انضم السفير الأميركي السابق في دمشق إلى جبهة منتقدي سياسة أوباما الخارجية، وخصوصًا في الشأن السوري، وقال إنها زادت من خطر المتطرفين على الولايات المتحدة.


نصر المجالي: انتقد روبرت فورد السفير السابق لدى سوريا، الذي غادر منصبه في نهاية أيار (مايو) الماضي بشدة، يوم الثلاثاء، السياسة الخارجية للبيت الأبيض بشأن سوريا، قائلًا إن واشنطن كان ينبغي لها أن تفعل المزيد، وتبادر إلى تسليح الفئات المعتدلة من المعارضين للحكومة السورية.

وسارعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية ماري هارف للرد على انتقادات فورد قائلة: "إنه مواطن عادي. وله الحق في التعبير عن آرائه. وما نركز عليه اليوم هو المسؤولون، الذين ما زالوا هنا، ومن يعملون في سوريا، ومن يشتركون في الشعور بالاستياء الذي سمعتم به من الرئيس والوزير وآخرين".

وقال فورد في مقابلة مع شبكة تلفزيون (بي.بي.إس)، وهي واحدة من مقابلتين، وكانت الثانية مع شبكة (سي إن إن): إن الانتخابات "إشارة إلينا وإلى البلدان الأخرى في المنطقة، وإلى أوروبا وغيرها، إلى أن الأسد لن يرحل. إنه باقٍ، وقد رسخ قدميه في العاصمة في سوريا، مع أن أجزاء أخرى من البلاد لا تزال خارج نطاق سيطرته".

لا تدخل عسكريًا
وكان أوباما دعا الأسد&للمرة الاولى&إلى التنحّي عن السلطة في آب (أغسطس) من العام 2011، لكنه قاوم دعوات إلى تدخل أميركي أكبر في سوريا، وفي آب (أغسطس) من العام الماضي أحجم عن توجيه ضربات صاروخية إلى سوريا ردًا على ما تردد من أنباء عن استخدام دمشق أسلحة كيميائية.

بدلًا من ذلك، تم التوصل إلى اتفاق أميركي روسي على نقل ترسانة سوريا من الأسلحة الكيميائية إلى خارج البلاد. وقال فورد في المقابلة "لا أدري، هل هم مستعدون لتوسيع (مساعداتهم) على نحو يكون له أثر ملموس على الأرض، وهذا هو المهم". وأضاف قوله: "يجب علينا - ويجب علينا منذ وقت طويل - مساعدة المعتدلين في صفوف المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى غير الفتاكة".

وقدمت الولايات المتحدة تدريبًا وإمدادات عسكرية محدودة إلى مقاتلي المعارضة المعتدلين. وقال مسؤولون أميركيون في الشهر الماضي إن واشنطن ستوسع مساندتها لمجموعات منتقاة من المعارضين، لكنها لم تقدم تفاصيل تذكر.

وجود القاعدة
وقال فورد "لو فعلنا ذلك قبل عامين، لو كنا قد قمنا بتوسيع نطاق مساعداتنا، لما استطاعت جماعات القاعدة، التي تكسب أتباعًا، أن تنافس المعتدلين، الذين نتفق معهم في الكثير من الأمور".

وقال فورد إن روسيا وإيران في الوقت نفسه تقومان بزيادة مساعداتهما للأسد بدرجة كبيرة. وأضاف قوله: "سياستنا لم تتطوّر، وأخيرًا وصل بي الأمر إلى الحد الذي لا يمكنني فيه بعد الآن الدفاع عنها علانية". إلى ذلك، قال فورد، إنه ترك منصبه لعدم استطاعته المضي قدمًا والاستمرار في الدفاع عن السياسة الأميركية.

لهذا استقلت
وقال فورد في مقابلة مع شبكة (سي إن إن): "لم أعد في مركز استطيع فيه أن ادافع عن السياسة الأميركية في سوريا.. نحن لم نتمكن من معالجة جذور المشكلة، سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض، إلى جانب ازدياد تهديدات المتطرفين في البلاد".

تابع قائلًا: "لا يوجد شيء تجدر الإشارة إلى نجاحه وفقًا لسياستنا عدا إزالة نحو 93 في المئة من الترسانة الكيميائية للأسد، ولكن الآن هو&يستخدم غاز الكلور في صراعه مع خصومه".

وأضاف: "نحن دائمًا متأخرون، ومن المهم جدًا أن نصبح في موضع متقدم.. بشار الأسد ما كان ليكون بموضع القوة الذي هو عليه الآن من دون دعم حزب الله وإيران وروسيا".

وأشار السفير السابق إلى أن الأسد "لا يتحكم بثلثي سوريا، وقد حذرنا قبل سنتين من أن المجموعات الإرهابية ستستغل هذا الفراغ تمامًا، كما لاحظناه في أفغانستان والصومال ومالي واليمن".

وختم فورد حديثه حول الانتخابات السورية قائلًا: "لا أعتقد أن الانتخابات في سوريا لها علاقة بالديمقراطية.. الواقع أن بشار الأسد والدائرة المحيطة به يستعدون للاستمرار في الصراع القائم".