كشف استطلاع لرأي الشباب العربي نشرت نتائجه في دبي اليوم الاثنين وشمل دولًا عربية، عن أن التلفزيون لا يزال يتربع على عرش مصادر الأخبار، في حين تبوأت الإمارات الصدارة لديهم كوجهة إقامة يرغبون لبلادهم في أن تحذو حذوها كنموذج للنمو والتطور.


محمود العوضي من لندن: كشف quot;استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي السادس لرأي الشباب العربيquot; الذي نشرت نتائجه في دبي اليوم الاثنين، وشمل عددًا من الدول العربية، عن أن التلفزيون لا يزال يتربع على عرش مصادر الأخبار للسنة السادسة على التوالي، وبقي المصدر الرئيس والأكثر موثوقية للأخبار، كما تتزايد أعداد الشباب العربي، الذين يتوجهون إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار.

الإمارات أولًا
هذا وقد تبوأت دولة الإمارات وللسنة الثالثة على التوالي مرتبة الصدارة لدى الشباب العربي كوجهة يفضلون العيش فيها، ويرغبون لبلادهم في أن تحذو حذوها كنموذج للنمو والتطور.

وقد أجرت ذلك الاستطلاع شركة الاستطلاعات العالمية quot;بين شوين آند بيرلاندquot;، بمشاركة 3500 من الشبان والشابات العرب، الذين ينتمون إلى الفئة العمرية بين 18- 24 عامًا في 16 بلدًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما عدا سوريا، التي تم استبعادها بسبب النزاعات المسلحة الدائرة فيها.

تقويم quot;الربيعquot;
تراجعت حماسة الشباب للربيع العربي مقارنة بالأعوام السابقة، رغم إيمانهم بأن الواقع العربي أصبح أفضل حالًا بعد اندلاع ثورات التغيير، وتفاؤلهم بمستقبل أفضل، لكن الأمر لم يخل من مخاوف. كما تراجعت حماسة الشباب العربي تجاه ما يعرف بـquot;الربيع العربيquot; في السنتين الأخيرتين.

وكشفت النتائج عن أن 54% من الشباب العربي ينظرون بصورة إيجابية إلى واقع البلدان العربية بعد الثورات، التي حلت بعدد منها، فيما يرى 58 % منهم أن هذه الثورات ستحسن من أحوالهم المستقبلية خلال السنوات الخمس المقبلة، في مقابل 74 % في استطلاع العام الماضي. وحول السؤال عن ماهية العوائق التي تحول دون التنمية في الشرق الأوسط، أجاب 55 % أنها تكمن بشكل أساسي في عدم الاستقرار.

جاء عنصر quot;غياب الديمقراطيةquot; في المركز الثاني بـ 38 % من الأصوات، يليه quot;خطر الإرهابquot; وquot;غياب قيادات قويةquot;، وفق آراء 30 % من الشباب المشارك في الاستطلاع. وأوضح الشباب أن الوالدين والأسر والدين من أكبر الجهات المؤثرة على حياتهم. وقال 35% منهم إن مواقع التواصل الاجتماعي لها تأثير كبير عليهم.

العائلة والدين
جاءت أبرز 10 نتائج لـ quot;استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي السادس لرأي الشباب العربيquot; أن الشباب العربي يتبنون القيم المعاصرة، ولكن التأثير الأكبر يبقى للعائلة والوالدين والدين. كما ازداد عدد الشباب العربي الذين يتبنون القيم المعاصرة في وقت تعيد فيه التكنولوجيا الرقمية صياغة سلوكياتهم. ومع ذلك، لا تزال العائلة والأصدقاء والوالدين والدين هم مصادر التأثير الأكبر على الشباب ونظرتهم إلى الحياة.

وأكد الاستطلاع أن الشباب العربي يثقون بحكوماتهم الوطنية، ولكن التفاؤل الذي رافق ثورات الربيع العربي بدأ يتلاشى. وتبيّن أن الشباب العربي يثق بقدرة حكوماتهم الوطنية على التعامل مع طيف واسع من القضايا، بما في ذلك معايير المعيشة، والاستقرار الاقتصادي، والبطالة. ولكن الزخم الإيجابي الذي تخلل ثورات الربيع العربي بدأ يتلاشى، حيث تراجع مستوى الثقة بقدرتها على إحداث أثر إيجابي طويل الأمد.

البطالة والحروب
وكشف عن أن ارتفاع تكاليف المعيشة والبطالة يواصلان تصدر مخاوف الشباب في منطقة الشرق الأوسط للسنة الرابعة على التوالي، حيث يرى الشباب العربي أن ارتفاع تكاليف المعيشة هو مصدر قلقهم الأساسي. ويلي ذلك مباشرةً البطالة التي تواصل ارتفاعها بشكل ثابت سنويًا.

كما تعد الصراعات الأهلية هي العقبة الكبرى التي تواجه المنطقة. حيث تعتقد غالبية الشباب العربي أن الصراعات الأهلية هي العقبة الأساسية التي تواجه منطقة الشرق الأوسط، وتحدد مدى قدرتها على تحقيق الازدهار مستقبلًا.

وأظهر الاستطلاع أن روح ريادة الأعمال عالية، وهناك عدد متزايد من الشباب العربي الذي يميل اليوم إلى العمل في القطاع الخاص. فيما يميل عدد أكبر من الشباب العربي اليوم إلى إطلاق مشاريعهم الخاصة مقارنة بالجيل السابق. وعلى الرغم من الشعبية التي لا يزال يتمتع بها القطاع الحكومي، إلا أن نسبة الشباب العربي الذين يرغبون في العمل بالقطاع الخاص تتزايد.

الخليج الحليف الأكبر
وبيّن الاستطلاع أن الإمارات العربية المتحدة لا تزال نموذجًا ناجحًا يتطلع إليه الشباب العربي، وتجربة متميزة يرغبون لبلدانهم في أن تحتذي به، حيث بقيت الإمارات للعام الثالث على التوالي البلد المفضل للعيش لدى الشباب العربي، والدولة التي يرغبون في أن تحذو بلادهم حذوها كنموذج للنمو والتطور.

هذا ويعتقد الشباب العربي أن أكبر حلفاء بلادهم هم جيرانها الإقليميون، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وليس الدول الغربية التقليدية. فعندما سئلوا عن أكبر حليف لبلادهم، فضّل الشباب العربي اختيار جيرانهم في مجلس التعاون الخليجي على الدول الغربية التقليدية، في وقت يتعاظم فيه الثقل السياسي لبلدان الخليج العربي.

ويبدي الشباب العربي قلقًا متزايدًا إزاء قضايا البدانة والأمراض المتعلقة بنمط الحياة، وتشعر غالبيتهم بأن قطاع الرعاية الصحية في بلادهم لا يتحسن، فبينما يتزايد القلق من مشاكل البدانة والسكري، يعتقد الكثير من الشباب العربي أن قطاع الرعاية الصحية في بلادهم بقي على حاله خلال الأشهر الـ 12 الماضية من دون أن يشهد أي تحسن ملموس.

التلفزيون مصدرًا إخباريًا
وتعتقد الغالبية الساحقة من الشباب العربي بوجوب دعم حكوماتهم لتكاليف الطاقة، بينما بقي اهتمامهم بقضية التغير المناخي ضعيفًا، حيث يعتقد نحو 70% من الشباب العربي أن من حقهم الحصول على الدعم الحكومي لقطاعات الطاقة. وبينما يتزايد الاهتمام بقضية التغير المناخي، غير أنها لا تزال دون مستوى القضايا الأخرى من حيث الأولوية.

وأخيرًا كشف الاستطلاع عن أن التلفزيون لا يزال يتربع على عرش مصادر الأخبار للسنة السادسة على التوالي، وتتزايد أعداد الشباب العربي، الذين يتوجهون إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار. فالتلفزيون استمر المصدر الرئيس والأكثر موثوقية للأخبار.