دعت الكويت رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي إيران الإثنين إلى ترجمة توجهاتها بـ"واقع إيجابي" لإزالة أسباب التوتر بين دول المنطقة.


الرياض: ناقش &وزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي ، في الرياض عددا من الموضوعات التي تتعلق بتعزيز العمل الخليجي المشترك في المجالات السياسية والاقتصادية وغيرها إضافة إلى تنسيق المواقف تجاه التطورات الإقليمية والدولية التي تهم دول المجلس.

وفي افتتاح أعمال الدورة الـ 131 للمجلس الوزاري الخليجي برئاسة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، جدد البيان الختامي التأكيد على مواقفه الرافضة لاستمرار احتلال&ايران للجزر الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى التابعة للإمارات العربية المتحدة، وأكد المجلس الوزاري في هذا الخصوص على دعم حق السيادة للإمارات العربية المتحدة على جزرها، وعدّ أي قرارات أو ممارسات أو أعمال تقوم بها إيران على الجزر الثلاث باطلة ولاغية ، ولا تغير شيئاً من الحقائق التاريخية والقانونية التي تجمع على حق سيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث.

ودعا المجلس&ايران للاستجابة لمساعي الإمارات العربية المتحدة لحل القضية عن طريق المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.

وأكد المجلس الوزاري مجدداً على أهمية علاقات التعاون بين دول المجلس وإيران على أسس احترام سيادة دول المنطقة ، وعدم التدخل في الشئون الداخلية لدول المجلس ، ومبادئ حسن الجوار ، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها.

وأعرب عن أمله في أن تثمر المفاوضات بين إيران ومجموعة (5 + 1) عن حل نهائي لهذا البرنامج ، وبما يكفل استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، وتحت إشرافها ، والمعاهدات والاتفاقات الدولية ذات العلاقة ، مع ضمان عدم تحول البرنامج ، في أي مرحلة من مراحله ، إلى الاستخدام العسكري.

وأكد على أهمية جعل منطقة الخليج العربي ، والشرق الأوسط ، منطقة خالية من جميع أسلحة الدمار الشامل ، بما فيها الأسلحة النووية.

وكان للوضع العربي الراهن جانباً كبيراً من التداول على طاولة المجلس، حيث أكد المجلس الوزاري ضرورة إحالة مرتكبي جرائم الحرب ضد الشعب السوري إلى محكمة الجنايات الدولية ، وأعرب عن أسفه لاستخدام روسيا الاتحادية والصين الشعبية حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار مجلس الأمن بهذا الشأن.

وشدد على ضرورة إلزام نظام الأسد بإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري المحاصر ، وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم (2139).

وأعرب المجلس الوزاري مجدداً عن تأييده للحل السياسي للأزمة السورية وفقاً لاتفاق (جنيف1) 30 يونيو 2012 ، الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدة ترابها الوطني، كما اعتبر أن إعلان نظام الأسد إجراء انتخابات رئاسية وترشيح بشار الأسد ، يعد تقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة السورية سلمياً.

وعن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتطورات النزاع العربي ــ الإسرائيلي، جدد المجلس الوزاري موقفه الدائم والثابت تجاه القضية الفلسطينية ، والمتمثل في ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفي الشأن العراقي أكد المجلس الوزاري مجدداً دعمه لقرار مجلس الأمن رقم 2107 /2013، الذي قرر بالإجماع إحالة ملف الأسرى والمفقودين وإعادة الممتلكات الكويتية إلى بعثة الأمم المتحدة "UNAMI" لمتابعة هذا الملف ، آملاً مواصلة الحكومة العراقية جهودها وتعاونها مع دولة الكويت والمجتمع الدولي في هذا الشأن.

&دول الخليج تنظر الى ايران ايجابا

&

وقال وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الصباح خلال الاجتماع العادي للمجلس الوزاري في الرياض ان دول الخليج "تتطلع الى ترجمة التوجهات الايرانية ايجابا (...) لازالة اسباب التوتر بين دول هذه المنطقة الحيوية من العالم". وشدد على "اهمية معالجة القضايا التي تبعث على القلق على صعيد العلاقات" بين دول المجلس وايران.

وقال الشيخ صباح ردا على سؤال لفرانس برس خلال مؤتمر صحافي ان الشعب الايراني يتطلع الى "التغيير، واعطى 18 مليونا اصواتهم (للرئيس حسن) روحاني، يريد الايرانيون تغيير نهج التعامل مع الاخرين".

واضاف "كانت هناك مؤشرات ايجابية من روحاني فور انتخابه (...) يسعدنا كدول خليجية تلقي اشارات ايجابية، ومن مصلحتنا ان يكون هناك تعاون ايجابي مع ايران، ونحن على اتم استعداد لذلك".

وختم معربًا عن الامل في ان تكون "الظروف افضل من اجل التواصل بين السعودية وايران مستقبلًا"، في اشارة الى الزيارة التي كانت متوقعة لوزير خارجية ايران الى السعودية.

يذكر ان الشيخ صباح رافق امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في زيارة رسمية لايران وصفت بانها "تاريخية"، وستسهم في الامن والاستقرار في منطقة الخليج.

والعلاقات بين ايران الشيعية وجيرانها السنة استعادت حرارتها اخيرًا على الرغم من الخلافات بشأن سوريا ذلك ان طهران تدعم نظام الرئيس بشار الاسد، في حين تدعم غالبية دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمها السعودية، المعارضة السورية.

وتبدي دول مجلس التعاون الخليجي قلقها ايضا ازاء التدخلات المنسوبة الى طهران في العراق والبحرين. وتدقق ايضا في التقارب بين ايران والقوى الكبرى، التي ستستانف مفاوضاتها في فيينا في 16 حزيران/يونيو، بهدف التوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. وقال روحاني ان بلاده "مستعدة لتوسيع علاقاتها مع كل دول مجلس التعاون الخليجي".

وفي مقابلة الجمعة مع صحيفة الحياة، اعلن مساعد وزير الخارجية الكويتي خالد الجار الله ان بلاده "على استعداد ايضا للاضطلاع بدور" الوسيط بين ايران والمملكة العربية السعودية. واوضح ان تقاربا بين الخصمين الاقليميين "قد يكون له تاثير كبير في حل العديد من المشاكل الاقليمية".

وبحسب الجار الله، فان هذه الزيارة "التاريخية" قد تؤدي الى تعاون ايراني اكثر ايجابية وواقعية حول القضايا المتعلقة بالخليج، وسيكون لها في المقابل تاثير ايجابي على مستقبل وامن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي.

وكان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل اعلن في 13 ايار/مايو ان بلاده مستعدة "للتفاوض" مع جارها الايراني لتحسين العلاقات الثنائية، ووجّهت الرياض دعوة الى وزير الخارجية الايراني في اطار اجتماع منظمة التعاون الاسلامي المتوقع عقده في جدة في 18 و19 حزيران/يونيو. لكن ظريف اعلن انه لا يستطيع المشاركة بسبب المحادثات بين طهران والغرب في فيينا في 16 الشهر الحالي.
&

&