquot;.

وأشار الجنرال البريطاني إلى quot;أن تحقيق النصر وتوفير الاستقرار واستئصال الإرهاب في أفغانستان يحتاج إلى بذل جهود أكبر من حراسة الأجواءquot;.

وأضاف أن أفغانستان تحتاج إلى 560 ألف جندي افغاني ودولي لتوفير الأمن المطلوب لسكانها البالغ عددهم 28 مليون نسمة، لكن يوجد هناك الآن 100 ألف جندي أجنبي، و 174 ألف جندي وشرطي أفغانيquot;.

وأصر الجنرال داتون على أن بريطانيا وشركاءها في حلف الأطلسي مستعدون لإرسال المزيد من الجنود إلى افغانستان quot;لأن الكثير من دول الناتو، ومن بينها بريطانيا، دعمت بالكامل توصيات الجنرال ماكريستال إرسال قوات إضافية قوامها 40 ألف جندي إلى أفغانستانquot;.

وحذّر نائب قائد قوات حلف الأطلسي في افغانستان من quot;عواقب وخيمة في حال فشل حلف الأطلسي في تحقيق هذا المطلب ستؤدي إلى انتشار التطرف، لأن تنظيم القاعدة وحركة طالبان يعتقدان أنهما دحرا قوة عظمى، وهذا الفشل سيجعلها يعتقدان أيضاً أنهما هزما قوة أخرىquot;.